بعد موسمٍ أول صاحبته الكثير من العقبات وعلى رأسها منع الفريق من التعاقدات طوال الموسم .الماضي، استطاع فرانك لامبارد
تقديم أداءٍ جيدٍ وحجز مقعداً في دوري أبطال أوروبا، ليحصل هذا الموسم على تعزيزاتٍ كبيرة .في سوق الانتقالات غطّت الكثير من المراكز التي كان يعاني منها الفريق
بدأ تشيلسي الموسم الحالي بشكلٍ بطيء، حيث عانى من غياباتٍ لبعض العناصر التي يُعوّل عليها وعلى رأسهم حكيم زياش وتياغو سيلفا وبين تشيلويل إضافةً للتأخر في التعاقد مع الحارس السنغالي إدوارد ميندي، ليجد فرانك لامبارد صعوبة في الثبات على شكلٍ محدّدٍ للفريق في ظل كل تلك الغيابات، وحاول الاعتماد على رسم 2-2-2-4 في أولى مبارياته أمام برايتون ثم اعتمد على رسم 1-3-2-4 قبل الثبات أخيراً على 3-3-4 مع عودة اللاعبين واكتمال .صفوف الفريق
خلال السطور التالية، سنسلّط الضوء أكثر على أسلوب وشكل تشيلسي مع فرانك لامبارد هذا الموسم، وسنتحدّث عن مدى تأثير الصفقات الجديدة على التنوّع الذي حصل عليه الفريق خلال عملية البناء والصعود بالكرة إضافةً للحلول المختلفة في الثلث الأخير من الملعب، كما سنناقش المنظومة الدفاعية للفريق والمشاكل التي تعاني منها وما الذي يُمكن أن يفعله فرانك لامبارد لتجاوز تلك المشاكل.
بعد موسمٍ أول صاحبته الكثير من العقبات وعلى رأسها منع الفريق من التعاقدات طوال الموسم .الماضي، استطاع فرانك لامبارد
تقديم أداءٍ جيدٍ وحجز مقعداً في دوري أبطال أوروبا، ليحصل هذا الموسم على تعزيزاتٍ كبيرة .في سوق الانتقالات غطّت الكثير من المراكز التي كان يعاني منها الفريق
بدأ تشيلسي الموسم الحالي بشكلٍ بطيء، حيث عانى من غياباتٍ لبعض العناصر التي يُعوّل عليها وعلى رأسهم حكيم زياش وتياغو سيلفا وبين تشيلويل إضافةً للتأخر في التعاقد مع الحارس السنغالي إدوارد ميندي، ليجد فرانك لامبارد صعوبة في الثبات على شكلٍ محدّدٍ للفريق في ظل كل تلك الغيابات، وحاول الاعتماد على رسم 2-2-2-4 في أولى مبارياته أمام برايتون ثم اعتمد على رسم 1-3-2-4 قبل الثبات أخيراً على 3-3-4 مع عودة اللاعبين واكتمال .صفوف الفريق
خلال السطور التالية، سنسلّط الضوء أكثر على أسلوب وشكل تشيلسي مع فرانك لامبارد هذا الموسم، وسنتحدّث عن مدى تأثير الصفقات الجديدة على التنوّع الذي حصل عليه الفريق خلال عملية البناء والصعود بالكرة إضافةً للحلول المختلفة في الثلث الأخير من الملعب، كما سنناقش المنظومة الدفاعية للفريق والمشاكل التي تعاني منها وما الذي يُمكن أن يفعله فرانك لامبارد لتجاوز تلك المشاكل.
شكل الفريق خلال عملية البناء، وكيف ساهم تياغو سيلفا في زيادة خيارات الصعود بالكرة؟
عند البناء، يعتمد فرانك لامبارد على بقاء محور الارتكاز أمام قلبي الدفاع، مع توسيع الظهيرين للملعب، ليصبح شكل الفريق عبارة عن مجموعة من المثلثات تمنح حامل الكرة خيارين للتمرير -على الأقل-، وأثناء ذلك يبقى الجناحين أقرب لخط الملعب، في حين يعتمد تواجد لاعبي الوسط على أسلوب ضغط الخصم:
- ففي حال كان الخصم لا يضغط بشكلٍ عالٍ على دفاع تشيلسي، يُحاول لاعبا الوسط التواجد بين خطوط الخصم كخياراتٍ متاحةٍ للتمرير، مع محاولة التقدم في أنصاف المساحات الأمر الذي ينتج عنه انكماش خط دفاع الخصم وبالتالي مساحة جيدة للجناحين لاستلام الكرة بعيداً عن الضغط

