لاعبو يوفنتوس

موقع سبورت 360 – “شطحات كروية”، هي فقرة أسبوعية نهدف من خلالها إلى مناقشة وتفكيك بعض الأفكار غير المنطقية المنتشرة والرائجة في مواقع التواصل الاجتماعي، مع محاولة دحضها والرد عليها بأفكار جديدة وأدلة – تبدو من وجهة نظرنا – أقرب للواقع.

تبقى العلاقة دائماً بين يوفنتوس والتحكيم علاقة مثيرة للجدل، حتى وإن لم يقم هذا التحكيم بمجاملة السيدة العجوز، إلا أن ما حدث في الماضي من أخطاء تطورت إلى فضائح هزت أرجاء الوسط الكروي الإيطالي بالكامل، يجعل هذه العلاقة محط أنظار الجميع دائماً.

وكاد جنوى أن يتعادل مع يوفنتوس بهدف لمثله، لولا أن حكم اللقاء احتسب ركلة جزاء لصالح السيدة العجوز في الدقيقة 95 سجل منها كريستيانو رونالدو هدف الفوز، علماً أن رجال تياجو موتا أكملوا اللقاء بعشرة لاعبين بعد طرد كاسات في الدقيقة 51.

ودائماً ما كانت أصابع الاتهام موجهة نحو يوفنتوس، فأغلب المتابعين يعتبرونه “فريق الحكام” في الدوري الإيطالي، ورغم وجود تقنية الفيديو، إلا أن تهمة التحكيم ظلت ملتصقة بالبيانكونيري طوال السنوات القليلة الماضية.

ماذا يقول التاريخ؟

علاقة التحكيم بالسيدة العجوز ليست حديثة العهد، ولكنها تعود إلى منتصف العقد الماضي، فالبيانكونيري هو من حصل على لقب الدوري الإيطالى في موسمي 2005 و2006 وتم اتهامه بالتلاعب فى المباريات عبر التحكيم، وتسبب ذلك في فضيحة “كالتشيو بولي” الشهيرة، والتي انتزعت اللقبين من اليوفي.

وخلال المواسم الماضية، اشتكت فرق كثيرة من مجاملة الحكام ليوفنتوس، ففي الموسم الماضي مثلاً انتقد ليوناردو المدير الرياضي لميلان التحكيم عقب خسارة الفريق الأحمر أمام متصدر الدوري الإيطالي حينها، أما في هذا الموسم فقد انتقد ماريو بالوتيلي وتياجو موتا أصحاب الصافرة بسبب مساعدتهم لليوفي.

شخصية البطل:

لا يُمكن أن تنسب نجاح فريق فاز بثمانية ألقاب دوري متتالية فقط إلى مجاملات الحكام وأخطائهم، فهناك عمل حقيقي يدور خلف الكواليس، فمنذ عودة يوفنتوس من الدرجة الثانية والإدارة، انهمكت إدارة السيدة العجوز في العمل الدؤوب وحرصت على هندسة لبنات المستقبل ليس فقط على الصعيد الإداري والتعاقدات، بل على إعادة شخصية الفريق وهيبته.

juve

الحقيقة أن النجاح الذي يحصده يوفنتوس، في الوقت الحالي، لم يكن ليرى النور، لولا انصهار مجموعة من العناصر في العمل الجاد والجبار، والتفافها حول مشروع أمنت به بشدة، وفي مقدمتهم رئيس الفريق منذ سنة 2010، أندريا أنييلي.

يوفنتوس ينفض عنه غبار “الكالتشيو بولي”:

قرر أنييلي في بادئ الأمر الاستغناء عن مجموعة من اللاعبين الذين لم يعودوا يلائمون الفريق في الطموحات والإمكانيات، فاضطر إلى تسديد مستحقاتهم لفسخ العقود، بسبب خروجهم من دائرة اهتمام الأندية الأخرى.

ولم يهدر أنييلي الكثير من الوقت ليعثر على مصادر عديدة للتمويل، حيث أفلح بداية من 2012 في مراكمة المستشهرين، ومضاعفة المداخيل من الملعب الجديد، وذلك بعد تحسن نتائج الفريق وانطلاقه في التتويج بالدوري الإيطالي موسم 2011/12.

غياب المنافسين:

ليس ذنب يوفنتوس أن منافسيه الأبرز تاريخياً أصبحوا غير قادرين على مواجهته بسبب تراجعهم الكبير في السنوات الأخيرة، فالفريق لم يعثر على أي خصم حقيقي يشكل عليه عامل ضغط حقيقي، ولنتذكر أنه في موسم 2016/2017، كان اليوفي يحتل المراكز الأخيرة في الجولات الأولى لكنه عاد بقوة وفاز باللقب في الأخير.

GettyImages-1178905742 (1)

ورغم محاولات روما ونابولي ولاتسيو، لكن هؤلاء لا يملكون لا المقومات المادية ولا النفسية التي تجعلهم قادرين على مجابهة شخصية وإمكانيات يوفنتوس، أما في هذا الموسم فيمكن لإنتر ميلان إلحاق الضرر باليوفي بعد التعاقد مع أنطونيو كونتي، إلا أن هذه المغامرة لن نستطيع الحكم عليها إلا بعد نهايتها.