قرر الهروب من الحرب، حمل حقائبه بإتجاه مدينة باليرمو ليقطن مع جده، وفي رحلته للبحث عن السلام إكتشف نفسه، مغمور قادم من إحدى بلدان الهامش في الخريطة الكروية وصل الى إحدى أعظم الحضارات الكروية، لا أحد يهتم به وربما قلة هم من يعرفون حال بلده، يخرج لشارع و يكتشف بأن الملاعب كانت هي جيرانه، يدخل وينظر، مرت أيام وسنوات، لحظات خيبة و محطات متقبلة، من مشجع لليوفي في الطفولة الى أكبر عدوا للنادي في أواخر القرن الماضي، كان هو القائل بأن نتائج مباريات الكالتشيو كانت تحسم في الصيدليات، حقق المركز الثاني مع لاتسيو مع أفضل دفاع في السيري آ، تلك معلومة أكيدة رغم أن تاريخ الرجل يكذبها، وصل القطار أخيراً ومعه إحدى أعظم ثورات اللعبة في ذلك البلد، زيدنيك زيمان رجل من جمهورية تشيك رفض أن يكون مجرد مهاجر صامت، حيث قرر التشويش على الجميع و إرباك معتقدات زملاءه من الطليان لا لشىء سوى بأنه كان يؤمن ومازال بأن كرة القدم تتجلى فقط في لحظة هدف وليس في لحظة تجنب هدف كما أعتقد غالبية الطليان! .
تدرج زيدينك زيمان عبر الفرق السنية لحين وصوله الى فودجيا، نادي المدينة الجنوبية، حيث كان الفريق مفلسا وقابعا في الدرجات السفلى، صعد زيمان بالفريق خطوة خطوة، من الدرجة الخامسة الى الأولى حتى وصل به الى اللعب في أوروبا، حفظت ذاكرة الجمعوية الإيطالية فريق فودجيا كأحد أمتع وأعظم فرق الكالتشيو تاريخيا، يمكنك الآن الرحيل الى اليوتيوب مثلاً والإستمتاع بنوعية كرة القدم التي كان يقدمها الفريق آنذاك، كل شىء كان يدعوا للهجوم والهجوم فقط، فريق يتدرب على أنماط مركبة، يسجل أهداف مشابهة، لا أحد أستطاع حينها إكتشاف السر، بل كان الأمر يشبه زندقة فكرية في ذلك البلد الذي يلعب كرة القدم بدافع الخوف كما يشير أريجو ساكي، زيمان لديه تحليل سوسيولوجي وتاريخي للأسباب التي جعلت الطليان يؤمنون أكثر بأهمية الحفاظ على الشباك على حساب محاولة تمزيقها، إذ يؤمن أن ديكتاتورية موسوليني أنتجت الخوف، ذلك الخوف الذي كانت مباريات كرة القدم مثالا له، عندما يتم تقييد الناس فإن الإبداع يتوقف، هكذا كان يؤمن زيمان .
وضع زيمان نظام 4-3-3 في الواجهة، لرجل قناعة ثابتة بأن هذا النظام يمنح أسبقية لا تتوفر في بقية الأنظمة، لذلك يلعب زيمان بنفس الرسم بينما كان غالبية رفاقه يضعون خمسة في الخلف قبل التفكير في بقية الخطوط، وعلى منصة الكوفيرتشانو يتحدث زيمان قائلا:
‘ببساطة أنظر الى ماتفعله الـ4-3-3 مع إرتكاز متأخر، لديك أكثر من مثلث، يعني ذلك خيارات أكثر للتمرير، توازن أكبر في كل الخطوط، مثلاً كيف يمكنك اللعب بالـ4-4-2، لديك فقط ثلاثة خطوط، تمريرة واحدة تكسر إحدى خطوطك بسهولة، الـ4-3-3 هي خطتي، أريد أولا أن أهاجم وهي أكثر الخطط التي تساعدك في ذلك’ .
قرر الهروب من الحرب، حمل حقائبه بإتجاه مدينة باليرمو ليقطن مع جده، وفي رحلته للبحث عن السلام إكتشف نفسه، مغمور قادم من إحدى بلدان الهامش في الخريطة الكروية وصل الى إحدى أعظم الحضارات الكروية، لا أحد يهتم به وربما قلة هم من يعرفون حال بلده، يخرج لشارع و يكتشف بأن الملاعب كانت هي جيرانه، يدخل وينظر، مرت أيام وسنوات، لحظات خيبة و محطات متقبلة، من مشجع لليوفي في الطفولة الى أكبر عدوا للنادي في أواخر القرن الماضي، كان هو القائل بأن نتائج مباريات الكالتشيو كانت تحسم في الصيدليات، حقق المركز الثاني مع لاتسيو مع أفضل دفاع في السيري آ، تلك معلومة أكيدة رغم أن تاريخ الرجل يكذبها، وصل القطار أخيراً ومعه إحدى أعظم ثورات اللعبة في ذلك البلد، زيدنيك زيمان رجل من جمهورية تشيك رفض أن يكون مجرد مهاجر صامت، حيث قرر التشويش على الجميع و إرباك معتقدات زملاءه من الطليان لا لشىء سوى بأنه كان يؤمن ومازال بأن كرة القدم تتجلى فقط في لحظة هدف وليس في لحظة تجنب هدف كما أعتقد غالبية الطليان! .
