قبل أيام قليلة تحدث زيدان في أحد المؤتمرات الصحفية عن مستقبله بلغة غامضة، لم يدلِ بشىء واضح عن مستقبله لكنه أشار بأنه سيقرر ما من شأنه أن يكون سهلا على إدارة ناديه، قد يفهم من هذا بأن قرار الإستقالة قد يكون مطروحاً من ضمن كل تلك الخيارات السهلة، لربما لأن الأمر حينها لن يكون مكلفا على الصعيد الإقتصادي للنادي الملكي، وما قد يعزز ذلك هي كثرة أحاديث الإعلام المقرب من نادي العاصمة عن ضبابية مستقبل زيدان وفرضية إستقالته مابعد نهاية الموسم الحالي الذي ينتظر فيها العالم أسبوعا حاسما لمسار ريال مدريد في الليغا وهو ماقد تكون نتيجته حاسمة في مصير زيدان نفسه .
في الأيام الأخيرة تداولت وسائل إعلام إسبانية وإيطالية عدة أسماء مرشحة لقيادة ريال مدريد مابعد زيدان، شملت تلك اللائحة أسماء من قبيل رؤول غونزاليس وماسيمليانو أليغري، ويبدو أن هناك إتفاق حول تزايد حظوظ ماكس مقارنة بالبقية، حيث كان خيار ماكس أولوية بالنسبة لفلورينتيو بيريز ماقبل ثلاث سنوات من الآن، حيث رفض الإيطالي عرضا رسميا قدمه النادي الملكي مفضلا البقاء لسنة إضافية مع اليوفي .
طبعاً، يبحث مشجعي ريال مدريد عن بعض الإجابات حول ماسيمليانو أليغري، ذلك الشغف يغذيه نوع من الخوف، ربما لعدم معرفتهم بخلفية الإيطالي التكتيكية، والسؤال الأكثر إرباكا هنا هو مامدى قدرة المدرب السابق لليوفي على إدارة غرفة ملابس مدريد، هناك حيث يكمن سر النجاح وتعيش أسباب الفشل وهناك حيث القدرة على إدراة بيئة متطلبة، لديها إعلام يجيد الضغط على المدرب وجمهور تتقطع أحبالهم الصوتية نقدا وسخرية من المدرب بعد كل سقوط، هناك حيث يتسائل المشجع البسيط لريال مدريد عن قدرة ماكس على التكيف والتأقلم مع كل هذا الضجيج!
سنحاول الإجابة على كل ذلك
قبل أيام قليلة تحدث زيدان في أحد المؤتمرات الصحفية عن مستقبله بلغة غامضة، لم يدلِ بشىء واضح عن مستقبله لكنه أشار بأنه سيقرر ما من شأنه أن يكون سهلا على إدارة ناديه، قد يفهم من هذا بأن قرار الإستقالة قد يكون مطروحاً من ضمن كل تلك الخيارات السهلة، لربما لأن الأمر حينها لن يكون مكلفا على الصعيد الإقتصادي للنادي الملكي، وما قد يعزز ذلك هي كثرة أحاديث الإعلام المقرب من نادي العاصمة عن ضبابية مستقبل زيدان وفرضية إستقالته مابعد نهاية الموسم الحالي الذي ينتظر فيها العالم أسبوعا حاسما لمسار ريال مدريد في الليغا وهو ماقد تكون نتيجته حاسمة في مصير زيدان نفسه .
في الأيام الأخيرة تداولت وسائل إعلام إسبانية وإيطالية عدة أسماء مرشحة لقيادة ريال مدريد مابعد زيدان، شملت تلك اللائحة أسماء من قبيل رؤول غونزاليس وماسيمليانو أليغري، ويبدو أن هناك إتفاق حول تزايد حظوظ ماكس مقارنة بالبقية، حيث كان خيار ماكس أولوية بالنسبة لفلورينتيو بيريز ماقبل ثلاث سنوات من الآن، حيث رفض الإيطالي عرضا رسميا قدمه النادي الملكي مفضلا البقاء لسنة إضافية مع اليوفي .
طبعاً، يبحث مشجعي ريال مدريد عن بعض الإجابات حول ماسيمليانو أليغري، ذلك الشغف يغذيه نوع من الخوف، ربما لعدم معرفتهم بخلفية الإيطالي التكتيكية، والسؤال الأكثر إرباكا هنا هو مامدى قدرة المدرب السابق لليوفي على إدارة غرفة ملابس مدريد، هناك حيث يكمن سر النجاح وتعيش أسباب الفشل وهناك حيث القدرة على إدراة بيئة متطلبة، لديها إعلام يجيد الضغط على المدرب وجمهور تتقطع أحبالهم الصوتية نقدا وسخرية من المدرب بعد كل سقوط، هناك حيث يتسائل المشجع البسيط لريال مدريد عن قدرة ماكس على التكيف والتأقلم مع كل هذا الضجيج!
