سنركز في حلقة اليوم من فقرة رادار المواهب على اللاعب الفرنسي إدواردو كامافينجا، القريب جداً من الانتقال إلى نادي مانشستر يونايتد الإنجليزي، حسب التقارير الصحفية، بل وأن إدارة الشياطين الحمر تُصر تمام الإصرار على التعاقد مع اللاعب صاحب ال18 عامًا، والإجابة ستكون بسيطة.

مقدمة عن اللاعب

كامافينجا صاحب نشأة صعبة وحياة معقدة، ومن رحم المعاناة يخرج الأبطال كما يقولون، حيث أنه وُلد في إحدى مخيمات اللاجئين في أنجولا، ولديه 5 أشقاء، من أب وأم كونغوليين، لذلك فإنه يملك الجنسية الكونغولية والأنجولية، وعندما وصل إلى عامه الثاني هاجر رفقة أهله إلى فرنسا، وبدأ في أول الأمر بتعلم لعبة “الجودو” حتى أحب كرة القدم في عامه الـ11 وبالتحديد بعد حريق هائل التهم منزله ولكنه نجا هو وأسرته بأعجوبة كبيرة، لينضم إلى أكاديمية نادي رين الفرنسي بسبب تصميمه الكبير على أن يًصبح لاعب كرة قدم محترف.

مسيرة اللاعب

ظروف اللاعب الصعبة جعلته يصب كامل تركيزه على لعب كرة القدم ليوقع في 14 ديسمبر من عام 2018 على أول عقد إحترافي له في مسيرته، ليصبح أصغر لاعب محترف في الفريق الأول في تاريخ نادي رين، وفي 6 أبريل من عام 2019 بدأ أول مباراة رسمية له أمام فريق أنجيه ليتعادل الفريقان بثلاثة أهداف لكليهما، ويصبح أصغر لاعب في تاريخ نادي رين يشارك في مباراة رسمية في عمره 16 عام و4 أشهر فقط، وقد سجل أول هدف رسمي له مع الفريق في ديسمبر من عام 2019 ضد نادي ليون في الدقيقة 89 وهو هدف الفوز لفريقه، وبمهارة رائعة.

مميزات اللاعب

1- دقة التمريرات:

يملك كامافينجا نسبة تمرير رائعة بالرغم من مركزه الذي يضع لاعب الوسط في خطورة كبيرة ويجبره على المخاطرة في بعض التمريرات لإيصال زملائه إلى المرمى، ففي 28 مباراة بالدوري الفرنسي، حقق نسبة تمرير 89% صحيحة، وحسب صحيفة “الميرور” فإن من بين 79 لاعب وسط في الدوري الفرنسي يبلغ من العمر أقل من 26 عامًا، لعبوا أكثر من 1500 دقيقة في الدوري الفرنسي بشكل عام، كان كامافينجا صاحب نسبة التمرير الأعلى بواقع 91% لكل مباراة، وهو أيضًا أكثر لاعب من بين هؤلاء قدم تمريرات في الثُلث الأخير من الملعب.

2- قاطع كرات من الطراز الرفيع:

يملك إدوارد كامافينجا ليونة كبيرة وطول مناسب يجعله يقطع الكرات بذكاء، فهو لا يملك قوة بدنية هائلة، ولا قصر قامة كانتي، لكن معدلاته في الدوري الفرنسي تشير إلى أنه يقطع 2.8 كرة في كل مباراة، أي أن المنافسين يجدون صعوبة كبيرة في المرور منه، ويحصل في كل مباراة على معدل 1.5 خطأ من المنافسين بسبب قدرته الرائعة على المرور من اللاعبين والاستلام تحت الضغط أمام أكثر من لاعب.

