ديل بوترو .. “البطل” الذي حرمته الإصابة من صنع أسطوريته

أحمد الصبيح 13:59 22/08/2016
  • Facebook
  • Twitter
  • Mail
  • Pinterest
  • LinkedIn
  • Facebook
  • Twitter
  • WhatsApp
  • Pinterest
  • LinkedIn
  • ديل بوترو

    لا زلت اتذكر بداياته في الشهرة , 3 القاب متتالية في شهر واحد , انه لاعب طويل لكنه يختلف عن كل العمالقة الذين اعرفهم , شاب بعمر 20 عاما لكن حجمه اكبر من عمره , امكانياته اكبر من عمره .

    بذلك الفورهاند وذلك اللوك الشبابي وذلك الحماس الطاغي بدأ ديل بوترو رحلته في عالم الشهرة في صيف 2008 , اسم جديد يشق طريقه الى التوب 10 بسرعة مذهلة في وقت من اكثر اوقات اللعبة تنافسا , يصل الى كأس الماسترز ايضا بكل اقتدار ويلعب مباريات جيدة هناك .

    يبدأ الموسم التالي و”الديلبو” عضو جديد دائم في التوب 10 , اصبح وجوده مألوفا في القمة وأصبحت مبارياته مع الكبار مألوفة ومنتظرة , لم يزعزع ثقته ذلك “الدبل باجل” من فيدرر في استراليا , ولم تزعزها تلك الخسارة من نادال في انديان ويلز , ليبدأ بعدها رحلته نحو القمة ويهزم نادال في ميامي بعرض قوي للغاية .

    يذهب الى اوروبا ويقدم موسم ترابي كبير وهو المتخصص على الصلب عكس كل الارجنتينيين , يقدم نصف نهائي لا ينسى في رولان غاروس امام روجر فيدرر لكنه لم يمر .

    هدوء في ويمبلدون ثم يذهب الى بطولاته الامريكية الصلبة المفضلة , يحقق واشنطون , يهزم نادال بقوة في كندا لكنه يخسر من موراي في النهائي , يذهب الى نيويورك لـ يحقق معجزة بكل معنى الكلمة ويؤكد رهان الكثيرين عليه , يحقق بطولته الكبرى الاولى بنكهة مميزة بهزيمة نادال بعرض لا يصدق في نصف النهائي ثم هزيمة حامل اللقب 5 مرات روجر فيدرير في النهائي الذي لن ينساه ابدا .

    يكمل موسمه المذهل ويصل نهائي كأس الماسترز ويخسر من دافيدينكو , كان قد هزم فيدرر في طريقه للنهائي .

    حسنا نحن في 2010 وديل بوترو جاهز لإكمال ما بدأه , لكن من هنا تبدأ نقطة التحول , ايام قليلة بعد وصوله للتصنيف 4 عالميا يصاب اصابة كبيرة غيرت حياته للابد , يغيب موسم كامل في ذروة مجده وعنفوانه وقوته وشبابه , كم هو منحوس .

    عاد في 2011 , لكن من عاد هو لاعب اخر , من وقتها وهو يحاول العودة الى الديلبو القديم , لكنه اصبح لاعب اخر بجسد اخر , بجسد مثقل بالاصابات , بجسد مريض محبوس فيه موهبته الكبيرة , قدم موسمين جيدين في 2012 و 2013 وعاد للتوب 10 ووصل نهائيين ماسترز , نصف نهائي ويمبلدون , نصف نهائي خالد في الاولمبياد , كان يقاتل بوضعه الجديد ويريد ان يتأقلم مع جسده الجديد .

    لكن حتى هذا الجسد لم يرضى به وأبى الا ان يقتله مرة اخرى وهذه المرة لموسمين كاملين , وايضا لا يتوقف المحارب الارجنتيي , يعود في 2016 بجسد اخر كليا , منهك مريض , بدون باكهاند , بتعب يبدو واضحا عليه ونظرات ألم لا تمنعه من القتال وهزيمة افضل لاعبي العالم كما اعتاد .

    لن يعود ديلبو 2009 بالتأكيد , لكن هذا الديلبو يكفينا , وتكفينا تلك الضربات الامامية في مبارياته كي نستعيد حنين الماضي معه , يكفينا قتاله واصراره , يكفينا رؤيته في الملعب يلعب التنس حتى لو بعكازين , لقد تألم كثيرا خارج الملعب واي الم داخله لا يقارن معه .