ما قبل المرور على مشروع روبيرتو مانشيني مع المنتخب الإيطالي يمكننا أن نسرد لك هذه القصة القصيرة والتي لم نعد نسمع بها كثيراً في السنوات الأخيرة بعد أتت الرأسمالية على الكثير من قيم هذه اللعبة، ليست كذبة عندما نخبرك بأن مانشيني قرر الإستقالة من تدريب نادي زينيت سان بطرسبرغ الروسي في أواخر أول مواسمه مع النادي الروسي وذلك لأجل تدريب منتخب بلده، ليس في القصة مايثير الإنتباه، لكن تفاصيلها تقول بأن مانشيني بقراراه هذا قرر التنازل عن ثلاثة عشر مليون أورو كانت هي راتبه في موسمين مع النادي الروسي ليوقع على عقد جديد يتقاضى بموجبه راتب لايزيد على مليونين فقط مع منتخب بلده، لقد تنازل مانشيني عن طموح زيادة أرقام حسابه البنكي في مقابل تحقيق أعظم أحلامه الإنسانية وهي تقديم خدمة لبلده وإن كان ذلك يعني تقديم الكثير من التنازلات، نحن نعيش في أخر لحظات فترة من التاريخ تعد قصص كهذه قابلة لتصديق.
لقد جاء مانشيني لمنتخب للإيطالي حيث كان الجميع يحضر لإقامة صلاة الجنازة على أحد أعظم منتخبات اللعبة بعد ليلة ميلانو السوداء عندما سقطت إيطاليا أمام السويد وبذلك لم تتأهل الى المونديال الروسي، كان المزاج العام سودويا وكانت أصوات الخيبة تعم كل ملاعب إيطاليا، وفي الحقيقة لم يكن يرى الجميع أن مانشيني يستطيع إنقاذ حياة ميت كان مصابا في كل مكان من جسمه، ربما فقط قلة آمنوا بأن هناك آمل مادام هناك رجل قرر بكل شجاعة التخلي عن مستقبله ربما لأجل شىء ما، لكن لا أحد يعرف، في كل ذلك التفاؤل الضئيل كان هناك خوف مفزع من إعلان الموت بشكل رسمي ربما على يدي مانشيني نفسه.
إجتمع مانشيني مع جهازه التدريبي، لقد جاء معه ببعضهم و وجد أخرين قبله، كان ذلك الإجتماع لتحديد ماهية كرة القدم التي سيلعب المنتخب الإيطالي وماهي الإستراتيجية لتحقيق ذلك، كان من ضمن قادة إجتماع المسؤول الفني الأول عن المنتخبات الإيطالية للفئات السنية ماوريسيو فيشيدي، لقد أجابوا حينها عن أسئلة الهوية، حددوا المبادئ العامة، وضعوا إصبعهم على المشكلة، وقرروا شراء الأمل.
حسناً، لنجلس مع فيشيدي لكي يعطينا المبادئ التكتيكية العامة للمنتخب الأول كما أرادها مانشيني ورافقه:
ما قبل المرور على مشروع روبيرتو مانشيني مع المنتخب الإيطالي يمكننا أن نسرد لك هذه القصة القصيرة والتي لم نعد نسمع بها كثيراً في السنوات الأخيرة بعد أتت الرأسمالية على الكثير من قيم هذه اللعبة، ليست كذبة عندما نخبرك بأن مانشيني قرر الإستقالة من تدريب نادي زينيت سان بطرسبرغ الروسي في أواخر أول مواسمه مع النادي الروسي وذلك لأجل تدريب منتخب بلده، ليس في القصة مايثير الإنتباه، لكن تفاصيلها تقول بأن مانشيني بقراراه هذا قرر التنازل عن ثلاثة عشر مليون أورو كانت هي راتبه في موسمين مع النادي الروسي ليوقع على عقد جديد يتقاضى بموجبه راتب لايزيد على مليونين فقط مع منتخب بلده، لقد تنازل مانشيني عن طموح زيادة أرقام حسابه البنكي في مقابل تحقيق أعظم أحلامه الإنسانية وهي تقديم خدمة لبلده وإن كان ذلك يعني تقديم الكثير من التنازلات، نحن نعيش في أخر لحظات فترة من التاريخ تعد قصص كهذه قابلة لتصديق.
لقد جاء مانشيني لمنتخب للإيطالي حيث كان الجميع يحضر لإقامة صلاة الجنازة على أحد أعظم منتخبات اللعبة بعد ليلة ميلانو السوداء عندما سقطت إيطاليا أمام السويد وبذلك لم تتأهل الى المونديال الروسي، كان المزاج العام سودويا وكانت أصوات الخيبة تعم كل ملاعب إيطاليا، وفي الحقيقة لم يكن يرى الجميع أن مانشيني يستطيع إنقاذ حياة ميت كان مصابا في كل مكان من جسمه، ربما فقط قلة آمنوا بأن هناك آمل مادام هناك رجل قرر بكل شجاعة التخلي عن مستقبله ربما لأجل شىء ما، لكن لا أحد يعرف، في كل ذلك التفاؤل الضئيل كان هناك خوف مفزع من إعلان الموت بشكل رسمي ربما على يدي مانشيني نفسه.
إجتمع مانشيني مع جهازه التدريبي، لقد جاء معه ببعضهم و وجد أخرين قبله، كان ذلك الإجتماع لتحديد ماهية كرة القدم التي سيلعب المنتخب الإيطالي وماهي الإستراتيجية لتحقيق ذلك، كان من ضمن قادة إجتماع المسؤول الفني الأول عن المنتخبات الإيطالية للفئات السنية ماوريسيو فيشيدي، لقد أجابوا حينها عن أسئلة الهوية، حددوا المبادئ العامة، وضعوا إصبعهم على المشكلة، وقرروا شراء الأمل.
حسناً، لنجلس مع فيشيدي لكي يعطينا المبادئ التكتيكية العامة للمنتخب الأول كما أرادها مانشيني ورافقه:

