وصل باريس في الأعوام القليلة الماضية لأدوار متقدمة في بطولة دوري أبطال أوروبا محققًا أداءً رائعًا في الإقصائيات، كان من الممكن أن يحققوا اللقب في النسختين الماضيتين لكنهم لم يفعلوا، وكان ذلك بسبب دفاعهم، أخطاء صارخة، هفوات ساذجة، حيث كان الإخفاق يتجلى في اللحظات الحاسمة. كل هذه العلامات تشير إلى أن جانب باريس لم يصل بعد إلى مرحلة النضج في البطولات الكبرى.قبل بداية مناقشتنا محور حديثنا هذا حول الثغرات هذه وأسبابها وطرق معالجتها، دعونا نلقي نظرة سريعة على المدير الأرجنتيني بوكيتينو، الأسلوب والخطة وكيف يكون قادرًا على تحقيق المجد الأوروبي.. هذا على اعتبار أنه سيستمر على رأس القيادة الفنية في الموسم الجديد.
بوكيتينو لم يكن لديه أفضل بداية للحياة مع باريس سان جيرمان بعد توليه خلفًا لتوخيل، وليس خفيًا بدأ بعض الأشخاص بالفعل في التشكيك في قدرته، لكن هذا بالتأكيد ما زال مبكرًا للغاية للقطع فيه، فالكثير من الأمل والوعود بالمستقبل لا يزال قائمًا. ما نعرفه نحن، بوكيتينو مدير قابل للتكيف ويتنقل بين الأنظمة التكتيكية اعتمادًا على الخيارات المتاحة والخصم الذي يواجهه.من حيث الأسلوب، فإن بوكيتينو يتجه نحو الاستحواذ ويتطلع إلى البناء بتمريرات سريعة وثابتة إلى لاعبي خط الوسط، ومع ذلك فهو لا يكره أن يكون أكثر مباشرة مع لاعبيه الذين يصنعون تمريرات عمودية طويلة في أعلى الملعب من أجل نقل الدفاع إلى الهجوم بسرعة. بعد أن استحوذ على الكرة، استعد فريقه للضغط عاليًا في الملعب حتى يتمكنوا من تقييد لعب الخصم وعدم قدرتهم على شن الهجمات بأنفسهم. في كل من ساوثهامبتون وتوتنهام، كانت هيكلية بوكيتينو منظمة بكفاءة جيدة.في الصور، بناء تدريجي في الأولى
وكرات طويلة في الصورتين الثانية والثالثة من نفس المباراة.
حركة مستمرة لخلق المساحات والحلول والهروب من الرقابة..
تقديم
وصل باريس في الأعوام القليلة الماضية لأدوار متقدمة في بطولة دوري أبطال أوروبا محققًا أداءً رائعًا في الإقصائيات، كان من الممكن أن يحققوا اللقب في النسختين الماضيتين لكنهم لم يفعلوا، وكان ذلك بسبب دفاعهم، أخطاء صارخة، هفوات ساذجة، حيث كان الإخفاق يتجلى في اللحظات الحاسمة. كل هذه العلامات تشير إلى أن جانب باريس لم يصل بعد إلى مرحلة النضج في البطولات الكبرى.
قبل بداية مناقشتنا محور حديثنا هذا حول الثغرات هذه وأسبابها وطرق معالجتها، دعونا نلقي نظرة سريعة على المدير الأرجنتيني بوكيتينو، الأسلوب والخطة وكيف يكون قادرًا على تحقيق المجد الأوروبي.. هذا على اعتبار أنه سيستمر على رأس القيادة الفنية في الموسم الجديد.
بوكيتينو والتكتيك الذي لا يخجل من التغيير
بوكيتينو لم يكن لديه أفضل بداية للحياة مع باريس سان جيرمان بعد توليه خلفًا لتوخيل، وليس خفيًا بدأ بعض الأشخاص بالفعل في التشكيك في قدرته، لكن هذا بالتأكيد ما زال مبكرًا للغاية للقطع فيه، فالكثير من الأمل والوعود بالمستقبل لا يزال قائمًا. ما نعرفه نحن، بوكيتينو مدير قابل للتكيف ويتنقل بين الأنظمة التكتيكية اعتمادًا على الخيارات المتاحة والخصم الذي يواجهه.
من حيث الأسلوب، فإن بوكيتينو يتجه نحو الاستحواذ ويتطلع إلى البناء بتمريرات سريعة وثابتة إلى لاعبي خط الوسط، ومع ذلك فهو لا يكره أن يكون أكثر مباشرة مع لاعبيه الذين يصنعون تمريرات عمودية طويلة في أعلى الملعب من أجل نقل الدفاع إلى الهجوم بسرعة. بعد أن استحوذ على الكرة، استعد فريقه للضغط عاليًا في الملعب حتى يتمكنوا من تقييد لعب الخصم وعدم قدرتهم على شن الهجمات بأنفسهم. في كل من ساوثهامبتون وتوتنهام، كانت هيكلية بوكيتينو منظمة بكفاءة جيدة.
في الصور، بناء تدريجي في الأولى