- أما في حال كان الخصم يضغط عالياً، فيُمكن تقسيم خيارات تشيلسي للصعود إلى 3 خيارات:
- نزول أحد لاعبي الوسط كمحور ارتكاز ثانٍ، وحينها يتقدم الظهيرين أكثر للأمام مع دخول أحد الأجنحة للتواجد في أنصاف المساحات، في حين يتواجد الجناح الآخر أقرب لخط .الملعب، مع تواجد لاعب الوسط الآخر بين الخطوط

- نزول محور الارتكاز بين قلبي الدفاع، مع تقدم الظهيرين ونزول أحد ثنائي الوسط للتواجد أمام ثلاثي الدفاع، وفي حال كان الضغط أكثر قوة يدخل أحد الظهيرين [غالباً ريس جيمس] ليتواجد كمحور ارتكاز ثانٍ مع بقاء الجناح على الأطراف وتواجد لاعب الوسط .الآخر بين الخطوط

- لعب الكرات الطويلة باتجاه المهاجم [غالباً تامي أبراهام] لمحاولة الاستفادة من تفوقه في .الكرات الهوائية وقدرته على الاحتفاظ بالكرة وانتظار مساندة زملائه
أحد الأمور التي ساهمت في التنوّع الذي يعتمد عليه تشيلسي في صعوده بالكرة هو تواجد تياغو سيلفا، فعلاوةً على الثبات الذي منحه للمنظومة الدفاعية للفريق، فإن البرازيلي كان قادراً بخبرته وقراءته الممتازة للملعب على تحديد متى يلعب الكرات القصيرة ومتى يلعب الكرات الطويلة -سواءً باتجاه الأطراف أو باتجاه المهاجم- معتمداً على دقته الكبيرة في الكرات الطويلة، حيث امتلك أعلى معدلات دقة التمريرات الطويلة في الدوري الفرنسي الموسم الماضي، وعند مقارنته بمعدلات مدافعي تشيلسي الموسم الماضي سنجد الفارق الهائل الذي قدّمه البرازيلي الخبير.

شرح أدوار الظهيرين
واحدة من الأمور التي يجب إلقاء الضوء عليها خلال الحديث عن أسلوب لعب تشيلسي مع .فرانك لامبارد هي أدوار الظهيرين
لامبارد يعتمد على صعود الظهيرين معاً في ذات الوقت ولكن مع اختلافٍ في تحركاتهما، حيث يعتمد على تحرك الظهير الأيسر [بن تشلويل] على الأطراف والذي يسحب بتحركه ذلك أنظار الظهير الأيمن للخصم عن الجناح الأيسر [تيمو فيرنر] ليمنحه الفرصة للدخول في أنصاف المساحات أو التواجد كمهاجمٍ ثانٍ، في حين يتحرك الظهير الأيمن [ريس جيمس] في أنصاف المساحات مع خيارات التحوّل للأطراف بهدف إفراغ المساحة للجناح الأيمن [حكيم زياش] للدخول للعمق، أو البقاء متأخراً لتأمين تقدم لاعب الوسط الأيمن [ماتيو كوفاسيتش أو كاي هافيرتز] بين الأطراف وأنصاف المساحات

