لعبة التنس نشأت وتطورت تاريخيا على الملاعب العشبية , بداية من ويمبلدون أعرق وأكبر بطولة تنس ، الوحيدة التي حافظت على أرضيتها للآن , أستراليا و أمريكا المفتوحة كانت بطولات عشبية لجزء كبير من تاريخها.
مع دخول التنس إلى العصر الحديث وظهور الأراضي الصلبة بدأت العديد من البطولات تنتقل إليها , نوع جديد من الأراضي يختلف عن الأراضي الترابية التي لا تلقى رواجا كبيرا في استراليا وامريكا , لذلك كانت الأراضي الصلبة بمثابة مستقبل اللعبة وقتها والانتقال اليها كان خطوة للامام.
أصبحت اللعبة مع مرور الوقت تجارة بالنسبة للمنظمين , دخول عديد رجال الاعمال والشركات التجارية والراعية للبطولات أجبر المنظمين على إيجاد أفضل طرق توفير النفقات وزيادة الأرباح وتحسين الدخل , بطولات التنس أصبحت مشاريع تجارية للربح كهدف اول من اقامتها , هذا لم يكن سابقا هدف رئيسي.
العشب أكثر أرضية مكلفة للمنظمين , هناك تكاليف زراعة الملاعب بالعشب الطبيعي والعناية به من توفير أفضل الظروف المناخية بغض النظر عن حالة الطقس , العاملين في اي بطولة عشبية يكونون اكثر من أرضية اخرى , العشب في جميع الملاعب يحتاج للرعاية ليس وقت البطولة فقط , بل قبلها بفترة لضمان نمو العشب جيدا وقت البطولة , العناية بالعشب وقت البطولة نفسها يوميا على مدار البطولة من سقاية وقص واصلاح , الى مصاريف تجديد العشب بعد البطولة , كلها مصاريف لا يرغب عديد المنظمين في تكبدها , بالتأكيد هنا كان الانتقال الى الملاعب الصلبة مربح ماليا اكثر بالنسبة لهم.
على ذكر العاامل الاقتصادي , حتى على مستوى الملاعب الصلبة هناك توجه منذ عقد من الزمان الى الاراضي الصلبة البطيئة او المتوسطة , برأيهم انها مجدية اقتصاديا اكثر بالنسبة لهم من الاراضي الصلبة السريعة , هنا يحسبون كل شيئ بالدولار او باليورو.
بالتأكيد هذا كله ليس مبررا لهذا الاهمال من الـ ATP تجاه العشب , هناك عديد البطولات مستعدة لتنظيم ماسترز عشبي واعلنت اكثر من بطولة او لمحت لهذا , بطولة هالة او كوينز بطولات بميزانية كبيرة وتستطيع التحول الى بطولة ماسترز وان تستوفي كل الشروط اللازمة , بطولة شتوتغارت بعد قرار الـ ATP في 2015 باضافة اسبوع عشبي اضافي قبل ويمبلدون قدمت طلب للـ ATP للتحول من بطولة ترابية الى بطولة عشبية وتم قبول الطلب وهي الان بطولة عشبية .
استراليا وامريكا وبريطانيا والمانيا تحديدا لا زالت تملك عديد الملاعب العشبية تُقام عليها بعض البطولات الاستعراضية او بطولات التحدي او الناشئين والشباب , لكن لا فرصة لها بأن تستضيف بطولة رسمية للـ ATP بسبب سياستها ضد الاراضي العشبية , نصل هنا الى ان هناك مبررات واسباب حدت من انتشار العشب بعد ان كانت الارضية رقم 1 للعبة , الا ان هناك مبالغة كبيرة حصلت وتقدير مبالغ فيه للموضوع من مسؤولي اللعبة في العالم.
هناك رأي يتبنى فكرة ان ويمبلدون نفسها لا تريد ان تكثر بطولات العشب كي يبقى العشب ملتصقا بها وتبقى هي ملتصقة بالعشب وتبقى هي البطولة رقم 1 في العالم وتبقى بتقاليدها ونوعية اراضيها منفردة وحالة خاصة بين كل البطولات على مدار العام , ربما يكون الموضوع صحيحا لكن حتى ويمبلدون بثقلها في اللعبة وبين الاحداث الرياضية عموما لا يمكن لها ان تفرض رأيها على الـ ATP التي لو ارادت ان تقيم بطولات عشبية اكثر وان تعطي اهتماما لها لفعلت دون اي مشاكل.
تاريخيا , اكثر بطولة غراند سلام شهدت مباريات عظيمة وتاريخية لا تنسى منذ بداية العصر الحديث هي ويمبلدون , كمية مباريات اسطورية لا تُقارن مع اي بطولة غراند سلام اخرى , هذه النقطة فقط للرأي المنتشر بين البعض ان العشب ليس ممتعا , التاريخ ينفي هذا الرأي.
تابع أخبار التنس على صفحة : خربشات تنسية
