unicode-bidi:embed">فقرة بعنوان "البعد النفسي في كرة القدم" نقدمها لكم بشكل شبه أسبوعي، نحاول الحديث فيها عن الجوانب النفسية ومدى تأثيرها على عالم الساحرة المستديرة.

نمط شخصية المدرب هو جانب مهم جداً في مسألة قدراته التدريبية والنتائج التي سيحققها فريقه وذلك يعود إلى سببين، الأول هو قدرته على التعامل مع الأزمات وتجاوزها على الصعيد النفسي والذهني، أما السبب الثاني مدى قدرته على بناء علاقة إيجابية مع اللاعبين وهي النقطة الأهم والتي بسببها يفشل العديد من المدربين في كرة القدم.

وعند الحديث عن العوامل التي أدت إلى تراجع مستوى ريال مدريد بهذا الشكل في الفترة الأخيرة تحت قيادة رافاييل بينيتيز لا بد لنا من تسليط الضوء على "شخصية" المدرب الإسباني وتحليلها لأنها من الأسباب الرئيسية في كل ما يحدث للفريق في الفترة الأخيرة.

بحسب نظرية "أندرو جولدسميت" لأنماط الشخصية الأربعة فإن شخصية بينيتيز تندرج تحت النمط "أ"، والتي من صفاتها بأنها طموحة، شديدة السيطرة، قليلة الصبر، لديهم القليل من الغرور، مدمنون على العمل، فاقدة للمرح وحس الدعابة وهي السمة الأكثر أهمية بالنسبة لنا.

هذا النمط من الشخصية يفشل في بناء علاقات إيجابية مع الآخرين، ودائماً ما تكون شبكة علاقاته متعلقة في الجانب المهني أو الأسري فقط، ومن هذا المنطلق يمكننا تفسير عدم ارتياح نجوم ريال مدريد مع بينيتيز، فرغم أن الأخير حاول التنازل عن مبادئه منذ توليه هذه المهمة إلا أنه لا يمكنه تغيير سماته الشخصية التي تعد ثابتة بشكل نسبي في علم النفس.

وإذا أردنا تحليل شخصية بينيتيز من جانب نظرية السمات التي يعد رائدها العالم "جوردن ألبورت" فإن بينيتيز يعد شخصية عصابية يفتقد إلى سمة الانبساط والتي تعد الأهم في بناء العلاقات.

وعلى النقيض تماماً فإن بينيتيز يتمتع بسمة مهمة وهي الصلابة، ومن شأن هذه السمة أن تجعله يتعامل مع الأزمات بحرفية عالية على الصعيد النفسي وتمنحه القدرة على التفكير بما هو قادم، وهذا يوضح لنا أن المدرب الإسباني قادر على الخروج من الأزمة التي يعيشها في الوقت الحالي لكنه معرض دائماً للوقوع بأزمات أخرى في المستقبل لأنه كما أسلفنا سابقاً يفتقد إلى مهارات بناء علاقات إيجابية.

ومن كل ما سبق يمكننا أن نستنتج لماذا لاعبو ريال مدريد لم يحاولوا الدفاع عن مدربهم بعد الهزيمة التاريخية في الكلاسيكو رغم أنهم فعلوا ذلك مرات عديدة في الموسم الماضي عندما كان كارلو أنشيلوتي مدرباً للفريق.

وظائف مدرب كرة القدم لا تقتصر على الجوانب التكتيكية والفنية فقط، فمدربين مثل يورجن كلوب جوسيب جوارديولا وحتى جوزيه مورينيو حققوا نجاحات كبيرة بفضل براعتهم في شحن اللاعبين معنوياً بالإضافة طبعاً إلى تميزهم في الجوانب الأخرى، وهناك مدربين آخرين لديهم قدرة كبيرة على احتواء اللاعبين والتقرب منهم أبرزهم كارلو أنشيلوتي وأرسين فينجر، بينيتيز يفتقد إلى تلك السمات ويتعامل مع الأمور ويتخذ القرارات من جوانب مهنية بحتة.

إقرأ أيضاً: إقالة بينيتيز ! .. أليس القرار مبكراً ؟