3- بديل بوجبا بامتياز:

الإجابة على السؤال في عنوان التقرير هو بسيط لأن كامافينجا يستطيع تقديم كافة وظائف بوجبا مع الفارق أن اللاعب سيتحصل على راتب أقل بكثير مما يتقاضاه بوجبا، بالإضافة إلى ذلك فهو يملك مستقبلًا مُبهرًا فهو في عامه الـ18 ولايزال أمامه على الأقل 10 سنوات من العطاء في الملاعب، وأيضًا حاله كحال بوجبا في آخر سنوات عقده مع نادي رين، أي أن سعره لن يزيد عن 35 أو 40 مليون جنيه إسترليني.

4- سلاح ذو حدين لأولي جونار سولشاير:

إذا كان مدرب الشياطين الحمر يبحث عن بديل لبول بوجبا في الوقت الحالي والذي يعيش آخر سنوات عقده الحالي، بإمكانه التخلي عن بول بوجبا إلى باريس سان جيرمان الذي يرغب في ضمه، والحصول على مبلغ أكبر نسبيًا من الذي سيدفعه لجلب كامافينجا، وفي حال تمكنه من تجديد عقد بوجبا فسيكون كامافينغا على دكة البدلاء أفضل بديل له مما قد يحفز بول على تقديم أفضل مستوى له في الملعب لكي يحافظ على مكانه وسط التشكيل الأساسي، فهو نفس الأمر الذي تكرر في الفريق عندما جاء بأليكس تيليس الذي قام بتحفيز لوك شو ليقدم مستوى خرافي مع اليونايتد.

5- اللاعب المثالي لخطة مانشستر يونايتد:

بعد التعاقد مع جادون سانشو بشكل رسمي من فريق بوروسيا دورتموند فإنه من الواضح أن المدرب أولي جونار سولشاير سيعتمد على خطة 4-3-3 والتي ستكون مثالية بالنسبة لمهارات وقدرات كامافينجا، وذلك سنقوم بشرحه تفصيلًا بعد قليل، على الجانب الآخر فإن كامافينجا يستطيع اللعب بدلًا من فريد في مركز خط الوسط الدفاعي لبراعته في الخروج بالكرة تحت الضغط، بالإضافة إلى ذلك فهو يتحرك بشكل رائع عندما لا تكون معه الكرة، وهي أهم الصفات التي يبحث عنها سولشاير في اليونايتد.

الخطة المثالية لكامافينجا:

كما ذكرنا فإن مانشستر يونايتد قد يتجه للعب بخطة 4-3-3 في الموسم المقبل بوجود كافاني في مركز قلب الهجوم، بجانبه كل من سانشو وجرينوود أو راشفورد، ومن خلفهم فريد بجانبه بوجبا أو كامافينجا مع النجم برونو فيرنانديز، وتلك الخطة ستكون مثالية لكامافينجا الذي يُفضل اللعب في مركز خط الوسط “Box to Box” أي الرابط بين الوسط الدفاعي والهجومي، حيث يميل لاستلام الكرة من المدافعين مع تحرير “فريد” ليقوم بتبديل المراكز معه، ويترك الحرية لبرونو فيرنانديز في الأمام الذي قد يقوم بالربط مع كامافينجا والذي يملك كما ذكرنا نسبة تمريرة طويلة وقصيرة رائعة، ونسبة مراوغات كبيرة.

عيوب اللاعب:

يعتبر مركزه في الملعب من المراكز التي ينتظر منها الجماهير الكثير من الأهداف والتمريرات الحاسمة، ولكن هذا لم يحدث، ففي 67 مباراة بالدوري الفرنسي بمُجمل مسيرته سجل هدفين فقط وصنع 4 آخرين، وسجل هدف من 3 مباريات مع المنتخب الفرنسي الأول، ولكن هذا العيب ستتغاضى عنه عندما تشاهد كيفية وقدرة اللاعب على القيام بالدور الدفاعي والهجومي في الملعب، فهو يستطيع الوصول بالكرة إلى اللاعب الذي سيصنع الهدف أو سيقطع الكرة من المنافس في الوقت المناسب، بالإضافة إلى ذلك فهو لا يسدد كثيرًا على المرمى.