روبيرتو دي زيربي، إسم يمر بشكل سريع على متابعي الكالتشيو، عادة لا يلفت الإنتباه، ربما مؤخرا تم تداول إسمه بشكل خجول على بعض المحطات، يحظى الرجل بتقدير خاص في المجتمع التدريبي الإيطالي، يرى فيه البعض ذلك الشاب الذي يقود تيار الثورة، مبادئ لعب مغايرة لما هي عليه في بلده، إيمانه بمعتقداته في سن مبكرة هي سر قوته كما يعتقد ساري، لكن المتابع الجيد لمسيرة دي زيربي يحق له التكهن ولربما الرهان حول مستقبل الرجل الذي يخطو بخطوات وإن كانت بطيئة إلى أنه يتقدم لكي يكون أبرز سفراء الكوفيرتشيانو في السنوات القليلة القادمة.
الملفت في مسيرة دي زيربي، هي تواضع الرجل المعرفي، بحثه المستمر عن الحقيقة، يذهب لكي يقطن قرب مقر تدريبات البايرن في ميونخ لدة أسابيع لكي يتابع تدريبات بيب جوارديولا عن قرب، يطرح كل شكوكه على الإسباني، يخرج باحثا عن إجابة لسؤال أخر، الى مدينة بونتديرا في ولاية توكسانا لكي يجلس مع شيخ المدربين الايطاليين رينزو أوليفري لكي يناقش معه أهمية إستخدام باطن القدم في بعض الوضعيات المعقدة، يخرج من ذلك ويأمر مدافعينه بضرورة إستخدام تكنيك باطن القدم لإستفزاز مهاجمي الخصم للضغط، يسافر الى فلورنسا لكي يحضر محاضرة لمارسيلو بيلسا عن أنواع الهروب من الرقابة، وكما يقول بأن حديث بيلسا عن التحرر من الرقابة يسرقه عقله وقلبه، يذهب وسط الأسبوع لكي يلتقي مع غاتوزو في قهوة وسط ضجيج ميلانو لكي يناقشه في جدوائية بعض تمارين بيب جوارديولا، هكذا يعيش شاب لم تمعنه مسيرته الكروية بأن يقتل نرجسيته وفي ذلك عبرة لولئك الذين يؤمنون بأن مسيرتهم الحافلة تكفي من شهادة التدريب.
كانت بداية دي زيربي مع فودجيا في دوري الثالثة الإيطالي، قدم فريقا يملك نظاماً تكتيكيا مؤسسا على مجموعة من المبادئ الصارمة، كان ذلك الفريق متابعا من طرف من يهتمون بنوعية معينة من كرة القدم، إنتشرت فيديوهات فودجيا كمرجع تعليمي للمدربين، كان فريقا يصر على بناء اللعب من الخلف بشجاعة، الحارس كان يشارك في اللعب بإستمرار، كانت مشاهدة صور ذلك الفريق في دوري الدرجة الثالثة الإيطالي أمرا ملفت، كان الأكثر إثارة من ذلك هو مشاهدة فريق يؤمن بالمبادئ على حساب الألعاب المركبة، مدربه معلم يمنح للاعبيه حرية الإبداع دون أن يكون تعليمه مباشر، صارم، وفي ذلك تحول إيديولوجي مهم في بلد مثل إيطاليا.
بعد تجرية ليست بالطويلة مع باليرمو، تم إقتراح إسم دي زيربي على إدارة لاس بالماس بعد رحيل كيكي ستين الى ريال بيتيس، على الأرجح كان صاحب الفكرة هو بيب جوارديولا، فشل الرجل في فسخ عقده مع باليرمو ولم يستطيع الرحيل الى بلد يشبه طريقة تفكيره، بعدها كانت تجربة بينفينتو مفيدة لعودة الرجل الى الواجهة، صنع فريقا جيدا في ظرفية صعبة حيث كان قد إقترب من الهبوط، لم ينجح دي زيريي في إبقاءه في دوري الدرجة الأولى لكنه إستطاع تحقيق عدة إنتصارات جعلت إدارة ساسولو تثق في المدرب الشاب الذي إستطاع إقناع رئيس النادي بعد إتصال لم يدوم سوى خمس دقائق.