وكرات طويلة في الصورتين الثانية والثالثة من نفس المباراة.

حركة مستمرة لخلق المساحات والحلول والهروب من الرقابة..

باريس؛ المقومات موجودة والنتائج مفقودة
يضم فريق باريس سان جيرمان الحالي نجومًا عالميين من أمثال نيمار جونيور وكيليان مبابي -نحسب أنهم لن يغادروا هذا الصيف- لذلك من العدل أن نقول إنهم موهوبون أكثر بكثير من الفرق التي اعتاد عليها بوكيتينو خلال مسيرته التدريبية في الدوري الإنجليزي الممتاز. ومع ذلك فإن استلام تدريب هذه الفرقة في باريس تأتي مع بعض القضايا التي تحتاج إلى معالجة عاجلة دائمًا.
نظريًا على الورق، لدى باريس اثنان من أفضل خمسة لاعبين في العالم، هما نيمار ومبابي، أضف دي ماريا وإيكاردي ومويس كين إلى هذا المزيج وستحصل على هجوم يمكن أن يقود فريقًا إلى مجد دوري أبطال أوروبا، لكن هذا لم يحدث.
في خط الوسط، يتمتع باريس سان جيرمان بواحد من أكثر اللاعبين الذين تم التقليل من شأنهم في اللعبة اليوم وهو ماركو فيراتي. في رأيي الشخصي، لو لعب هذا الرجل في الدوري الإنجليزي الممتاز أو الإسباني، فسيكون اسمًا مألوفًا بارزًا نظير إنتاجه الرائع الغزير داخل الملعب.
في الصورة، النقطة الحمراء توضح مكان فيراتي بين لاعبي الدوريات الخمس الكبرى في التمرير..

هنا يتصدر فيراتي قائمة أفضل حاملي الكرات بين أفضل لاعبي الوسط في أوروبا عن الموسم الماضي..

أيضًا، باريديس هو لاعب دولي وقد ازدهر بالفعل هذا الموسم، فقط تحقق من لعبته مؤخرًا وسترى نوعية الجودة التي يمتلكها.

