ايفان ليندل .. اللاعب العظيم و المدرب العظيم

  • Facebook
  • Twitter
  • Mail
  • Pinterest
  • LinkedIn
  • Facebook
  • Twitter
  • WhatsApp
  • Pinterest
  • LinkedIn
  • كان الامر يقترب من نهاية مأساوية , مشروع انكسار جديد وخسارة جديدة يلوح في الافق , غيوم سوداء تقترب والإعصار الخامس قريب .

    4  خسارات متتالية في نهائيات الجراند سلام لـ ايفان ليندل , جرب كل شيئ دون جدوى , ربما اصبحت لعنة , لا يمكن ان يكون هذا الشيئ طبيعي

    كان جون ماكنرو يعيش موسمه الافضل على الاطلاق , وصل الى باريس دون ان يتعرض الى اي خسارة , في الحقيقة هو لن يخسر في ذلك الموسم سوى 3 مرات مقابل 83 فوزا في رقم هائل .

    بدأت المباراة وكان السيناريو يتجه نحو “صينية” خامسة لـ ليندل في الجراند سلام , كسر واحد بكل هدوء اعطى الامريكي المجموعة الاولى 6-3 , ثم مجموعة ثانية كارثية لـ ليندل حسمها ماكنرو 6-2 بدا كل شيئ يتجه نحو الامريكي , كل شيئ يتجه نحو دمعة جديدة مخفية في عيون الهادئ التشيكي .

    استجمع قواه وكسر ارسال ماكنرو في المجموعة الثالثة , يعود الامريكي للتعادل قبل ان يقدم ليندل اشواطا رائعة لـ يمدد المباراة لمجموعة اخرى بفوزه 6-4 .

    في المجموعة الرابعة بدا ان كل شيئ في طريقه للنهاية , 4-2 لـ ماكنرو , لا شيئ يبدو انه سيوقف الامريكي عن اللقب بإرسالاته القوية وحالاته الممتازة على الشبكة .

    ليندل الذي تعود على الخسائر على ما يبدو قرر المغامرة في الشوط الثامن من المجموعة الرابعة , استجمع كل ما لديه من شجاعة وقوة , سدد مجموعة ضربات عظيمة من اخر الملعب لم يكن لـ يفعلها سوى لاعب يلعب بقلبه لا عقله من شدة المغامرة , النتيجة 4-4 .

    لا , النتيجة 7-5 لـ ليندل , فعلها التشيكي الصامت , امامه تحدى ان يكون رابع لاعب فقط في التاريخ حينها يتأخر 2-0 في نهائي جراند سلام ثم يحقق اللقب , هل ينجح ؟

    الجمهور الفرنسي بدا كأنه تبنى ليندل , المقاتل الصامت الذي يسحر القلوب بهدوئه وأخلاقه ولعبه , عكس الامريكي الغاضب الثائر , هذا الغضب بدا يسيطر عليه في المجموعة الفاصلة مع هذه العودة الرائعة لـ ليندل .

    من جديد , كسر لـ ماكنرو , من جديد ايضا يعود ليندل , تستمر المباراة سجالا حتى يخطف ليندل 3 نقاط متتالية على ارسال ماكنرو في الشوط الثاني عشر ويحصل على فرصتين للمباراة .

    لم تكن نهاية درامية كما تتصورون , خطأ على الفولي من الامريكي في الفرصة الثانية , رفع ليندل يده للمدرب , سلم على خصمه والحكم , ذهب الى مكانه ووضع مضربه الذي ربما لا زال يحتفظ به ويراه يوميا في حقيبته , ذهب الى مدربه وفريق عمله عانقهم وعانقوه , ثم رفع الكأس , نعم بهذه البساطة .

    ايفان ليندل كان رائعا في لعبه , ماهرا في ضرباته , غامضا في نظراته , كبيرا في نحسه , غنيا في اخلاقا , خجولا في التعبير عن فرحته .

    اذا كسر ليندل نحسه بعد 4 نهائيات كبرى بمباراة من 5 مجموعات, بعدها بـ 28 عاما كسر نحس اندي موراي بعد 4 نهائيات اخرى بدوره وفي 5 مجموعات ايضا .