تفضيل فرانك لامبارد لريس جيمس للعب كظهير أيمن يأتي بسبب إمكانياته البدنية الممتازة التي تُمكّنه من تقديم الأدوار الدفاعية والهجومية بذات المجهود مع دقّة عرضياته إضافة لقدرته على اللعب في وسط الملعب، حيث لعب كثيراً في خط الوسط خصوصاً خلال فترة إعارته .موسم 2018/19 مع ويغان أثلتيك
في المقابل، يمتاز بين تشلويل بإمكانياته الهجومية الكبيرة وقدرته على تقديم الدعم بشكلٍ مميزٍ ..للغاية في الثلث الأخير من الملعب سواءً بالتسديد أو لعب الكرات العرضية
شكل الفريق في الثلث الأخير من الملعب وأدوار حكيم زياش
مع تقدمه بالكرة إلى الثلث الأخير من الملعب يعتمد تشيلسي على أكثر من خيار لخلق فرص لتهديد مرمى الخصم، أبرزها:
- خلق كثافة عددية على طرفٍ ثم نقل الكرة إلى الطرف الآخر ومحاولة إيجاد فرص مواجهات 2 ضد 1 بين الجناح والظهير مقابل ظهير الخصم، حيث منحته قدرة حكيم زياش على التمرير ورؤيته الفريدة للملعب على تفعيلٍ أكبر لهذا التحرك، وبات أحد أكثر .الأنماط الهجومية للفريق في الفترة الأخيرة

- بقاء حكيم زياش على الأطراف، مع تحرك ريس جيمس أو لاعب الوسط الأيمن في أنصاف المساحات، وينتج عن هذا التحرك ما يلي:
- خلق مواجهة 1 ضد 1 بين حكيم زياش والظهير الأيسر للخصم ومحاولة الاستفادة من .مهارة النجم المغربي وقدرته على تجاوز الخصم ولعب الكرات العرضية

- تحرك ريس جيمس أو لاعب الوسط الأيمن في أنصاف المساحات يجذب معه مدافع الخصم وبالتالي يخلق مساحة جيدة ليتحرك بها المهاجم [تامي أبراهام] أو تيمو فيرنر خلف .المدافعين لاستقبال الكرات العرضية العميقة من حكيم زياش

- تحرك ريس جيمس أو لاعب الوسط الأيمن من أنصاف المساحات نحو الأطراف وبالتالي يُفرغ مساحة لدخول حكيم زياش للعمق مع خيارات واسعة للتمرير للمهاجمين أو التسديد .من خارج منطقة الجزاء

- تحرك اللاعبين للأمام ومحاولة سحب المدافعين وإجبارهم على التراجع، الأمر الذي ينتج .عنه مساحة جيدة بين الخطوط يتواجد بها أحد اللاعبين

التحرك الأخير ربما يُوضّح سبب تفضيل فرانك لامبارد للبدء بالمهاجم الشاب تامي أبراهام بدلاً من الفرنسي الخبير أوليفر جيرو، حيث يمتاز أبراهام بقدرة بدنية جيدة إضافةً للمسته الممتازة على الكرة الأمر الذي يُمكّنه من تقديم أدوار المهاجم المركزي Target Man إضافةً .لأنه أكثر سرعةً من أوليفر جيرو وبالتالي تتنوّع خيارات الهجوم لدى الفريق
الشكل الدفاعي وتنوّع أسلوب الضغط
دفاعياً، يعتمد فرانك لامبارد على الضغط العكسي ومحاولة استعادة الكرة سريعاً، وإلّا فإنه يحاول إغلاق العمق لإجبار الخصم على الأطراف ثم يضغط بشكلٍ أكبر لاستعادة الكرة أو .إجبار الخصم على لعب الكرات الطويلة
شكل تشيلسي الدفاعي يتنوّع بين 1-5-4 و 2-4-4 بحسب شكل الخصم خلال عملية البناء، حيث غالباً ما يتقدّم أحد لاعبي الوسط للتواجد كمهاجم ثانٍ بجانب تامي أبراهام عند التحول إلى 2-4-4 للضغط العالي على الخصم High-Block ومحاولة منعه من الصعود بالكرة، أو يعود للتواجد كلاعب وسط ثالث في 1-5-4 عند الضغط المتوسط Mid-Block ومحاولة إغلاق .خطوط التمرير للعمق