ًيكمل فيشيدي في تفسير أسلوب مانشيني قائلا:

إمتلك إيطاليا وسط ميدان يبدوا قويا وأكثر توازنا من ذي قبل مع تواجد لوكاتيلي صحبة جورجينو و باريلا، يقدم هذا الثلاثي ضمانات أكثر في الشق الدفاعي مع قدرات باريلا ولوكاتيلي على إفتكاك الكرة، بذلك تمت معالجة أحد عيوب نظام مانشيني التكتيكي، حيث عانت إيطاليا أمام المنتخبات التي إستطعت إجبارها على الدفاع خلف الكرة، ثنائية سيني و فيراتي رفقة جورجينو كانت تمنح الفرق قدرة أكبر على الإبداع لكن مع ضمانات دفاعية أقل وهي المشكلة التي ظهرت في بعض مباريات التصفيات، لكن الأكيد أن جودة لاعبي الوسط وقدرتهم على تأدية أدورا مختلفة ظلت أكثر نقاط قوة الآدزوري في السنوات الثلاثة الماضية، لقد حققت إيطاليا مثلاً ثالث أعلى معدل للإستحواذ في التصفيات وصل الى 68% مع دقة تمرير تجاوزت 89%.

المتابع للمنتخب الإيطالي يرى حديث فيشيدي في الملعب، فريق يملك هوية تكتيكية صارمة، يجيب على كل الأسئلة في مراحل اللعب الخمسة، يهاجم بعدد هائل من اللاعبين ويبقى أحد أظهرته دائما لوضع رقابة وقائية مثالية على خصمه لإيقاف مشاريع المرتدة، قدرة كبيرة على السيطرة على المساحات، خلف خط وسط المنافس وعلى الأطراف مع البحث عن الخيار العمودي بشكل دائم، صنع هذا الإطار التكتيكي القوي بعد دمج عدة لاعبين شباب كانوا قد مروا على هذه المبادئ منذ سنوات قليلة في بقية المنتخبات الإيطالية.

-ستة وعشرين لاعباً مختلفا سجلوا في حقبة مانشيني، رقم تحقق فقط في ثلاث مناسبات سابقة، (مع برانديلي 29) ليبي (27) بوزو (25). مايمكن ملاحظته ليس أرقام إيطاليا المتصاعدة على صعيد النتائج أو التطور الهائل الذي حدث لأكثر من لاعب في المنتخب، لكن ما يمكن إلتقاطه بين كل هذه الأحداث هو قدرة مانشيني على تطوير نفسه.

لم يكن روبيرتو نفسه مؤمنا بأهمية الإطار التكتيكي بل كان ذلك المدرب الذي يفضل التركيز أكثر على إدارة لاعبيه إنسانيا دون أن يكون واثقا من قيمة التكتيك، ربما لأن تجاربه التدريبية كانت دائما ماتكون مع فرق مليئة بأفراد يملكون القدرة على تغير مسار المباراة وهو ما لايوجد في المنتخب الإيطالي في يومنا هذا، ذلك قد يكون سببا وجيها في إكتشاف نسخة جديدة من مانشيني يكون فيها التكتيك رأس مال أهم من كل شىء أخر، في إنتظار اليورو المقبل ونصف نهائى الدوري الأمم الأوروبية سيكون الآدزوري أمام فرصة تاريخية لإعادة وضع إسمه في فهرس التاريخ كما كان دائماً.