في الأردن .. بطل يبحث عن خبز وقضية مدرب الوحدات ومواهب مغتربون

محمد عواد 10:30 07/12/2016
  • Facebook
  • Twitter
  • Mail
  • Pinterest
  • LinkedIn
  • Facebook
  • Twitter
  • WhatsApp
  • Pinterest
  • LinkedIn
  • في تقريرنا الشهري عن الرياضة الأردنية، تأتي القضايا إلينا بدلاً من أن نذهب لها، مما يجعلنا نشعر بالتقصير دوماً في عملنا الصحفي، لكن إبداء الرأي لاحقاً قد يكون أقل ما يمكن تقديمه.

    بطل يبحث عن خبز

    إضافة واحدة على شبكات التواصل الإجتماعي، خلقت ضجة جيدة في الإعلام الالكتروني، الأمر الذي يعطي كل رياضي أملاً، بأنه لو صوت هذه الأيام، وإن حاولت وسائل الإعلام التقليدية تجاهلهم وجعل العالم يبدو وردياً.

    سارعت مواقع مثل الموقع المميز بمحتواه حبر، لرصد الحكاية، وتجاوبوا مع ما نشره عواد الشرفات، الذي تحدث في حسابه على شبكات التواصل الإجتماعي عن معاناته رغم نجاحاته برياضة ألعاب القوى، وختم كلامه بشكل مؤثر “ليس لدي ثمن كيلو خبز لذلك أعتزل”.

    من الإيجابي أن ما نشره عواد قوبل بدعم ويقظة بسوء الموقف، وتفاعل الجمهور متعاطفين معه، لكنه يعيدنا إلى القضية المتكررة، ميزانيات الرياضة والنتائج المحققة مقابل ذلك، فبغض النظر أنه من غير المنتظر تفوق الأردن برياضات مثل ألعاب القوى لحواجز جينية وتاريخية، فإن الاسثتمار المفرط في كرة القدم لا يأتي بنتائج أيضاً، ولا يتم بالشكل الصحيح كذلك.

    awaadretire

    عواد يفتح أيضاً ملف مسؤولية الدولة لتكريم النجاحات بعيداً عن الاتحادات الرياضية المحلية وميزانياتها، كما يفتح ملف نشاط الاتحادات المحلية بجلب بعض الدخل الإضافي بعيداً عن الممنوح لها سنوياً، وتعزيز مفاهيم الرياضات الأخرى في المدارس.

    باختصار، عواد أثبت شيئاً بسيطاً، أنه لا يوجد هناك أي تطبيق علمي أو استراتيجي للرياضة، وأن ما يجري حالياً يشبه الجري في طريق دائري، يعود خلاله من يجري إلى نقطة البداية، تماما كما حصل مع البطل عواد.

    الوحدات وعدنان حمد
    فيما يمكن وصفه المضحك المبكي، انتشر خبر مساء الأمس مفاده أن الوحدات فشل بعقد اجتماع للقرار بشأن مستقبل مدربه عدنان حمد، وذلك بسبب عدم اكتمال النصاب القانوني، ويقال أن تسوية تمت في مطعم قبل ذلك!

    5 مباريات حقق خلالها الوحدات 8 نقاط حتى الآن، في حين ينطلق الجزيرة متصدراً برصيد 12 نقطة، مستفيداً من تألق السوري مارديك مارديكيان، وهو ضمن ثلاثة محترفين سوريين يصنعون الفارق معهم في انطلاقة الموسم حتى الآن.

    غياب إدارة الوحدات عن اجتماع من شأنه تلطيف الأجواء مع الجماهير غير الراضية منذ نهاية الموسم الماضي، يؤكد أن ما يتم في النادي أمر لا يبشر بالخير مستقبلاً، تماماً كإشارات مشابهة ظهرت في الخصم التقليدي الفيصلي، وكان يحقق النجاحات وقتها، لكن ظهرت النتائج طويلة الأمد سيئة لاحقاً.

    عدنان حمد وقضية مثيرة للجدل في الوحدات

    عدنان حمد وقضية مثيرة للجدل في الوحدات

    فالإنقسام مستمر في مجلس الإدارة، الأمر الذي يؤثر على القرارات الواقعية والصحيحة، فهناك مناكفات، وهناك حملة إرضاء، يعرفها الجمهور الوحداتي جيداً، وإن كان يؤخذ للنادي إتخاذ القرارات بديمقراطية نادرة.

    كما أن التفكير بالمحترفين لا يبدو واقعياً في كثير من الأحيان، ويبدو منعزلاً عن واقع المجتمع الرياضي الأردني، فوجود لاعب برازيلي سيجعله من دون أي صديق لأنه لن يجد من يتكلم معه، ورغم الرضا العام عن أداء انتيش، فإن التجارب تقول إن المحترفين العرب كانوا دوماً أفضل للأندية الأردنية تماماً مثل المدربين العرب للمنتخب، والمثال السوري في الجزائر واضح.

    لا شك بأن عدنان حمد مدرب كبير وله تاريخه، لكن تعيينه في تدريب الوحدات لا يبدو متماشياً مع قناعات الشارع، فهناك فئة كبيرة لست متأكداً إن كانت أغلبية من جماهير المارد الأخضر لا تستلطفه، وهذا بالتأكيد ينطبق على اللاعبين الذين هم بالأساس عشاق للفريق.

