في أواخر ثمانينيات القرن الماضي حدثث أعظم ثورات اللعبة في القرن العشرين، ميلان ساكي كان مبهراً للجميع، فريق يفوز بسهولة ويخطف بطولتي دوري الأبطال بشكل متتالي، تم النظر الى ذلك الفريق كونه كان حالة ثورية تصدرت أغلفة الصحف، هرع الجميع حينها الى تدريبات ذلك الفريق لكي يتعلم من أريجو ساكي وتم تصنيف الأخير على أنه قائد الثورة التي أطاحت بمفاهيم إستمرت لسنوات ورفعت من شأن أخرى كانت غائبة عن ملاعب اللعبة، كان إحدى تلك المفاهيم التكتيكية هو دفاع المنطقة، كانت ثقافة الليبرو طاغية، كل فريق يضع مدافع في الخلف لتغطية ولم يكن من المنطقي أن يتم التخلي عن تلك الفكرة بسهولة، كان الشىء الطبيعي هو أن يتم تكليف كل مدافع بمراقبة لاعب من الخصم لكن بائع الأحذية كان له رأي أخر، قام بتغيير المرجعيات المحددة لحركة المدافع، من الخصم الى المساحة، من الرقابة الى التغطية، كان الجميع ينظر بدهشة لكل تلك التحولات .
مثل ذلك الفريق مرجعية بالنسبة للكثيرين، جاء الألمان لكي يعرفوا السبب عن قرب، كان رانجنيك يرحل لمتابعة تدريبات ميلان في الصيف، وكان يقوم بتسجيل مباريات الميلان لتحليلها صحبة تلميذه يورغن كلوب، في أصوات الإشادة التي كانت صاخبة في تلك الحقبة من تاريخ، كان هناك قلة ممن ينظرون لما يحدث بتحفظ، لمن يكن الأمر يعجبهم بتلك الدرجة التي أبهر بها زملائهم لأنهم يرون أن الثورة قد تقتلع كل شيء بما في ذلك من شيء مفيد في التراث
مع مرور السنوات، بدأ يظهر الوجه الأخر لثورة أريجو ساكي، أو التبعات السلبية لما حدث قبل مايزيد على عقدين من الآن، أستيقظت البشرية على مجاعة حادة في إنتاج مدافعين عظماء، أختفى المدافع القوي، القادر على التصرف بدقة، الذكي في تدخلاته، الذي يستطيع أن يراقب خصمه دون أن يلتصق به، أن يستبقه في التوقيت الصحيح وأن ينجح في مبارزته في الوضعية الفردية، لم يكن لنصل الى هذه النقطة سوى أننا المكونيين في الفئات السرية قرروا تقليد أريجو ساكي في تدريبات صغارهم على مفاهيم دفاع المنطقة .
يمكن أن يؤمن أحد ببساطة أن أسباب التراجع في المستويات الدفاعية يعود الى تغيير معايير السوق للمدافع المثالي، حيث ينظر العالم اليوم بتقدير عميق للمدافع الذي يستطيع التصرف تحت الضغط، الذي يرسل تمريرات دقيقة الى بقية زملاءه، كما يعتقد جورجي كيليني مثلاً الذي يري أن بيب جوارديولا أفسد مدافعي اليوم كما أفسد عقلية مدربي بلده:
في أواخر ثمانينيات القرن الماضي حدثث أعظم ثورات اللعبة في القرن العشرين، ميلان ساكي كان مبهراً للجميع، فريق يفوز بسهولة ويخطف بطولتي دوري الأبطال بشكل متتالي، تم النظر الى ذلك الفريق كونه كان حالة ثورية تصدرت أغلفة الصحف، هرع الجميع حينها الى تدريبات ذلك الفريق لكي يتعلم من أريجو ساكي وتم تصنيف الأخير على أنه قائد الثورة التي أطاحت بمفاهيم إستمرت لسنوات ورفعت من شأن أخرى كانت غائبة عن ملاعب اللعبة، كان إحدى تلك المفاهيم التكتيكية هو دفاع المنطقة، كانت ثقافة الليبرو طاغية، كل فريق يضع مدافع في الخلف لتغطية ولم يكن من المنطقي أن يتم التخلي عن تلك الفكرة بسهولة، كان الشىء الطبيعي هو أن يتم تكليف كل مدافع بمراقبة لاعب من الخصم لكن بائع الأحذية كان له رأي أخر، قام بتغيير المرجعيات المحددة لحركة المدافع، من الخصم الى المساحة، من الرقابة الى التغطية، كان الجميع ينظر بدهشة لكل تلك التحولات .
مثل ذلك الفريق مرجعية بالنسبة للكثيرين، جاء الألمان لكي يعرفوا السبب عن قرب، كان رانجنيك يرحل لمتابعة تدريبات ميلان في الصيف، وكان يقوم بتسجيل مباريات الميلان لتحليلها صحبة تلميذه يورغن كلوب، في أصوات الإشادة التي كانت صاخبة في تلك الحقبة من تاريخ، كان هناك قلة ممن ينظرون لما يحدث بتحفظ، لمن يكن الأمر يعجبهم بتلك الدرجة التي أبهر بها زملائهم لأنهم يرون أن الثورة قد تقتلع كل شيء بما في ذلك من شيء مفيد في التراث
مع مرور السنوات، بدأ يظهر الوجه الأخر لثورة أريجو ساكي، أو التبعات السلبية لما حدث قبل مايزيد على عقدين من الآن، أستيقظت البشرية على مجاعة حادة في إنتاج مدافعين عظماء، أختفى المدافع القوي، القادر على التصرف بدقة، الذكي في تدخلاته، الذي يستطيع أن يراقب خصمه دون أن يلتصق به، أن يستبقه في التوقيت الصحيح وأن ينجح في مبارزته في الوضعية الفردية، لم يكن لنصل الى هذه النقطة سوى أننا المكونيين في الفئات السرية قرروا تقليد أريجو ساكي في تدريبات صغارهم على مفاهيم دفاع المنطقة .

