مباراة كرة القدم في يومنا هذا هي عبارة عن صورة مصغرة من صور العولمة، كل مرتبط بالأخر، وفي أثناء تلك الرحلة لطالما كان الحارس أخر الملتحقين بثورة العولمة هذه، إذ كانت أدواره محدودة مع مساحة ثابتة وجب عليه عدم الخروج منها، هناك سردية خفيفة لأسطورة الحراسة الإيطالية السابق دينو زوف كتبها في كتابه، يقول فيها بأنه كان مضطرا في جميع المباريات التي يكون فريقه فيها الطرف الأقوى للتعليق على سير المباراة، كان يفعل ذلك لكي يبقي نفسه في كامل التركيز إستعدادا لهجمات الخصم التي قد تأتي وقد لا تأتي أبدا، كان ذلك أسلوبا ذكيا لكي يساعد الحارس على البقاء على إتصال مع روح المباراة، قد نجزم اليوم أن حراس المرمى أصبحوا أكثر اللاعبين أهمية في بعض مراحل اللعب الحساسة، خاصة لتلك الفرق التي قررت عدم تشتيت الكرة بعيداً، أو حاولت تخفيف مستويات الصدفة ولنا في حراس الكالتشيو مثالا جيداً على ذلك .
حسناً، ماقبل أن نصل لأحد مطارات إيطاليا، يمكننا المرور قليلاً على وضعية حراس المرمى في لعبتنا اليوم، لم تعد هذه اللعبة ترتكز كثيرا على ثقافة المراكز بل أنها إتجهت بشكل متطرف نحو ثقافة الأدوار، إذ أن اللاعب عليه التعامل مع عدة أدوار مختلفة بإختلاف وضعيات المباراة، سابقاً كان المركز هو الذي يحدد كل شىء، كن هناك وعليك بذلك، الآن كن في كل مكان لكي تفعل كل شىء، لذلك أصبح الحارس في يومنا هذا مهاجما متأخرا، صانع لعب مؤثر، مدافع مميز تحت الضغط، لك هذه المعلومة البسيطة، البرازيلي المدعو إيدرسون، حارس مانشستر سيتي، وصل لكي يكون في المرتبة الواحدة والثلاثين في قائمة أصحاب التمريرات الكاسرة للخطوط قبل موسمين من الآن، بذلك يتفوق على عشرات صناع اللعب في القارة العجوز .
لنذهب الى مطار روما، حيث إمتلكت إيطاليا تاريخيًا حراس عظماء، يتم تصنيفها كإحدى أفضل المدارس في صناعة حراس المرمى، لموريديزيو فيشيدي مقولة هنا يقول فيها:
مر دور حارس المرمى بثلاث مطبات أساسية، الأولى كانت عبارة عن دور بسيط ومختصر في تشتيت الكرة، المرحلة الثانية كانت أواخر القرن الماضي وبداية الحالي وتمثلت في تطور دور الحارس، من مجرد التشتيت العشوائي إلى القدرة على قيادة الكرة وإرسالها الى هدف محدد أو جهة معينة، في المرحلة الثالثة تطور الحارس ليكون كما هو اليوم حيث لديه قدرة أكثر على التمرير تحت كل الظروف، مشاركة أكبر في اللعب، وقدرة كبيرة على مساعدة الفريق أثناء الإستحواذ.
مباراة كرة القدم في يومنا هذا هي عبارة عن صورة مصغرة من صور العولمة، كل مرتبط بالأخر، وفي أثناء تلك الرحلة لطالما كان الحارس أخر الملتحقين بثورة العولمة هذه، إذ كانت أدواره محدودة مع مساحة ثابتة وجب عليه عدم الخروج منها، هناك سردية خفيفة لأسطورة الحراسة الإيطالية السابق دينو زوف كتبها في كتابه، يقول فيها بأنه كان مضطرا في جميع المباريات التي يكون فريقه فيها الطرف الأقوى للتعليق على سير المباراة، كان يفعل ذلك لكي يبقي نفسه في كامل التركيز إستعدادا لهجمات الخصم التي قد تأتي وقد لا تأتي أبدا، كان ذلك أسلوبا ذكيا لكي يساعد الحارس على البقاء على إتصال مع روح المباراة، قد نجزم اليوم أن حراس المرمى أصبحوا أكثر اللاعبين أهمية في بعض مراحل اللعب الحساسة، خاصة لتلك الفرق التي قررت عدم تشتيت الكرة بعيداً، أو حاولت تخفيف مستويات الصدفة ولنا في حراس الكالتشيو مثالا جيداً على ذلك .
حسناً، ماقبل أن نصل لأحد مطارات إيطاليا، يمكننا المرور قليلاً على وضعية حراس المرمى في لعبتنا اليوم، لم تعد هذه اللعبة ترتكز كثيرا على ثقافة المراكز بل أنها إتجهت بشكل متطرف نحو ثقافة الأدوار، إذ أن اللاعب عليه التعامل مع عدة أدوار مختلفة بإختلاف وضعيات المباراة، سابقاً كان المركز هو الذي يحدد كل شىء، كن هناك وعليك بذلك، الآن كن في كل مكان لكي تفعل كل شىء، لذلك أصبح الحارس في يومنا هذا مهاجما متأخرا، صانع لعب مؤثر، مدافع مميز تحت الضغط، لك هذه المعلومة البسيطة، البرازيلي المدعو إيدرسون، حارس مانشستر سيتي، وصل لكي يكون في المرتبة الواحدة والثلاثين في قائمة أصحاب التمريرات الكاسرة للخطوط قبل موسمين من الآن، بذلك يتفوق على عشرات صناع اللعب في القارة العجوز .