    حتى عندما تولى عدنان تدريب المنتخب، كانت هناك فئة من جماهير الوحدات تراه بشكل أو بأخر مدرباً منحازاً للفيصلي، لم يكن ممكناً الحديث علانية عن تلك الأمور في الإعلام آنذاك، لكنها حقيقة تدركها إدارة الوحدات.

    هذا من جهة، كما أن عدنان حمد الصارم بطبعه كمدرب، لا يتم توفير البيئة له كما يجب، فكما قدمت هناك انقسامات في الإدارة خرجت للعلن أكثر من مرة، ومثل هذا الأجواء لا تتناسب مع مدرب صارم.

    إبقاء عدنان حمد لفترة أطول سيكون القرار المنطقي رياضياً وحتى اقتصادياً، فهو مدرب قدير وفسخ عقده مكلف كثيراً، وهو على الأغلب سيستطيع الاتيان بحلول في حال تم منحه الوقت والسلطة.

    ما سبق كان مجرد نقاط تتحدث عن عدم واقعية خيارات الإدارة وعدم أخذها بعين الاعتبار متغيرات كثيرة، منها الانقسام بالأساس حول تعيينه!
    توحيد إدارة الوحدات من جديد، وتحسين نوعية القرارات الرياضية لتصبح أكثر حداثة وانسجاماً مع التطور الحاصل في اللعبة حول العالم، هي مسألة أهم بكثير من مدرب يذهب ويأتي غيره.

    مواهب مغتربون
    شيرغو الكردي، طفل أردني يلعب الجولف، يظهر اسمه من حين إلى آخر في وسائل الإعلام العربية والعالمية، فهو موهبة واعدة برياضة غريبة على المجتمع، ولا يتكلم العربية، لكنه حريص على ترديد أنه أردني.

    CZ0J2260

    الناشىء الواعد ظهر في مجلة الجزيرة وعلى شاشة سكاي نيوز عربية وغيرها من التقارير الإعلامي، ويشير موقعه الرسمي إلى ترعرعه ونشأته في انجلترا، حيث أتقن اللعبة وبات ربما مشروعاً لنجاح في المستقبل.

    ليس بعيداً عن الأردن، هناك في قطر، تتألق فتاة أردنية اسمها راية القدومي في رياضة قليلة الشعبية هي الأخرى في الأردن، رياضة التزلج على الجليد، حيث تحرص الأم مي شقمعلى دعمها الدائم في الواقع، ونشر أخبارها في شبكات التواصل.

    تحقق راية (12 عاماً) وفتاتان من الأردن نجاحات هناك، وهي تمنح وقتها وقلبها من أجل النجاح في الرياضة، وأهلها هناك يوفرون لها الدعم الكامل واللافت، مستفيدين من توفر المرافق والمدربين في قطر.

    13124957_10154829261170031_1621755855971957710_n

    تستعرض بشكل جميل تحت موسيقى عربية وأردنية، في رياضة تعتبر غير شائعة عربياً، وطابعها عالمي أكثر، وهي بالتالي لا تمثل نفسها فقط، بل هي وزميلاتها يستطعن تمثيل مجتمعاً كاملاً.

    قصة راية الجميلة، مثلها عدة قصص، أطفال وناشئون أردنيون يملكون مواهب في رياضات عديدة، ينتشرون حول العالم، ويتدربون وفق إمكانيات ومرافق أفضل مما يتم توفيره محلياً، الأمر الذي يسرع من وصولهم لأفضل قدرات ممكنة.

    المنتخب الجزائري تم بناؤه فعلاً حول جلب المواهب التي نشأت بالخارج، وقام الاتحاد هناك بعمل عظيم، بالبحث عن المواهب الجزائرية وإقناعها بتمثيل البلاد، وهي مسألة لا تنتظر حتى يصبح عمر اللاعب 25 سنة مثل أنس الشربيني، بل يجب أن تبدأ من عمر 16 سنة.

    بالتأكيد هناك أردنيون يتألقون بكرة السلة في أمريكا وكندا وهم تحت 21 سنة، وهناك من يلعب كرة القدم في مكان ما ويتدرب في أكاديميات مميزة، ورياضات أخرى لا يمكن توفير الدعم الكامل والكافي لها محلياً، الأمر الذي يوفر كنزاً من المواهب والمعرفة التي يجب الاستفادة منها.

    وجود برنامج للكشف والجذب، برنامج يوصل الرسالة لهؤلاء أنهم مرحب بهم، وقناة واضحة لهم كي يتواصلوا مع مسؤولين أصحاب قرار فوري لا مماطلة، وأن ليس عليهم اللعب كأفراد، قد يكون خطوة تزيد من عدد المشاركين تحت العلم في الأولمبياد، وقد يجعل النتائج أفضل بكثير من الرياضات، الأمر الذي بالتأكيد سيخلق جذباً داخلياً للأطفال نحوها.

    اقرأ أيضاً:

    ** ماذا لو أنفقوا في الأردن أموال كرة القدم على رياضات أخرى؟

    **  لماذا لا يوجد نادي قوي لكرة القدم في الزرقاء الأردنية؟

    **  في الأردن .. هبوط كارثي للمنتخب وإهدار مطلق لصانعي المواهب وشكراً للناشئات