إدريسا غاي، أندر هيريرا، رافينيا ودانيلو بيريرا يكملون المركز ويمنحون بوكيتينو الكثير من الخيارات اعتمادًا على من يواجهون، خيارات أيضًا هي قادرة على قيادة فريقهم نحو المجد الأوروبي، لكن هذا لم يحدث.
أين الخلل إذًا؟ تكتيك ووقدرة بوكيتينو؟ أم هي جودة لاعبين؟
القضية حقًا تتعلق بالدفاع، يلعب ماركينيوس وكيمبيبي دور البطولة، ويمكنك القول بأن البرازيلي هو واحد من أفضل 3 قلوب دفاع في العالم، والفرنسي لا يخرج عن العشرة. ماركينيوس مدافع كامل متعدد الاستخدامات بصفات قائد والنادي في قلبه، وكيمبيبي رأينا ما كان قادرًا عليه مؤخرًا حتى وصل إلى المركز الأساسي في تشكيلة ديشامب في فرنسا ببطولة اليورو الحالية.
خارج هذين اللاعبين، هناك الكثير مما هو ليس مرغوبًا فيه، على سبيل المثال، إذا أصيب ماركينيوس بإصابة، والتي حدثت مؤخرًا، فمن يحل محله؟ في الوقت الحالي، الدولي البرتغالي بيريرا هو أكثر لاعب خط وسط دفاعي بالفطرة ولا توجد خيارات أخرى ما لم يرغب بوكيتينو في تصعيد لاعب أكاديمي أو تجريب لاعب آخر في هذا المكان وهذا لن يحدث غالبًا.
في مركز الظهير الأيمن، كان أليساندرو فلورنزي المعار من روما لاعبًا أساسيًا بشكل منتظم، مستقبله مع الفريق هو موضع تساؤل كبير، وبينما أظهر ومضات عما يحتاجه الفريق في هذا المنصب، إلا أنه ليس ثابتًا أو جيدًا دائمًا بما يكفي، هذا رأيي.
ماذا لو غاب الدولي الإيطالي عن الموسم القادم؟ يجب أن يعتمد باريس على كولين داجبا أو تيلو كيرير. كل هؤلاء اللاعبين لائقون لكنهم بعيدون كل البعد عن الجودة المتوفرة في الأندية الرائدة الأخرى في أوروبا، لا يمتلكون القدرة المطلوبة للعب في فريق بحجم تأملات الإدارة في باريس والراغبة في التتويج بأكبر البطولات في أوروبا.
يجب أن يمتلك الفريق ظهير أيمن من الطراز العالمي، شابًا شجاعًا للمضي قدمًا ولديه قدرة بدنية كافية لتتبع الخلف وتغطية المساحة والقتال. قليلون هم القادرون على القيام بذلك، لكن باريس قادرة على جلب أحدهم.
ولا يتحسن الوضع كثيرًا في مركز الظهير الأيسر أيضًا، حيث ما زال يمثل مشكلة مستمرة دون التعامل معها حقًا منذ أن اشترت العائلة المالكة القطرية النادي في صيف 2011.
وقع خوان بيرنات مؤخرًا على تمديد عقده لكنه كان خارج معظم الموسم بسبب إصابة خطيرة في الركبة. عبدو ديالو صعد في غيابه وقدم أداءً يفوق التوقعات، لكن من يدري ما إذا كان مستواه سيستمر في المستقبل. خلفهم هناك ليفين كورزاوا، في حين أنه يعد خيارًا قويًا للمباريات المحلية، إلا أن تناقضه ورفضه التام للواجبات الدفاعية يجعله شخصية لا يمكن الاعتماد عليها في مباريات حاسمة. تشمل الخيارات أيضًا الشاب ميتشل باكر.
خيارات متنوعة لكنها ليست بتلك الجودة تمامًا، لو أمعنك النظر ستجد بيرنات تُغيبه الإصابات بشل ثابت، والآخرين أظهروا نقصًا كبيرًا في جودة الاستحواذ والتعامل، ربما يكونون خيارات جيدة لبدء مباراة في دوري الدرجة الأولى أو مباراة الكأس المحلية، ولكن مرة أخرى لا تريد أن تبدأ بهم في مرحلة خروج المغلوب من دوري أبطال أوروبا.
آخر الأمثلة كانت في هدفي مانشستر سيتي في إياب نصف نهائي دوري الأبطال.. نرى في الصور خطأ فلورينزي في التغطية وفشل قلوب الدفاع المتقدمين في التدارك:

مساندة خط الوسط غير موجودة بتاتًا هنا

وفي الهدف الثاني أيضًا، دفاع متقدم يسقط بسهولة بالهجوم المرتد:

صناعة الهدف على جهة فلورينزي:

والتسجيل على جهة ديالو:

