أتى يورغن كلوب إلى ليفربول بعد بداية سيئة للفريق في موسم 2015/16 تحت قيادة براندن رودجرز، حينها كان الفريق يعاني على مستوى الدوري الإنجليزي والدوري الأوروبي، وبعد استلام الألماني لمهامه استطاع قيادة الفريق في ذات الموسم لنهائي الدوري الأوروبي وكأس الرابطة ولكنه خسرهما أمام اشبيلية الاسباني ومانشستر سيتي على التوالي.
في موسمه الأول الكامل 2016/17 تمكّن كلوب من إنهائه في المركز الرابع والتأهل لدوري الأبطال في الموسم التالي، والذي استطاع فيه الوصول إلى النهائي ومواجهة ريال مدريد قبل أن يخسر اللقاء، ليخرج الألماني صباحاً ويُغني: “سنعيدها لليفربول”، وفي العام التالي أوفى بوعده.
موسم 2019/20 توّج 5 سنوات من العمل الشاق ليورغن كلوب، وبالرغم من سوق الانتقالات التي لم تكن قوية إلا أن ليفربول كان أكثر الأندية ثباتاً طوال الموسم، حيث استطاع احتلال الصدارة منذ الجولة الثانية ولم يتنازل عنها مطلقاً حتى التتويج بلقب الدوري.
خلال هذا الموضوع، سأتحدث بشكلٍ أكثر تفصيلاً عن أسلوب لعب ليفربول مع يورغن كلوب مع توضيح بعض التطورات التي أحدثها الألماني على شكل وأسلوب الفريق في الموسم الماضي 2019/20:
أتى يورغن كلوب إلى ليفربول بعد بداية سيئة للفريق في موسم 2015/16 تحت قيادة براندن رودجرز، حينها كان الفريق يعاني على مستوى الدوري الإنجليزي والدوري الأوروبي، وبعد استلام الألماني لمهامه استطاع قيادة الفريق في ذات الموسم لنهائي الدوري الأوروبي وكأس الرابطة ولكنه خسرهما أمام اشبيلية الاسباني ومانشستر سيتي على التوالي.
في موسمه الأول الكامل 2016/17 تمكّن كلوب من إنهائه في المركز الرابع والتأهل لدوري الأبطال في الموسم التالي، والذي استطاع فيه الوصول إلى النهائي ومواجهة ريال مدريد قبل أن يخسر اللقاء، ليخرج الألماني صباحاً ويُغني: “سنعيدها لليفربول”، وفي العام التالي أوفى بوعده.
موسم 2019/20 توّج 5 سنوات من العمل الشاق ليورغن كلوب، وبالرغم من سوق الانتقالات التي لم تكن قوية إلا أن ليفربول كان أكثر الأندية ثباتاً طوال الموسم، حيث استطاع احتلال الصدارة منذ الجولة الثانية ولم يتنازل عنها مطلقاً حتى التتويج بلقب الدوري.
خلال هذا الموضوع، سأتحدث بشكلٍ أكثر تفصيلاً عن أسلوب لعب ليفربول مع يورغن كلوب مع توضيح بعض التطورات التي أحدثها الألماني على شكل وأسلوب الفريق في الموسم الماضي 2019/20:
البناء والصعود بالكرة
أبرز ما يُميّز ليفربول تحت قيادة يورغن كلوب هي المرونة الكبيرة في اختيار أسلوب وشكل البناء بحسب ضغط الخصم، فإذا كان الخصم يضغط بشكلٍ عالٍ على دفاع ليفربول، تجد حرصهم على توسيع الملعب لتفكيك ضغط الخصم وإيجاد فرص للتمريرات العمودية لكسر الخطوط، إضافةً إلى أن التعاقد مع البرازيلي أليسون منح الفريق -علاوةً على قيمته كحارس مرمى مميز- لاعباً إضافياً قادراً على المشاركة في عملية البناء، حيث أن قدرة أليسون على .توفير نفسه كخيار متاح لزملاءه للتمرير يخلق تفوّقاً عددياً لدفاع ليفربول أمام ضغط الخصم.
عند البناء، يقوم قلبي الدفاع بتوسيع الملعب، فيما يتقدم الظهيرين للأمام لخلق توازن على الأطراف ومن أجل توسيع نطاق ضغط الخصم ولإبقاء لاعبي أطرافه بعيدين عن منطقة جزاء ليفربول، فيما يمنح تقدم أليسون للتواجد بين قلبي الدفاع الفرصة لبقاء لاعبي الوسط في مراكزهم في منتصف الملعب لخلق زيادة عددية بين الخطوط أمام لاعبي الخصم، الأمر الذي .يُسهّل من فرص نجاح التمريرات العمودية