روبيرتو دي زيربي، إسم يمر بشكل سريع على متابعي الكالتشيو، عادة لا يلفت الإنتباه، ربما مؤخرا تم تداول إسمه بشكل خجول على بعض المحطات، يحظى الرجل بتقدير خاص في المجتمع التدريبي الإيطالي، يرى فيه البعض ذلك الشاب الذي يقود تيار الثورة، مبادئ لعب مغايرة لما هي عليه في بلده، إيمانه بمعتقداته في سن مبكرة هي سر قوته كما يعتقد ساري، لكن المتابع الجيد لمسيرة دي زيربي يحق له التكهن ولربما الرهان حول مستقبل الرجل الذي يخطو بخطوات وإن كانت بطيئة إلى أنه يتقدم لكي يكون أبرز سفراء الكوفيرتشيانو في السنوات القليلة القادمة.

الملفت في مسيرة دي زيربي، هي تواضع الرجل المعرفي، بحثه المستمر عن الحقيقة، يذهب لكي يقطن قرب مقر تدريبات البايرن في ميونخ لدة أسابيع لكي يتابع تدريبات بيب جوارديولا عن قرب، يطرح كل شكوكه على الإسباني، يخرج باحثا عن إجابة لسؤال أخر، الى مدينة بونتديرا في ولاية توكسانا لكي يجلس مع شيخ المدربين الايطاليين رينزو أوليفري لكي يناقش معه أهمية إستخدام باطن القدم في بعض الوضعيات المعقدة، يخرج من ذلك ويأمر مدافعينه بضرورة إستخدام تكنيك باطن القدم لإستفزاز مهاجمي الخصم للضغط، يسافر الى فلورنسا لكي يحضر محاضرة لمارسيلو بيلسا عن أنواع الهروب من الرقابة، وكما يقول بأن حديث بيلسا عن التحرر من الرقابة يسرقه عقله وقلبه، يذهب وسط الأسبوع لكي يلتقي مع غاتوزو في قهوة وسط ضجيج ميلانو لكي يناقشه في جدوائية بعض تمارين بيب جوارديولا، هكذا يعيش شاب لم تمعنه مسيرته الكروية بأن يقتل نرجسيته وفي ذلك عبرة لولئك الذين يؤمنون بأن مسيرتهم الحافلة تكفي من شهادة التدريب.
كانت بداية دي زيربي مع فودجيا في دوري الثالثة الإيطالي، قدم فريقا يملك نظاماً تكتيكيا مؤسسا على مجموعة من المبادئ الصارمة، كان ذلك الفريق متابعا من طرف من يهتمون بنوعية معينة من كرة القدم، إنتشرت فيديوهات فودجيا كمرجع تعليمي للمدربين، كان فريقا يصر على بناء اللعب من الخلف بشجاعة، الحارس كان يشارك في اللعب بإستمرار، كانت مشاهدة صور ذلك الفريق في دوري الدرجة الثالثة الإيطالي أمرا ملفت، كان الأكثر إثارة من ذلك هو مشاهدة فريق يؤمن بالمبادئ على حساب الألعاب المركبة، مدربه معلم يمنح للاعبيه حرية الإبداع دون أن يكون تعليمه مباشر، صارم، وفي ذلك تحول إيديولوجي مهم في بلد مثل إيطاليا.
بعد تجرية ليست بالطويلة مع باليرمو، تم إقتراح إسم دي زيربي على إدارة لاس بالماس بعد رحيل كيكي ستين الى ريال بيتيس، على الأرجح كان صاحب الفكرة هو بيب جوارديولا، فشل الرجل في فسخ عقده مع باليرمو ولم يستطيع الرحيل الى بلد يشبه طريقة تفكيره، بعدها كانت تجربة بينفينتو مفيدة لعودة الرجل الى الواجهة، صنع فريقا جيدا في ظرفية صعبة حيث كان قد إقترب من الهبوط، لم ينجح دي زيريي في إبقاءه في دوري الدرجة الأولى لكنه إستطاع تحقيق عدة إنتصارات جعلت إدارة ساسولو تثق في المدرب الشاب الذي إستطاع إقناع رئيس النادي بعد إتصال لم يدوم سوى خمس دقائق.

