بوكي … اللاعب الذي تحول إلى الرجل الخارق

  • Facebook
  • Twitter
  • Mail
  • Pinterest
  • LinkedIn
  • Facebook
  • Twitter
  • WhatsApp
  • Pinterest
  • LinkedIn
  • لم يكن المهاجم الفنلندي تيمو بوكي يوما ما في مسيرته الكروية المهاجم الهداف الذي تهابه دفاعات الخصوم فأرقامه التهديفيه سواء في فنلندا أو إسبانيا أو ألمانيا أو أسكتلندا حتى وصوله إلى الدوري الدنماركي قبل إنضمامه إلى نوريتش سيتي أظهرت مهاجما عاديا يسجل مرة ويفشل في عشره

    كانت تجربته مع سيلتك في الدوري الإسكتلندي هي الفارقة في مسيرة اللاعب الفنلندي الذي أقترب من إتمام عامه الثلاثين بنهاية هذا الموسم، في سيلتك تدرب تحت يد نيل لينون وبوكي لم يكن هدافا للفريق بل وكثير من الجماهير تعتبره صفقة فاشلة بعد تسعة أهداف سجلها في 37 مشاركة بقميص النادي

    هناك تعلم بوكي الكثير عن كيفية اللعب مع فريق كبير وتنافسي بحجم سيلتك ورغم أنه قد أرتدى في وقت سابق من مسيرته قميص شالكه إلا أن التجربة الإسكتلندية كانت الفارقة في مسيرته الكروية بالفعل

    لقد كنت كسولا في الملعب لا أقوم بواجباتي الدفاعية بالشكل المناسب، تعلمت هناك أن القيام بتلك الواجبات يساعدك في الهجوم

    الكرة هناك كانت أسرع وأكثر إعتمادا على القوة البدنية فلا ويوجد الكثير من الوقت لإمتلاك الكرة بين أقدامك

    مدربه نيل لينون تحدث عن مهاجمه الفنلندي بعد رحيله إلى بروندابي الدنماركي

    لقد كان يمتلك إمكانيات مميزة ولكن يمكننا القول بأنها كانت تظهر على فترات متباعدة ونحن قمنا بدفع الأموال ليس من أجل ذلك بل من أجل رؤيته يسجل الأهداف الواحدة تلو الأخرى

    لن يتحول إلى الرجل الخارق لمجرد أنه أنتقل إلى بروندابي

    لكن ما حدث أن بوكي تعلم من أخطاء الماضي وقام بدراسة كل شيء من أجل تطوير أداءه والنتيجة أنه بالفعل بدأ في التحول إلى رجل خارق يزور الشباك المرة تلو الأخرى بدون توقف، في الدوري الدنماركي رفقة بروندابي تحول بالفعل إلى آلة تهديفية لا تتوقف فسجل 71 هدف في 164 مباراة بقميص النادي

    متوسط عدد أهداف اللاعب أرتقى من هدف في كل أربعة مباريات إلى هدفين في كل ثلاثة، مشاكل في تجديد العقد مع بروندابي جعلته يرحل بشكل مجاني رغم السجل التهديفي المميز

    تلك الأعوام في الدنمارك غيرت من طريقة تفكيري وأسلوب لعبي خصوصا أخر موسمين حيث أستعدت الثقة في نفسي وقدراتي التهديفية بعد أعوام صعبة

    أنهالت العروض على اللاعب وكان أكثرها إثارة للاعب هي فكرة اللعب في إنجلترا وعرض نوريتش سيتي تحديدا والذي كان ينشط في الدرجة الأولى خصوصا بعد حديث مع المدير الفني الألماني داني فاركي الذي رأى بوكي الإمكانيات المناسبة لأفكاره الكروية

    كنت أبحث عن لاعب ذكي قادر على صنع الفارق بتحركاته خلف دفاع المنافسين ووجدت بوكي

    كان يناسب أفكارنا فهو ملتزم تكتيكيا وتحركاته ذكية على أرضية الملعب

    بالفعل كان بوكي الخيار المناسب فقاد خط هجوم نوريتش سيتي في رحلة الصعود إلى الدوري الممتاز بأهدافه المتتالية والتي وصلت إلى 30 هدف في 46 مباراة تربع بها على قمة قائمة هدافي الدرجة الأولى وساعد في عودة طيور الكناري إلى الدوري الإنجليزي الممتاز مرة أخرى

    بوكي هو أسم عائلته وفي اللغة الفنلندية تعني تلك الكلمة “المعزة” وفي كرة القدم هناك  GOAT وهو ليونيل ميسي وجماهير نوريتش سيتي وجدت الGOAT  الخاص بها تيمو بوكي

    بعمر التاسعة والعشرين وصل بوكي بالفعل إلى قمة مستواه وتفجرت قدراته التي رأى الكثير من المدربين في إشبيليه وشالكه وسيلتك تواجدها ولكنها لم تبدأ في النضج سوى متأخرا رفقة بروندابي وعلى يد المدرب الألماني أليكسندر زورنجير قبل أن يواصل التطور والتألق رفقة فاركي

    حصل بوكي على ثناء المدرب الأرجنتيني ماوريسيو بيلسا الذي كان يقود ليدز يونايتد الموسم الماضي وكان شاهدا على إبداعات وأهداف بوكي التي لا تتوقف

    إمكانيات بوكي غير عادية بالنسبة للكرة الإنجليزية

    هو لاعب من الصعب القضاء على خطورته فهو يعرف جيدا أين يقف ومتى يتحرك

    هو لاعب بسيط ولكنه حاسم

    أنطلق الدوري الإنجليزي هذا الموسم وبوكي تحت الأضواء مع مشروع فاركي رفقة نوريتش سيتي واللاعب الفنلندي لم يخيب ظن مدربه وأصبح رقما صعبا في الدوري الإنجليزي منذ الجولات الأولى في البطولة مسجلا خمسة أهداف في المباريات الأربعة الأولى

    عادل بوكي بذلك رقما تاريخيا يحمله الروسي بافل بوجرنياك بعد أن سجل نفس العدد من الأهداف في أول ثلاث مباريات له في الدوري الإنجليزي، بوكي أصبح يبحث الآن عن كتابة تاريخ جديد في الدوري الإنجليزي، ربما نحن أمام جايمي فاردي جديد والذي ظهر وأنفجر متأخرا في مسيرته الكروية أيضا

    سيحاول بوكي أن يكون ثاني لاعب في تاريخ الدوري الإنجليزي يحقق لقب هداف الدرجة الأولى ثم هداف الدوري الإنجليزي في الموسم التالي وهو ما حدث سابقا مع كيفين فيليبس مهاجم سندرلاند في نهاية الألفية السابقة

    مازال الوقت مبكرا في الموسم الحالي لمعرفة هل سيواصل بوكي السير على خطى فيلبس وفاردي أم يتراجع كما حدث مع بوجرنياك ولكن الأكيد أن الدوري الإنجليزي شهد بالفعل ظاهرة فنلندية تستحق كل الشكر والثناء

    هو يستحق كل كلمات الشكر والثناء التي تنهال عليه لأنه لاعب رائع

    لا يمكننا أن ننسى أنه وصل إلى هذا المكان بسبب العمل الشاق الذي يقوم به

    هو لا يهتم بالأرقام الفردية والشخصية له فكل ما يهمه هو العمل من أجل الفريق وزملائه

    لمتابعة الكاتب من هنا