شكلٌ آخر يعتمد عليه كلوب خلال عملية البناء وهو التحوّل إلى 3 مدافعين بعودة أحد لاعبي الوسط للتواجد كمدافع ثالث مع بقاء لاعبين اثنين أمام ثلاثي الدفاع، الأمر الذي يمنح التغطية اللازمة لصعود الظهيرين أكثر للأمام كما يمنح حامل الكرة من المدافعين ولاعبي الوسط .خيارين للتمرير على الأقل للخروج من ضغط الخصم

إضافةً إلى ذلك، فإن التحوّل إلى 3 لاعبين في الخلف يمنح الفريق فرصة لعب الكرات الطويلة لتجاوز ضغط الخصم واختصار الملعب، ويعتمد كلوب حينها على صعود الظهيرين أكثر لمناطق الخصم مع تقدم لاعب الوسط الثالث للتواجد مع ثلاثي المقدمة من أجل خلق زيادة عددية على قلوب الدفاع الذين حينها سيعانون من قلة المساندة مع تحييد ظهيري ليفربول للاعبي الأطراف وعدم وجود مساندة من لاعبي الوسط الموجودون في مناطق متقدمة للضغط خصوصاً مع تناقل مدافعي ليفربول الكرة بتمريرات قصيرة لجذبهم، قبل لعب الكرة الطويلة.

شكلٌ إضافي يعتمد عليه ليفربول عند البناء إذا ما استعان الخصم بالضغط بواسطة 3 لاعبين على دفاعهم، حيث يحاول كلوب حينها أن يُعيد الزيادة العددية لدفاعه عبر نزول لاعب الوسط لإشغال مكان الظهير الصاعد، مع بقاء الظهير الآخر في مركزه، دون نسيان أدوار البرازيلي فيرمينيو والذي يساهم ذكاءه الكبير في التحرك والنزول لخلق زيادة عددية في وسط الملعب في صعود الفريق بالكرة تحت ضغط الخصم.

الأنماط الهجومية وشكل الفريق في الثلث الأخير من الملعب
الهدف الأول لكلوب على المستوى الهجومي هو (السرعة واللعب العمودي)، بحيث لا يكون .الخصم قادراً على إعادة تنظيم دفاعه خلال عملية نقل الكرة من طرف إلى آخر
إيقاع ليفربول السريع في الهجوم يُصعّب من مهمة أي دفاع في التنظيم، خصوصاً وأن كلوب يحرص على خلق توازن دائم على الأطراف عبر الظهيرين، حيث يعتمد بشكلٍ رئيسي على نقل الكرة سريعاً من طرفٍ إلى آخر عبر الثنائي ألكسندر ترنت أرنولد وأندرو روبرتسون .واللذان يمتلكان قدرات رائعة في لعب الكرات الطويلة بشكلٍ صحيح
هذا التحول السريع للكرة من طرف إلى آخر يخلق فرصاً أكبر لحالات 1 ضد 1 بين جناح .ليفربول وظهير الخصم أو 2 ضد 1 بين الجناح ولاعب الوسط (أو الظهير) مع ظهير الخصم
حيث يحاول ليفربول عادةً تجميع اللعب على طرفٍ ما لسحب الخصم، مع بقاء الظهير والجناح .في الجهة المقابلة على الأطراف، ليكون الثنائي في مواجهة 2 ضد 1 مع ظهير الخصم

اعتماد ليفربول الأكبر في الكرات الطويلة يكون على فيرجل فان دايك، حيث يعتبر المدافع الهولندي صاحب أعلى معدلات الكرات الطويلة الصحيحة في كامل الدوري الإنجليزي الموسم .الماضي، كما يمتلك أحد أعلى معدلات التمرير باتجاه الثلث الأخير من الملعب
إحصائيات معدلات محاولات التمريرات الطويلة ومعدلات التمريرات الطويلة الصحيحة والتمريرات نحو الثلث الأخير من الملعب توضّح فكرة (السرعة واللعب العمودي) التي يعتمد عليها يورغن كلوب، حيث امتلك مدافعوا ليفربول أعلى هذه المعدلات في الدوري خلال الموسم الماضي:

