شهدت بطولة إنديان ويلز هذا العام حضوراً مميزاً للغاية من أبرز النجوم، و لم تشهد غيابات كثيرة رغم غياب حامل اللقب الموسم الماضي الأرجنتيني خوان مارتين ديل بوترو بسبب الإصابة في الركبة ، كذلك انسحاب البلغاري جريجور ديمتروف بسبب إصابة في الكتف، كما أُضطر المصنف السابع حالياً كيفين أندرسون الانسحاب بسبب إصابة المرفق.
تبقي بطولة إنديان ويلز دائماً أحد أهم بطولات الماسترز و الأكثر متعة على الأرضية الصلبة، و شاهدت البطولة هذا الموسم منافسة قوية بين اللاعبين، فقد ظهر اللاعب الكندي فليكس أوجيه أليسام في مستوي أكثر من رائع يظهر مدي الموهبة التي يمتلكها هذا اللاعب و لكن يؤكد أيضاً بخروجه من دور ال32 أمام اللاعب الياباني نيشوكا في مباراة شهدت تنافس من درجة رفيعة، انه مازال يحتاج إلي مزيد من الخبرة أو ربما استقدام لاعب سابق ذو خبرة عالية في فريق تدريبه قد يكون احد أهم الحلول.
كما ظهر المصنف الأول عالمياً نوفاك ديوكوفيتش في أول ظهور له بعد فوره ببطولة أستراليا المفتوحة، أستهل نوفاك مشواره في البطولة بفوز لم يكن سهلاً أمام اللاعب الأمريكي فراتنجلوا تحت أنظار مثله الأعلى الأمريكي بيت سامبرس، اصطدم بعدها مباشرة باللاعب الألماني فيليب كولشرايبر الذي أخرج نوفاك بعد مباراة تألق بها الألماني و ظهر نوفاك مشتت و لم يقدم أداء يستحق الفوز، البعض برر ذلك بمشاركة ديوكوفيتش أيضاً في منافسات الزوجي الأمر الذي قد يكون أثر عليه ذهنياً و بدنياً، و البعض الآخر أرجع ذلك إلي ما حدث بشأن القرارات و المناوشات بشأن عدم التجديد لرئيس رابطة محترفي التنس. شخصياً أعتقد أن السبب وراء خروج نولي هو عدم خوضه إي بطولات منذ أستراليا و عدم جاهزيته بشكل كبير و أيضاً انشغاله بمنافسات الزوجي و بالتأكيد المستوي الكبير الذي قدمه كوليشريبر.
ليس بعيداً عن نهائي أستراليا المفتوحة هذا الموسم، فوصيف البطولة الإسباني رافاييل نادال ظهر في مستوي كبير و لم يجد صعوبة كبيرة في التقدم في الأدوار المتتالية قبل أن يشكو مجدداً من إصابة الركبة في مباراته أمام الروسي كاشانوف و ربع النهائي و التي كادت أن تتسبب في انسحابه من المباراة، لكن الإسباني تحامل علي نفسه و أستطاع الفوز بالمباراة و التأهل لمواجهة غريمه التقليدي السويسري روجر فيدرر، و مع انتظار عشاق التنس لهذه المباراة الكبيرة فضل نادال الانسحاب قبل المباراة بعدما وجد عدم قدراته علي المنافسة الحقيقية أمام روجر.
روجر من جانبه قدم بطولة جيدة تحسن بها على مستوي الباكهاند و لكن يظل تحركاته ليس مثالية، السويسري الذي كان يبحث عن لقبه السادس في إنديان ويلز ليفض الشراكة مع نوفاك، لم يخسر أي مجموعة في طريقه للمباراة النهائية و لم يضطر حتى إلي خوض أي شوط لكسر التعادل و مع ذلك فلا يمكن أن نحكم كثيراً علي أداء المايسترو فهو لم يواجهه منافس صعب سوي مواطنه السويسري الذي هُزم في أقل من ساعة في مباراة سريعة جداً.
أما مفاجأة البطولة و الفائز غير المتوقع النمساوي دومنيك تيم فقد قدم بطولة غاية في الروعة تطور فيها أداءه بشكل غير مسبوق على الأرضية الصلبة لم يخسر سوي مجموعة واحدة في طريقه للمباراة النهائية أمام ميلوس رونتش في نصف النهائي، و ظهر تيم بأسلوب فعال للغاية علي هذه الأرضية و أستطاع التغلب في النهاية على المايسترو فيدرر بأداء أشاد به الجميع ليحرز بذلك أول لقب ماسترز 1000 نقطة في رصيده.
تابع صفحة الكاتب على تويتر : نور أحمد