لنذهب الى مطار روما، حيث إمتلكت إيطاليا تاريخيًا حراس عظماء، يتم تصنيفها كإحدى أفضل المدارس في صناعة حراس المرمى، لموريديزيو فيشيدي مقولة هنا يقول فيها:

مر دور حارس المرمى بثلاث مطبات أساسية، الأولى كانت عبارة عن دور بسيط ومختصر في تشتيت الكرة، المرحلة الثانية كانت أواخر القرن الماضي وبداية الحالي وتمثلت في تطور دور الحارس، من مجرد التشتيت العشوائي إلى القدرة على قيادة الكرة وإرسالها الى هدف محدد أو جهة معينة، في المرحلة الثالثة تطور الحارس ليكون كما هو اليوم حيث لديه قدرة أكثر على التمرير تحت كل الظروف، مشاركة أكبر في اللعب، وقدرة كبيرة على مساعدة الفريق أثناء الإستحواذ.
في السنوات الأخيرة تطور دور الحارس بشكل كبير في إيطاليا والتي كانت تبدوا متأخرة في ذلك مقارنة مع أقرانها الأوروبين أو هكذا يعتقد فيشيدي نفسه، في الحقيقة تبدوا أرقام حراس الكالتشيو مميزة سنة تلو الأخرى وهو التطور الذي كان خلفه إيمان غالبية مدربي الكالتشيو بقيمة بناء اللعب من الخلف، مثلاً كان يختصر دور مدربي حراس المرمى على تطوير قدرات تلاميذتهم على التصدي وتحسين ردة فعلهم وتحليل ركلات جزاء الخصوم بينما اليوم يقفون يوميا لكي يقومون بتدريب أرجلهم على التمرير و السياقة تحت الضغط، ويقومون كذلك بتحليل نوعية الضغط التي سيستخدم الخصم وكل ذلك لمساعدة الحارس نفسه على التعامل مع أول المباريات، عن أول خطوط الضغط حيث تكون أهم المباريات في مباريات اليوم .
لنلقي نظرة على وضعية حراس إيطاليا مقارنة ببقية الدوريات الأوروبية،
ترتيب أكثر الحارس تنفيذًا لتمريرات كاسرة للخطوط أثناء المباراة في الموسم الماضي في أوروبا:

في قائمة العشرين الأوائل كان هناك خمسة حراس إيطاليين وبذلك يقفون في الصدارة، هذا التحول يمكن تفهمه لمجرد النظر الى إحدى مباريات الكالتشيو حيث تعتبر الأندية الأقل إستخداما للكرات الطولية مقارنة ببقية الدوريات الأوروبية، هذا دليل أكثر على ثقافة اللعب التي أصبحت مترسخة في عقول المدربين تماماً كما حراس المرمى .
طبعاً، يجب أن نقول بأن هذا التحسن لم يشمل حاملي الجنسية الإيطالية من سكان السيري آ فقط، بل إن غالبية الحارس الأجانب كانوا مساهمين بشكل لائق في تحسين جودة اللعب، الكولمبي أوسبينا عادة مايكون هو الخيار الأول لغاتوزو عند مواجهة الفرق التي تحاول الضغط بشكل عالي على نابولي بسبب قدرته على إتقان اللعب مستخدما رجله، بيبي رينا أصبح صانع لاعب مميز في لاتسيو، لنأخذ الإسباني كمثال مميز، كراته الطولية دقيقة جداً، إستراتيجيته في إستخدام الصربي سافيتش ملينكوفيتش كمحطة لإستقبال كراته الطولية لطالما كانت خيارا مزعجا لمنافسي لاتسيو، ريينا لعب 75 تمريرة طولية ناجحة نحو الصربي هذا الموسم وهو أكثر معدل تواصل بين لاعبين في لاتسيو، يملك الإسباني معدل يزيد على 38 تمريرة في المباراة الواحدة وثماني تمريرات طولية مع دقة تصل الى 58% .
تمريرة طولية نحو إيموبيلي، كوريا يخترق العمق، اللعبة التي تكررت أكثر من مرة أمام أتلانتا وكانت دائما بحاحة لحارس مميز في إرسال كرات دقيقة، هذه اللقطة جاء منها الهدف الأول.
في الخاتمة، تبدوا كرة القدم ليبرالية أكثر، تتجه نحو أن تكون أكثر تكاملا و تواصلا بين أفرادها، غاسبريني لايبدو منجّما خارقا عندما توقع قبل سنوات قليلة بأن يقف الحارس بين المدافعين على نفس الخط ليساعدهم على إخراج الكرة من الخلف، تلك الصور تكررت عشرات المرات في السيري آ مؤخرا، والسؤال الأكثر إثارة سيحتاج ربما لسنوات أكثر لنحصل على إجابته، والسؤال يقول، كيف سيكون حارس المرمى مابعد عشر سنوات من الآن أثناء ضغط الخصم؟