المشاكل الدفاعية
إحصائياً، حل تشيلسي خامساً في الموسم الماضي 2019/20 في معدل الأهداف المتوقعة في مرماه xGA، كما حل ثانياً بعد مانشستر سيتي في معدل التسديدات التي يتلقاها [8.5 تسديدة/المباراة]، ورغم ذلك حل في المرتبة 11 في عدد الأهداف المسجلة ضده [54 هدف]
إذا أين الخلل؟
ربما يُجمع الكثيرون بأن للأسماء المتاحة في خط الدفاع خلال الموسم الماضي دورٌ بارزٌ في تلك المعاناة إضافةً للأخطاء الفادحة من حارس المرمى الاسباني كيبا، وبعد التعاقد مع بين تشيلويل، تياغو سيلفا وحارس المرمى إدوارد ميندي بداية هذا الموسم 2020/21 استطاع فرانك لامبارد رفع جودة الفريق دفاعياً، ولكن ظلّت هنالك بعض الأمور الواجب علاجها لرفع .جودة المنظومة الدفاعية ككل
في الموسم الماضي، كان تشيلسي أحد أكثر الفرق التي تستحوذ على الكرة [57.9%] حيث حلّ ثالثاً بعد مانشستر سيتي [62.6%] ثم ليفربول [59.6%]، كما أنه حلّ في المرتبة الخامسة في نسبة النجاح في الضغط على الكرة [30.9%]، هذا أمرٌ جيّدٌ بالتأكيد، ولكن من المهم الإشارة إلى أنه في اللحظة التي يفقد الفريق بها الكرة لا يتمتع لاعبوا المقدمة بالقدرة على الارتداد الدفاعي السريع لتغطية المساحات، كما أن اعتماد فرانك لامبارد على صعود الظهيرين معاً تسبب في مساحاتٍ أكبر كان خط الوسط عاجزاً عن إغلاقها، خصوصاً في ظل الإصابات التي تعرض لها الفرنسي نغولو كانتي الموسم الماضي، وهو القادر على تقديم أدوار لاعب الوسط .الدفاعي بشكلٍ أفضل بكثير من جورجينيو أو ماتيو كوفاسيتش
إضافةً لذلك، وفي الكثير من الأوقات تظهر مساحاتٍ كبيرةٍ بين خط الهجوم ووسط الملعب وبين وسط الملعب وخط الدفاع، الأمر الذي يُلام عليه فرانك لامبارد بالدرجة الأولى، وربما لذلك يبحث تشيلسي عن التعاقد مع محور ارتكازٍ آخر لمساندة نغولو كانتي في تغطية هذه المساحات، وربما يبدو الحديث عن ديكلان رايس منطقياً جداً وهو أحد أفضل لاعبي الوسط في .الدوري الإنجليزي الممتاز
بعد موسمٍ أول استطاع فيه فرانك لامبارد تقديم أوراق اعتماده بشكلٍ جيدٍ جداً كمدربٍ قادرٍ على قيادة مشروع نادٍ بحجم تشيلسي، يأتي الموسم الثاني ليكون بمثابة الاختبار الأكبر للمدرب الإنجليزي الشاب، الاختبار الذي سيقلّ فيه هامش الخطأ المتاح له بعد التعاقدات الكبيرة التي أبرمها الفريق وصول تشيلسي لدوري أبطال أوروبا كان بمثابة الهدف الذي تحقق في الموسم الماضي، والأداء الذي قدّمه تشيلسي حينها رفع سقف طموحات جماهيره هذا الموسم، ويبقى أن ننتظر كيف سيتعامل فرانك لامبارد مع الفترات الصعبة خلال الموسم خصوصاً وأنه يمتلك .الآن قائمة أسماءٍ أفضل بكثيرٍ مما امتلكها في الموسم الماضي