الإحصائيات السابقة توضح أمراً آخر وهو اعتماد ليفربول عند البناء والصعود بالكرة على تجميع اللعب على الجانب الأيمن من الملعب، من أجل استغلال قدرة ألكسندر ترينت أرنولد المميزة في الكرات الطويلة، حيث يحاول أندي روبيرتسون خلال عملية البناء أن يصعد أكثر ليتواجد على الطرف الأيسر من الملعب من أجل استقبال الكرة الطويلة من أرنولد، ورغم ذلك .الأمر ليس متعلّقاً فقط بأرنولد حيث يحاول روبيرتسون أيضاً فعل نفس الشيء
في الثلث الأخير من الملعب، ومع تواجد الكرة مع الظهيرين تتوسّع خيارات الفريق الهجومية إلى التالي:
- دخول الجناح للعمق أكثر للتواجد في أنصاف المساحات، وحينها يكون ظهير الخصم أمام خيارين:
- مهاجمة ظهير ليفربول حامل الكرة، وبالتالي يترك مساحة ليتحرك بها الجناح في أنصاف .المساحات
- التكتل ومحاولة إغلاق العمق على الجناح، ما يمنح ظهير ليفربول فرصة لعب الكرات العرضية سواء من مناطق عالية أو منخفضة من الملعب، وحينها يهدف ثلاثي المقدمة لمهاجمة منطقة الجزاء، مع مساندة من لاعب الوسط الذي يدخل عادة بشكلٍ متأخر إلى .منطقة الجزاء بعيداً عن ضغط الخصم

- تحرك الجناح نحو الأطراف مع تحوّل لاعب الوسط للأطراف أكثر وخلال ذلك يقوم فيرمينيو بالنزول لوسط الملعب من أجل صرف أنظار لاعب وسط الخصم عن تحرك لاعب وسط ليفربول، وبالتالي يُصبح ظهير الخصم في مواجهة 3 ضد 1 مع الجناح ولاعب الوسط والظهير، وحينها يمتلك ظهير ليفربول أكثر من خيار للعب الكرة منها:
- خلق مثلثات تمرير بينه وبين لاعب الوسط وفيرمينيو مع الظهير، ما قد يمنح الفريق فرصة إجبار الخصم على التكتل في جهةٍ معينة ثم لعب الكرة الطويلة للجهة المقابلة والتي .يكون فيها الظهير أو الجناح دون رقابة
- سحب ظهير الخصم للضغط على حامل الكرة وبالتالي إفراغ مساحة لتحرك الجناح خلفه.

أسلوب الضغط وشكل الفريق الدفاعي
المتابع لمسيرة كلوب مع ليفربول سيرى استمراره بذات الأفكار الخاصة بأهمية الضغط العالي ومنع الخصم من الصعود بالكرة والضغط العكسي ومحاولة استعادة الكرة في أقرب وقتٍ ممكن بعد فقدانها، ولكن الألماني قام بتطوير هذا الضغط ليكون أكثر ديناميكية اعتماداً على شكل الخصم، كما بات أكثر تنوّعاً بين الضغط العالي القوي على حامل الكرة وبين الإبقاء على شكل الفريق وقطع خطوط التمرير على حامل الكرة وإجبار الخصم على الكرات العالية من .أجل الحفاظ على المعدل اللياقي للفريق
ففي حال اعتمد الخصم عند البناء على 3 لاعبين، تصبح مهمة الضغط على حامل الكرة على عاتق فيرمينيو، فيما يحاول محمد صلاح وماني التواجد بين مدافعي الطرف والظهيرين لقطع خطوط التمرير ومنع الخصم من التمرير في العمق، فيما يقوم ثلاثي الوسط بتغيير تمركزهم ومناطق الضغط بناءً على مكان الكرة، حيث مع تمكّن الخصم من نقل الكرة للأطراف يقوم ثلاثي الوسط بالتحرك لجهة الكرة والضغط على حامل الكرة لتقليل خيارات التمرير لديه، الأمر الذي يُصعّب من مهمة الخصم في تكوين مثلثات تمرير بين لاعبيه، وبالتالي تكون مهمة .استعادة الكرة أسهل على لاعبي ليفربول

أما في حال حاول الخصم خلق تفوق عددي على ثلاثي ليفربول بتواجد 4 لاعبين في الخلف، يقوم أحد لاعبي الوسط في الفريق بالصعود أكثر للأمام ومساندة ثلاثي المقدمة، مع ذكاء كبير في تغطية خيار التمرير باتجاه العمق وعدم منح وسط الخصم الفرصة للزيادة العددية في وسط .الملعب