تدرج زيدينك زيمان عبر الفرق السنية لحين وصوله الى فودجيا، نادي المدينة الجنوبية، حيث كان الفريق مفلسا وقابعا في الدرجات السفلى، صعد زيمان بالفريق خطوة خطوة، من الدرجة الخامسة الى الأولى حتى وصل به الى اللعب في أوروبا، حفظت ذاكرة الجمعوية الإيطالية فريق فودجيا كأحد أمتع وأعظم فرق الكالتشيو تاريخيا، يمكنك الآن الرحيل الى اليوتيوب مثلاً والإستمتاع بنوعية كرة القدم التي كان يقدمها الفريق آنذاك، كل شىء كان يدعوا للهجوم والهجوم فقط، فريق يتدرب على أنماط مركبة، يسجل أهداف مشابهة، لا أحد أستطاع حينها إكتشاف السر، بل كان الأمر يشبه زندقة فكرية في ذلك البلد الذي يلعب كرة القدم بدافع الخوف كما يشير أريجو ساكي، زيمان لديه تحليل سوسيولوجي وتاريخي للأسباب التي جعلت الطليان يؤمنون أكثر بأهمية الحفاظ على الشباك على حساب محاولة تمزيقها، إذ يؤمن أن ديكتاتورية موسوليني أنتجت الخوف، ذلك الخوف الذي كانت مباريات كرة القدم مثالا له، عندما يتم تقييد الناس فإن الإبداع يتوقف، هكذا كان يؤمن زيمان .
وضع زيمان نظام 4-3-3 في الواجهة، لرجل قناعة ثابتة بأن هذا النظام يمنح أسبقية لا تتوفر في بقية الأنظمة، لذلك يلعب زيمان بنفس الرسم بينما كان غالبية رفاقه يضعون خمسة في الخلف قبل التفكير في بقية الخطوط، وعلى منصة الكوفيرتشانو يتحدث زيمان قائلا:
‘ببساطة أنظر الى ماتفعله الـ4-3-3 مع إرتكاز متأخر، لديك أكثر من مثلث، يعني ذلك خيارات أكثر للتمرير، توازن أكبر في كل الخطوط، مثلاً كيف يمكنك اللعب بالـ4-4-2، لديك فقط ثلاثة خطوط، تمريرة واحدة تكسر إحدى خطوطك بسهولة، الـ4-3-3 هي خطتي، أريد أولا أن أهاجم وهي أكثر الخطط التي تساعدك في ذلك’ .
في نقد مسيرة زيدنيك زيمان يتم تداول إخفاقه في عدم الوصول إلى منصات التتويج، إذ لم يحقق زيمان لقب الدوري رغم أنه حل في الوصافة، ورغم أنه قدم فرقا قوية ومنظمة، لكنه يعتقد بأنه يملك منطقا كافيا لكي يعرقل الموقف الساخر من مسيرته التدريبية قائلا:

أخلاقيا فإن للمدرب واجب يعلوا على مرتبة الفوز وتحقيق الإنتصارات، هكذا يعتقد زيمان وفي الحقيقة كان هذا المبدأ حقيقيا طوال مسيرته التدريبية، إذا كانت فرقه تحاول قدر المستطاع تقديم مادة ممتعة رغم مستويات المخاطرة،

بكل تأكيد أخفق زيمان في عدة فرق خاصة في السنوات الأخيرة، ربما فقد الشغف، أو قرر عدم التواصل مع تحولات اللعبة الحديثة، ويمكن السخرية من منطقة القائل بأن الهجوم وحده هو من يفوز وفي نقده اللاذع للفلسفات الدفاعية، إذ لايبدوا موضوعيا في تصوراته إتجاه التقليل دائماً من أولئك الذين قرروا التراجع قليلاً، لكن باسكوال مارينو، ماوريسيو ساري، سبالبتي، دي زيربي، جامباولو، دي فرانشيسكو، يضعون رجل مثل زيمان كقدوة لهم في عالم التدريب، والحقيقة أن ذلك يعد لقبا عظيماً لايوضع في منصات التتويج، إذ إن حديث عشرات المدربين من داخل وخارج إيطاليا عن إرث زيدنيك زيمان لا يبدوا حديثاً عاطفيا أو مجاملة، إذ ترك الرجل صكوكا معرفية وجب المرور عليها، ولايمكن لدارس التاريخ سوى أن يقف متحدثا بإحترام عن حقبة فودجيا، ولؤلئك الذين ينتظرون إعتزال زيمان فيمكننا تذكيرهم بوصية الرجل التي قطعها مع نفسه منذ ثلاثين سنة، والوصية تقول:
‘مازال هناك طفل من أطفال العالم مستعد للإستماع لنصحيتي فإنني سأبقى مدربا حتى سن التسعين’ .