سنحاول الإجابة على كل ذلك
ماسيمليانو أليغري رجل من ليفورنو، مدينة إيطالية تقع في إقليم التوسكانا، مخترقة بالقنوات ومحاطة بأسوارها المحصنة، متداخلة الشوارع على طراز البندقية، وعرفت أكثر بنزعتها اليسارية وبمجتمعها الخجول تماماً مثل ماهو حال ماسيمليانو أليغري، رجل هادئ، لايجري عادة وراء صناعة الحدث، ويبدوا ذلك مؤشرا إيجابيا لقيادة لاعبي ريال مدريد .
ماكس رجل يركز كثيراً على خلق بيئة هادئة، في كتابه يشير أكثر لأهمية الإدارة النفسية والذهنية للفريق بدل التركيز كثيراً على العمل التكتيكي، تاريخيا لم يدخل في صرعات أو مواجهات مع لاعبيه، كان دائماً يستطيع إحتضانهم، طبعاً، وقع في صدامات مع قلة من لاعبيه مثل حادثة بونوتشي الشهيرة، لكن الأمر لايُعد سوى إستثناءا، يمكنك النظر في أحاديث لاعبيه عنهم ومنهم رونالدو مثلاً، الجميع يتفقون على ذكاء الرجل الإنساني في قدرته على التواصل والإقناع والمواجهة وتلك أهم مزايا مدرب يفكر في تدريب ريال مدريد حيث يوجد أشهر وأفضل لاعبي العالم! .
كرة القدم من وجهة نظر ماكس أليغري؟

تكتيكيا، يمثل ماسيمليانو أليغري المدرسة التقليدية، الكثير من المرونة التكتيكية على حساب أسلوب اللعب، إذ لايرى ماكس قيمة كبيرة لصناعة أسلوب لعب ثابت لكنه يؤمن بأن الفريق المثالي ذلك الذي يستطيع التكيف مع ظروف كل مباراة، لذلك تبدو فرقه شبيهة بالحرباء، يتلون عند أبسط تغيير، ويعتقد بأن ذلك هو التوازن في اللعبة، يهاجم عند الحاجة ويدافع عند الضرورة، لاشىء ثابت إطلاقاً .
قوة ماكس دائماً في قدرته على إدارة المباريات، إذ يرى بأن داخل كل مباراة هناك عدة مباريات، لذلك تلعب فرقه بعدة وضعيات أثناء المباراة، ماكس وهو أحد القلائل في يومنا هذا يستطيع تغيير مجرى مباراة بإستخدام التغييرات، يمكن لذاكرة جماهير اليوفي إستدارك أحداث عدة حدثت مابعد قرار ماكس بإجراء التغيير، وفي ذلك يقول وبلغة متواضعة:

ولمن يسأل عن الخطة المفضلة لماسيمليانو أليغري، فإن الرجل لا يؤمن بأفضلية خطة لاحساب أخرى، إذ تحدد خصائص اللاعبين نوعية الخطة، لذلك لعب ماكس طيلة تاريخه التدريبي بكل خطط اللعبة تقريباً، مع كالياري كان يلعب 4-3-3 و 4-3-1-2، وهو نفس المسار تقريباً مع الميلان، بينما كان إستخدم خطة 3-5-2 مع اليوفي مع عدة خطط مختلفة، ماكس “طبعاً لايعطي أهمية معتبرة لما يكتب على “السبورة!
يكفر ماسيمليانو بالألعاب المُركبة، إذ لايعتقد بجدوى أنماط لعب محددة و ثابتة، يسخر دائماً من كل من يؤمن بأن اللاعب هو مجرد تلميذ في يدي مدربه، يلقنه مايريد، هو يعتقد بأن الفريق القوي ذلك الذي وضع اللاعب أولا كمشروع للنجاح، ماعلى المدرب فعله من وجهة نظر إبن ليفورنو هو توفير بيئة خلاقة للاعب لإبراز موهبته، إذ يمنح حرية كبيرة للاعبيه أثناء الإستحواذ مع إجبارية تقيدهم بالعودة للخلف لصناعة نظام دفاعي قوي، وفي الخلف، يضع أهمية كبيرة للرقابة الثنائية على حساب التغطية، وذاك بكل تأكيد خبر مفرح لكل من فاران وسيرجيو راموس، الثنائي الذي تعد الرقابة والإستباق نقاط قوة حقيقية لديهما .
يحتاج ريال مدريد لمدرب يشبه زيدان، يعرف كيفية إدارة لاعبيه، يملك ذكاءا عاطفياً خارقا يستطيع به السيطرة على إحتجاجات اللاعبين أثناء غضبهم، وأن يملك سلطة مرنة، يتفاوض مع اللاعبين دون أن يفرض شيئاً، قائد بحكمة متصوف، يمنح للاعبيه حرية كبيرة لتعبير عن قدارتهم ومستعد دائماً لمواجهة الإعلام بكل هدوء عند كل سقوط، تبدوا كل هذه المزايا متوفرة الى حد بعيد في شخصية الإيطالي، الأخير سيضيف القليل من ذكاءه التكتيكي في قراءة المباريات ولايعد ذلك مضرا الى حد بعيد!