ديوكوفيتش و الهيمنة من جديد

نور المراغي 19:29 16/02/2019
  • Facebook
  • Twitter
  • Mail
  • Pinterest
  • LinkedIn
  • Facebook
  • Twitter
  • WhatsApp
  • Pinterest
  • LinkedIn
  • نوفاك ديوكوفيتش

    لم يمر كثيرا من الوقت منذ أن صدم الصقر الصربي نوفاك ديوكوفيتش جمهور التنس بتذبذب مستواه و تراجعه بشكل كبير، بعد فوزه بلقب بطولة فرنسا المفتوحة عام 2016، حتى عاد مرة أخرى ليضرب من جديد و يهيمن بشكل كبير في عالم الكرة الصفراء. الصقر الصربي استطاع الفوز بآخر ثلاثة ألقاب جراند سلام علي التوالي عن جدارة و استحقاق، و بأداء اقنع اغلب المتابعين و النقاد، كما تغلب في هذه الفترة علي اكبر منافس له في تاريخه، بحسب رأيه الشخصي، الإسباني رافاييل نادال مرتين كانت آخرهما في نهائي بطولة استراليا المفتوحة ليبرهن عودة ثقته في قدراته و إمكانياته بشكل كبير كسالف عهده.

    بداية السقوط

    نوفاك ديوكوفيتش الذي وصل للقب الخامس عشر من بطولات الجراند سلام، كان قد تراجع مستواه بشكل ملحوظ بعد فوزه بلقب فرنسا المفتوحة عام 2016 الذي انتظره كثيراً، بدا نوفاك بعدها مشوش ذهنياً فاقد الثقة في قدراته بل في فريق التدريب الخاص به الذي فض نولي الشراكة معه في مايو 2017 بعد سنوات طويلة من العمل معاً و تحقيق اكبر الإنجازات في مسيرته الرياضة.

    التصنيف والترتيب العالمي للتنس – رجال

    التصنيف والترتيب العالمي للتنس – سيدات

    ظن اللاعب الصربي أن تغير طاقمه الفني قد يغير معطيات الأمور و يرجعه إلى مستواه السابق بعد قرابة عام من الإخفاقات و المستوى المتراجع بشكلٍ غير مسبوق. استعان بعدها باللعب الأمريكي السابق آندري أجاسي، الذي كان أول ظهور معه في بطولة فرنسا المفتوحة عام 2017.

    طوال قرابة 9 أشهر لم نلحظ أي تطور يذكر في مستوى ديوكوفيتش حتى بعد انضمام اللاعب راديك ستيبانيك إلى فريق العمل، ظل مستوي نولي متراجع و لم يحرز أي لقب في 2017 سوي لقب إيستبورن من فئة 250 نقطة. اضطر نوفاك بعدها إلى الانسحاب من بطولة ويمبلدون بداعي إصابة في مرفق اليد “Tennis Elbow” و فضل عدم خوض أي منافسات آخري في الموسم و إعطاء نفسه قدرا من الراحة الجسدية و الذهنية و الاستعداد للموسم الجديد بشكل جيد.

    من يضحك أخيراً، يضحك كثيراً

    بدأ ديوكوفيتش موسم 2018 بخروج من بطولة استراليا المفتوحة علي يد اللعب الكوري الجنوبي تشونج، قرر بعدها الصربي إجراء تدخل جراحي لمعالجة مشكلة المرفق و عاد سريعا بعدها ليدخل في جولة جديدة من الهزائم و الخروج السريع من عدة بطولات توالياً، حتى قرر الانفصال مع فريقه في ذلك الوقت و استمر فترة في موسم البطولات الرملية يلعب بدون أي مدرب سوي الدعم الذي كان يقدمه له أخوه ماركو.

    جعلت النتائج المتراجعة نوفاك أن يعيد حساباته من جديد ليحسم أمره و يبدأ أولي الخطوات علي الطريق الصحيح للعودة مرة أخرى للانتصارات بإعلانه إعادة الشراكة مع فريق التدريب الأسبق بقيادة مريان فايدا.

    بدأ حينها الصربي يستعيد مستواه رويداً رويداً، حتى فجر المفاجأة الكبرى برفعه كأس بطولة ويمبلدون من جديد بعد نصف نهائي من الطراز الرفيع ضد غريمه التقليدي الإسباني رافاييل نادال. كان فوز ديوكوفيتش ببطولة ويمبلدون بمثابة نقطة التحول 180 درجة، حصد نوفاك عدداً هاماً من الإيجابيات من هذا الفوز، أولها عودته لنغمة الانتصارات من الباب الكبير التي كان قد نسيها تقريباً، كما استعاد الثقة بنفسه و قدراته من جديد و بفريق العمل و الخطة الموضوعة من هذا الفريق و بدأ يحصد ثمار العمل الجاد و الدؤوب أخيراً.

    استمر بعدها الصربي بأداء ثابت و قوي حتى نهاية الموسم استطاع من خلاله تحقيق بطولتي ماسترز ليضيف بذلك آخر بطولات الماسترز التي كانت تنقصه ليصبح اللاعب الوحيد الذي يكمل إحراز جميع بطولات الماسترز التسع من فئة 1000 نقطة خلال 28 عاماً من تاريخ بطولات الماسترز لرابطة محترفي التنس، كما فاز ببطولة جراند سلام أخرى علي التوالي و هي أمريكا المفتوحة، و خرج أيضاً كوصيف في بطولة كأس الجولة العالمية لرابطة محترفي التنس للألماني ألكسندر زفيرف. شهد عام 2018 العديد من الإنجازات و النجاحات لنوفاك المعنوية منها و المادية، فلك أن تتخيل أن هذا اللاعب كان يحتل المركز 22 في التصنيف العالمي لمحترفي التنس في شهر مايو و مع ذلك انهي العام في المركز الأول عالمياً!

    الدروس المستفادة

    عودة نوفاك ديوكوفيتش يجب ان نتعلم منها مجموعة من الدروس مثلما تعلمنا من عودة روجر فيدرر و رافاييل نادال من قبل، أولي تلك الدروس هي عدم الاستسلام، الصبر، و الثقة في النفس و فريق العمل. كما ان هذه العودة أظهرت بكل وضوح أن اكتر من يعرف ما يحتاجه نولي و كيفية التعامل معه هو مريان فايدا و فريقه القديم الذي ظل معه سنوات و سنوات، هذا الفريق من أهم أسرار و عوامل نجاح و تألق نوفاك بما يقدمه له من تفاني و عمل مستمر بشكل دقيق و علمي في كل صغيرة وكبيرة و الاهتمام به بدنياً و ذهنياً و فنياً علي اعلي مستوي و باحترافية استثنائية.

    لم تكن فترة ابتعاد نوفاك ديوكوفيتش عن التألق طويلة، و لكن تطلبت منه جهد و صبر، كما أنها منحته مزيداً من القوة الذهنية و النضج في التعامل مع هكذا مشكلات في المستقبل.

    نوفاك حالياً يحلق عالياً وحيداً في المرتبة الأولي عالمياً بعد فوزه ببطولة استراليا المفتوحة بعدد نقاط 10955 مبتعداً عن نادال اقرب منافسيه بفارق نقاط 2635، يذكر أن نولي لن يدافع عن كثيراً من النقاط حتى بطولة ويمبلدون مما يعني انه قد يضمن البقاء لفترة ليست بقصيرة علي رأس الترتيب العالمي لرابطة محترفي التنس خصوصاً في ظل ثبات الأداء الذي يقدمه اللاعب.

    تابع صفحة الكاتب نور أحمد على تويتر :

     https://twitter.com/nourmaraghi