ربما كان أبرز ما قام يورغن كلوب بتطويره في الموسم الماضي هو قدرة الفريق على التحوّل بين 3-3-4 و 1-3-2-4 بدون كرة، من أجل زيادة فرص الحصول عليها سواءً بالضغط العالي .أو الضغط العكسي
وخلال الموسم الماضي، كان من الواضح تطوّر الفريق ليكون قادراً على التحوّل إلى 2-4-4 دفاعياً في بعض الحالات خصوصاً مع تواجد الكرة في ثلث ملعبه، وعلى عكس الكثير من الفرق التي تلعب بهذا الرسم دفاعياً والتي يكون فيها الظهير والجناح عادةً أمام خطر التفوق العددي للخصم على الأطراف، فإن كلوب استعان بالديناميكية الكبيرة التي يتمتّع بها لاعبوه -وبشكلٍ خاص فيرمينيو- في توفير الزيادة العددية للاعبي الأطراف دفاعياً، حيث كان من الصعب أن يخلق الخصم تفوّقاً عددياً على ليفربول في الأطراف بفضل المساندة الدائمة للبرازيلي سواءً بتحوّله هو إلى الأطراف للمساندة أو النزول لوسط الملعب لمنح لاعب الوسط الفرصة لذلك، إضافةً إلى ذلك، يقوم المهاجم الآخر بتوسيع الملعب أكثر من أجل منع الخصم من نقل الكرة إلى الطرف الآخر، وكذلك ليتواجد في مركزٍ جيّد يؤهله لبدء الهجوم المرتد، حيث يعتبر ليفربول أكثر أندية الدوري الإنجليزي تسجيلاً للأهداف من الكرات المرتدة في .الموسم الماضي

الالتزام الدفاعي الكبير من كافة لاعبي ليفربول يعزى بالدرجة الأولى ليورغن كلوب، هذا الالتزام جعل ليفربول أقوى دفاع بالدوري و أحد أقل الفرق في معدل الأهداف المتوقعة ضده .xGA
الكرات الثابتة ورميات التماس
عندما تعاقد يورغن كلوب مع الدنماركي توماس غرونيمارك لتدريب الفريق على رميات التماس، كان الأمر مثار دهشة -وربما سخرية من البعض-، ولكن هذا الأمر وضّح للجميع .حرص المدرب الألماني على أدق التفاصيل
إضافةً إلى ذلك، فإن المتابع للفريق يلاحظ تطوراً هائلاً في تنفيذ الكرات الثابتة بشكلٍ عام، الأمر الذي منح الفريق تفوقاً من خلالها في الكثير من المباريات، ويعزى هذا التطور في تنفيذ الكرات الثابتة إلى بيتر كرافيتز الملقب بـ(العين)، حيث يعتبر هو الرجل المسؤول عن متابعة .الخصوم والفيديوهات التحليلية
تحركات ليفربول خلال الكرات الثابتة -الكرات الركنية بشكل خاص- تتمتع بالكثير من الانسيابية والبحث عن إفراغ اللاعب الأفضل للحصول على الكرة الرأسية -وغالباً ما يكون فيرجل فان دايك-، إضافةً إلى ذلك فإن تحركات فان دايك خلال تلك الكرات تكون بشكلٍ ذكي للغاية عبر محاولة الاستعانة بزملاءه في التحرك لإشغال المدافعين، فيما يقوم الهولندي بتغيير .اتجاهه بشكلٍ سريع لاقتناص الكرة
“لا يهم رأي الناس عندما تأتي بل المهم رأيهم عند رحيلك، أنا لا أطلب الانتظار 20 سنة، لكن .أتوقع خلال 4 سنوات من العمل سنحقق على الأقل بطولة واحدة”
كانت هذه كلمات يورغن كلوب الأولى عندما استلم تدريب ليفربول في أكتوبر 2015، وبعد 5 سنوات أثبت الألماني للجميع أنه كان على قدر تلك الكلمات، واستمر باثبات أنه ورقة ليفربول الرابحة دائماً تحت أي ظرف خصوصاً بعد الإصابات التي ضربت عناصر الفريق الأساسية .بشكلٍ متفرق وبالذات إصابة فان دايك الطويلة التي أثرت حتى على أسلوب لعب الفريق
ليفربول هذا الموسم يبقى المرشح الأوفر حظاً رغم التذبذب في النتائج والأداء غير المستقر، ولكن من يعرف يورغن كلوب يعلم تماماً أنه قادرٌ على الخروج من هذه المعضلة بشكلٍ ممتاز .ولمَ لا التتويج بلقب الدوري للمرة الثانية على التوالي