يمكن أن يؤمن أحد ببساطة أن أسباب التراجع في المستويات الدفاعية يعود الى تغيير معايير السوق للمدافع المثالي، حيث ينظر العالم اليوم بتقدير عميق للمدافع الذي يستطيع التصرف تحت الضغط، الذي يرسل تمريرات دقيقة الى بقية زملاءه، كما يعتقد جورجي كيليني مثلاً الذي يري أن بيب جوارديولا أفسد مدافعي اليوم كما أفسد عقلية مدربي بلده:
‘لقد أفسد بيب جوارديولا المدافع الإيطالي، إنه مدرب رائع ولديه عقل رائع، لكن المدربين الإيطاليين حاولوا تقليده دون نفس المعرفة، ثم في السنوات العشر الماضية فقدنا هويتنا الدفاعية’.

المدافع الآن هو أحد أكثر اللاعبين لمسا للكرة بين أصدقائه، مثلا في موسم 2010-2011 وفي الدوري الاسباني وصل متوسط معدل لمس الكرة للمدافع الى 63 لمسة في المباراة بينما وصل لاعب الوسط الى 73 وأخيراً المهاجم بالـ51 لمسة بينما في إيطاليا خمس من أصل أكثر عشرة ممرين هم مدافعون في الخلف.
جوهر القضية ليس هنا كما يرى حزب جورجي كليني، في الحقيقة يصل المدافع الى بيب جوارديولا وقد تجاوز على الأرجح سن العشرين لذلك هو ليس مسؤولا عن تكوينه ولا عن تغيير ميزاته، يمكننا الإستعانة برسالة تخرج التي أعدها مدافع كاتانيا السابق أندريا سوتيل عن المبادئ التكتيكية للمدافع تحت إشراف أستاذه رينزو أوليفيري والتي تحدث فيها بالتفصيل عن مشاكل المدافعين حالياً.

السبب وكما يعتقد أندريا هو في الفئات السنية حيث تم إلغاء العمل على المفاهيم الفردية في مقابل التركيز الكبير على التدريب على دفاع المنطقة فقط في سن مبكر للطفل لذلك فقد المدافع القدرة على الرقابة، على الإستباق، على الإعتراض والمواجهة، وهي أربع مبادئ من أصل المبادئ الدفاعية الخمسة، حيث يتم التركيز على مفهوم التغطية بشكل كبير في تدريبات دفاع المنطقة.
في يومنا هذا يقف بونوتشي كأحد أفضل مدافعي العالم وهو على رأي كابيلو لايعرف كيف يدافع، قد يبدوا فابيو قاسياً في موقفه هذا لكن الأكيد أن جزءا من الموضوعية يقف خلفه، بينما يجيد بونوتشي التغطية بشكل جيد ولديه قدرة رائعة في إستخدام قدمه لتمرير والسياقة، يمكن إستخدام ليوناردو كمثال بسيط على نوعية مدافعي اليوم.
اليوم وفي الكوفيرتشانو يتم تدريس تمرين 2 ضد 2 بشكل مركز، وهي محاولة شجاعة لإعادة عقول المدافعين للعمل من جديد، يوجد في هذا التمارين المبادئ الخمسة لدفاع، وهو التمرين الذي كان يعمل به الجميع ماقبل ثورة أريجو ساكي، التي جلبت معها تقديرا عظيماً لكن .الضريبة دفعت لاحقاً، مدافعين يدافعون بدون عقول والنتيجة أهداف تقسم كهدية