باريس بحاجة لقلب دفاع متميز، بالإضافة إلى ظهيرين أيسر وأيمن أكثر تميزًا. لذا، من هو المنشود لحل المشاكل؟ لنلقي نظرة:
الإسباني المخضرم راموس أحد نجوم ريال مدريد التاريخيين، أصبح لاعبًا حرًا الآن بعد إعلانه انتهاء مسيرته مع النادي الملكي بعد 16 عامًا خاضها بقميص الملكي حصد فيها كل البطولات وتربّع بها على صدارة أندية العالم.
جدير بالذكر أن اهتمام باريس باللاعب كان حقيقيًا حتى قبل إعلان الرحيل، واليوم سيكون الأمر أكثر جدية على طاولة التعاقدات.
خطوة التوقيع مع راموس ضخمة جدًا، سيرجيو مدافع كبير تسبقه سمعته، ولا يشوبه الآن سوى أحكام التقدم في العمر، ولا أراها المشكلة التي تستحق الحديث عنها.
اعتقد جمهور المستديرة أنه كان من الصعب إبعاد أسطورة نادٍ مثل راموس عن لوس بلانكوس، هم أيضًا لم يعتقدوا أن باريس يمكنه التعاقد مع نيمار من برشلونة. مع كل التكهنات حول ذهاب مبابي إلى مدريد، يا له من انقلاب سيكون لو تمكن الباريسيون من تمديد عقد مبابي وانتزاع راموس من منافسيهم الأوروبيين!
عندما يتعلق الحديث بالمدير ليوناردو وقدرة الخليفي، فالأمر ليس ببعيد.
أما في الظهير الأيمن، هناك عدة خيارات، ريكاردو بيريرا لاعب نادي ليستر سيتي، لاعب تم ربطه بباريس في الماضي.
الجزائري يوسف عطال من أوليمبيك نيس هو لاعب آخر أقدره بشكل كبير وقد تم ربطه بباريس أيضًا. ومع ذلك، فإن سجل الإصابات لهذين اللاعبين مقلق إلى حد كبير. إذا نظرت إلى ما هو أبعد من هذين الخيارين، يتبادر إلى الذهن لاعب مثل كيفن مبابو من نادي فولفسبورج والذي يشتهر بتعدد استخداماته.
في الظهير الأيسر، خوان بيرنات يمكن أن يكون الحل إذا كان قادرًا على العودة من الإصابة واستعادة شكله السابق. إذا لم يكن الأمر كذلك، فهناك خياران يستحقان الاستكشاف، مثل ثيو هيرنانديز من إيه سي ميلان، وخوسيه جايا من فالنسيا، ونيكولاس تاغليافيكو من آياكس. بمناسبة الحديث، كان أحد أكبر الأخطاء هو السماح للوكاس ديني بالمغادرة في عام 2015، كان يلعب بشكل جيد، ومستواه في إيفرتون اليوم يعكس خطأ الموافقة على رحيله.
أيضًا من ضمن الخيارات، فيرلاند ميندي ظهير أيسر ريال مدريد، وفي حين أن عدم اكتراث باريس بالعرضيات يظهر بالفعل سبب كون ميندي خيارًا قابلاً للتطبيق بالنسبة لبوكيتينو. عندما تتعمق في الأرقام الأساسية، من الصعب أن نرى كيف أنه لم يتمتع بمخرجات وأرقام أكثر إثمارًا في ريال مدريد. عندما يتعلق الأمر بالتمرير التدريجي والاستحواذ على الكرة، هناك عدد قليل من المدافعين في كرة القدم العالمية الذين يقتربون من ميندي.
استنتاج وخاتمة
يجب على باريس معالجة مشكلاته الدفاعية للحصول على فرصة حقيقية في دوري أبطال أوروبا الموسم المقبل، يحتاج بوكيتينو إلى معرفة كيفية الحصول على أقصى استفادة من أصوله الثمينة، نيمار ومبابي، فيراتي وباريديس، ماركينيوس وكيمبيبي. يجب عليه بناء نظام يناسب أساليب لعبهم مع الحفاظ على توازن الفريق خلال المباريات الحاسمة في مسابقات الدوري والكأس.
كما رأينا مرارًا وتكرارًا، فإن الموهبة الفردية المتألقة داخل الجبهة الهجومية في باريس سان جيرمان ليست كافية للفوز باللقب الأوروبي الأول، وهناك حاجة إلى نهج أكثر جماعية لبناء الفريق إذا أرادوا تكرار انتصار مرسيليا المحلي عام 1993. حان الوقت هذا الصيف لناصر الخليفي لمعالجة هذه المشاكل واتخاذ قرارات كبيرة من شأنها تغيير مصير الفريق نحو الأفضل.