اليكسندر زفيريف , الموهوب المحظوظ” !

أحمد الصبيح 15:33 25/05/2017
  • Facebook
  • Twitter
  • Mail
  • Pinterest
  • LinkedIn
  • Facebook
  • Twitter
  • WhatsApp
  • Pinterest
  • LinkedIn
  • اليكسندر زفيريف

    “شيئ احلم به ؟ أتمنى أن أقابل روجر فيدرر يوما ما” , بهذه الكلمات المعدودة وهذا الحلم المدفون في اعماقه اجاب اليكسندر زفريف حول سؤال قد يتردد كثير منا في الاجابة عنه , الأحلام كثيرة والأماني عديدة , لكن “ساشا” لم يتردد هنا في الاجابة مباشرة بإجابة واضحة صريحة , إجابة عفوية ربما كانت مؤثرة في حياته.

    بالنسبة لشاب نشأ في عائلة رياضية تنسية كان من الطبيعي أن يتجه بدوره للتنس , والداه احترفا التنس , شقيقه الأكبر منه بعشر سنوات ايضا لاعب تنس وضمن التوب 100 , لكن لم تتخيل عائلته ربما أن يكون أكثرهم موهبة هو أصغرهم عمرا , ذلك الطفل الذي كان يحمل مضربا ويضرب الكرات مع الحائط في اوقات كثيرة من يومه إلى ان يتفرغ له احد افراد عائلته ويتبادل معه الكرات بلطف ورفق , الآن هذا الطفل الناعم ربما لا زال بملامح ناعمة وشعر اشقر لكنه اختلف تماما.

    ساشا او اليكسندر ينحدر من اصل روسي , ابواه روسيان يلعبان تنس مختلف عنه مثل اخيه تماما , ايضا طبيعة اجسامهم مختلفة مع اطوال واوزان اقل منه ورشاقة اكبر , كان ساشا الاستثناء في هذه العائلة لذلك جاء تنسه مختلفا عنهم , ليس لاعب هجومي او لاعب فولي متمكن مثل اخيه او والده , ليس سريعا ولا رشيقا مثلهما , كان ثقيلا رزينا في الملعب , استفاد هو من هذا ربما واستفاد من عائلته.

    ساشا موهوب بلا شك , بل انه افضل مواهب جيله منذ ان كان عمره 15 عاما عندما تصدر تصنيف الناشئين العالمي , موهوب ومحظوظ ايضا , ولد لعائلة تنسية عرفت كيف تهتم به وكيف تلتقط موهبته منذ البداية وتصقلها جيدا , والده واخيه لاعبا تنس محترفين , لا يتوجب عليه خوض شيئ جديد بمفرده , هناك مستشارين حوله وناصحين امناء له .

    بالعودة الى بداية الموضوع , في هامبورغ 2014 وبعمر 17 عاما نجح هذا المراهق في الوصول لنصف النهائي هناك واصبح حديث الشارع التنسي وقتها , اجابته تلك مع موهبته تلقفها المعنى بالاجابة , روجر فيدرير قدم له بعدها فرصة لم يكن يحلم بها ربما , تدرب لمدة اسبوع كامل مع مثله الاعلى في دبي وهو لم يتجاوز 17 عاما , اسبوع كامل ينهل من هذا النهر المتدفق , يقول زفريف انه كان خجولا في ذلك الاسبوع ويبدو ان فيدرير ادرك ذلك , كان هو من يبادر بالكلام معه وسؤاله وفتح حوارات معه , بعدها اصبح زفريف فتى مدلل عند فيدرير كما يقول زفريف “اشعر اني احضى بمعاملة خاصة منه” وهذا صحيح , اي بطولة يلعبان فيها معا يجب ان يتدربا معا لمرة على الاقل , ساشا يقول ان تدريباته مع فيدرير كانت تنسية وايضا شخصية , كيف يتعامل مع الاعلام والصحافة والجماهير , كيف يتعامل مع المباريات وكيف يحضر لها قبل خوضها وكيف يتعامل ويتصرف بعدها , فتى مدلل بكل معنى الكلمة , اليس هذا محظوظا ؟

    شقيقه ميشا مثلا صديق لـ نوفاك دجوكوفيتش , ساشا ابن الـ 10 اعوام كان كظل اخيه غالبا ويقف متفرجا عليه , سنحت له فرص عديدة بالتأكيد لتبادل الكرات مع لاعب بحجم نوفاك وغيره بالتأكيد وهو في هذا العمر , هذا شيئ لا يحضى به كثيرون , انه محظوظ بلا شك.

    زفريف ولد في المانيا على عكس عائلته روسية المولد , ربما اكتسب جينات المانية منذ البداية , هو الماني حقيقي بعقلية المانية , تلك العقلية الجادة الصارمة التي لا ترضى الا بالنجاح ولا تستلم مهما زادت النكسات , انه كالماكينة , من يصدق ان ذلك الفتى الذي لم يكسب الا شوطين ضد نادال قبل شهرين يأتي ويحقق بطولة ماسترز وقبلها بطولة ميونيخ ايضا ؟ الماني فعلا , اخذ افضل ما في المانيا وافضل ما في روسيا اي تلك الموهبة من والديه , انه محظوظ اليس كذلك ؟

    موهبة زفريف ليست افضل من موهبة لاعب مثل كيريوس او ديميتروف برأيي , هم موهوبن اكثر منه وربما نالوا نصيبهم من الحظ خصوصا البلغاري , لكن ساشا ايضا موهوب بعنف مع عقلية انتصارية جديّة , عقلية تبحث عن الانتصار والانتصار فقط ولا تتزعزع مع اي انكسار , هذا ما لم يتوفر في اي موهبة في جيل التسعينات.

    ختاما , من تابع خربشات يتذكر كم كتبت عنه وتوقعت له الكثير وتابعته وراقبت تطوره , لكن شخصيا لم اتوقع ان يأتي ويحقق بطولة ماسترز بهذه السرعة , رائع هذا الشاب , رائع رائع رائع , يستحق كل ما يحصل له , بانتظار المزيد منه.

    الخبر بالتعاون مع صفحة : خربشات تنسية