بعد موسمين إستطاع ساسولو أن يكون أحد أقوى فرق الكالتشيو تكتيكيا، نجح دي زيريي في إقناع لاعبيه بأسلوبه التدريبي، خلق فريقا يدافع بالضغط، يستحوذ من الخلف، يخلق عدة مثلثات متحركة، يوفر الجميع نفسه لحامل الكرة وبذلك يملك إستحواذ فتاكا مع حرية كبيرة في التصرف في أخر ثلاثين مترا، وتلك فكرة مقدسة لدى ساري أخذها صديقه، مع كل هذا التمييز في جوانب عدة، تعاني فرق دي زيربي دائماً من مشاكل عميقة في الخلف، لا يدافعون جيدا في الخط الخلفي، لديهم إشكاليات في الرقابة، في توحيد المبادئ العام لدفاع الفردي، لذلك لايعد إختراقهم مابعد تخطي خطوط الضغط أمرا معقداً.

عرفت إيطاليا عبر مدربيها بثقافة التعليم المباشر، يتم توحيد مسلكيات اللاعبين و تحفيظهم لمجموعة من الألعاب والوضعيات المحددة والثابتة، ويكون المدرب هو محور العملية، لأنه يجيب اللاعبين على جميع التساؤلات ولا يترك أي مساحة للإبداع أو الخروج عن النظام العام، يمكننا دائما أن نذكر عدة إستثناءات بين هؤلاء المدربين تاريخيا لكن الملاحظ مؤخرا هو بروز عدة مدربين يؤمنون بطريقة تعليمية مختلفة، يضعون المبادئ العامة، تدريباتهم تتم على أساس مفاهيم شاملة دون العودة الى التفاصيل التي تقيد اللاعبين وتحاول إجابة اللاعب على كيفية التفاعل مع جميع الوضعيات، يعتقد هؤلاء أننا في لعبة ديناميكية، غير متوقعة، لذلك يجب أن نترك مساحة كبيرة للإبداع والحرية، على أن يتحرك الفريق وفق مبادئ محددة دون اللجوء الى تقيدهم بألعاب وإستراتيجيات تعالج وضعيات محددة إحتمالية تواجدها في المباراة يبقى ضئيلا، دي زيربي هو أحد المدربين الذين يؤمنون كثيرا بأهمية المبادئ على حساب الألعاب التركيبية، و على رأي فرانسيسكو داريجو، أحد الملعمين الثمانية في الكوفيرتشانو:
“إن فرق تشبه ساسولو، تمنحنا الأمل في تغيير عقلياتتا، أنظر كيف يتدربون، كيف يلعبون، إنهم بهذه الطريقة يساعدون لاعبين مثل كابوتو، لوكاتيلي، بيراردي، على التطور بسرعة، نظامهم التدريبي يوفر للاعب بيئة للإنتاج الخلاق بعيدا عن ثقافة التكرار و صناعة غباء جماعي والذي كان عاملا حاسما في تدمير الموهبة الإيطالية”.

المتابع لساسولو لن يتفاجأ مثلا بما حدث في أخر مباريات إيطاليا في بطولة الدوري الأوروبي أمام بولندا حيث شهدت نهاية المباراة تواجد ثلاثي من ساسولو في التشكيلة الأساسية وهو رقم تاريخي لنادي لم يحدث سابقاً، وربما لن تصدر ملامح وجهه أي علامات إستغراب عندما يعلم أن برشلونة يتابع عن كثب مسيرة مدرب ساسولو منذ فترة، قبل ثلاثة أشهر من الآن طلب النادي الكتلوني من دي زيربي تقديم دروس تكتيكية لمدربي الفئات السنية في برشلونة، تلك ربما إشارة أخرى قد تعني أن دي زيربي سيدخل قريباً في قائمة المرشحين لأحد أنجح أندية العالم في العقود الأخيرة .