كريستيانو رونالدو

يدخل الدوري الإيطالي محطته التاسعة هذا الأسبوع ومازال يوفنتوس متربعا على الصدارة رفقة المدير الفني الجديد ماوريسيو ساري الذي وصل هذا الموسم إلى تورينو من أجل تنفيذ أفكاره الهجومية وإنتشال الفريق من الحالة التي كان يؤمن مشجعو الفريق أنها دفاعية رفقة المدرب ماكسمليانو أليجري

ومع مرور المباريات مازال يوفنتوس لم يظهر بعد قوته الهجومية المنتظرة رفقة المدير الفني الإيطالي فالإحصائيات تشير إلى أن يوفنتوس هو خامس أقوى خط هجوم في البطولة برصيد 15 هدفا وبفارق 6 أهداف عن الأقوى وهو أتلانتا

بقية الإحصائيات الهجومية لا توضح تصدر يوفنتوس لأي منها فالسيدة العجوز لا يبدو قويا بالشكل المنتظر على الجانب الهجومي رغم الكتيبة الهجومية التي تعتبر الأفضل في إيطاليا كلها، متوسط التسديدات الصحيحة على المرمى في المباراة الواحدة هو 6.3 تسديدة وهو الرابع في الترتيب العام للدوري

المشكلة تظهر في أرقام صناعة الفرص فالفريق هو الرابع في عدد الفرص التي أنتهت بتسديدة على مرمى الخصم ب12.5 تمريرة في المباراة الواحدة وعدد الفرص الكبرى للتسجيل في المباراة الواحدة والتي يصنعها الفريق هو 16 فرصة في المباريات الثمانية بمتوسط فرصتين فقط في المباراة وترتيبه هو العاشر على فرق الأندية الإيطالية

أهداف يوفنتوس ال15 جاء منها 9 أهداف من اللعب المفتوح وهدفين من ركلات ثابتة وهدف من مرتدة وهدف من ركلة جزاء، تسعة من أهداف يوفنتوس جاءت بصناعة زميل منها واحدة فقط من عرضية وثمانية أهداف أخرى من تمريرات قصيرة لاقرب لاعب

لا يوجد الكثير من الحلول الهجومية التي تظهر للاعبي يوفنتوس في المباريات فمن يشاهد مباريات الفريق يجد معاناة حقيقية في يوفنتوس لإيصال الكرة إلى مهاجمي الفريق وهو ما يجعل مهاجمي الفريق خصوصا كريستيانو رونالدو يتواجدون خارج منطقة الجزاء وحولها لأطول فترة ممكنة

ربما كانت المباريات الأفضل ليوفنتوس تلك التي لعب خلالها بطريقة 4-3-3 والتي أصبح من الصعب الإعتماد عليها بعد الإصابات التي ضربت أطراف الفريق دوجولاس كوستا هجوميا ودانيلو دفاعيا فأصبح ساري مطالبا بالإعتماد على طريقة 4-3-1-2 لنقص الأجنحة في قائمته

حاول ساري الإعتماد على فريدريكو بيرنارديسكي كصانع ألعاب واللاعب الإيطالي فشل في تقديم أداء جيد وأعتمد في دوري أبطال أوروبا على الأوروجوياني رودريجو بينتاكور في هذا المركز والفشل كان حليفه أيضا، يوفنتوس يسطر على الكرة في منتصف الملعب ولكن عملية نقل الكرة من الوسط إلى الهجوم تفتقد إلى اللاعب القادر على لعب دور همزة الوصل والمبدع

يستطيع باولو ديبالا اللعب في هذا المركز ونجح بالفعل رفقة أليجري في القيام بهذا الدور ولكن ساري يرى فيه أهمية أكثر في الخط الأمامي، مشكلة الإصابات ايضا تعتبر السبب الرئيسي في هذه المشكلة فغياب أرون رامسي القادر على لعب هذا الدور يجعل الفريق بلا صانع ألعاب حقيقي قادر على ربط الوسط بالهجوم

مازال ساري يعتمد على سامي خضيرة في خط الوسط وهي مشكلة أخرى للفريق فاللاعب الألماني لا يقدم المردود البدني الذي يساعده على المشاركة الدفاعية والهجومية المطلوبة منه في هذا المركز وقائمة يوفنتوس تعاني من غياب اللاعب البديل القادر على القيام بأدواره

سيظل يوفنتوس يعاني في ذاك المركز لحين عودة مصابيه أرون رامسي ودوجولاس كوستا القادرين على صنع الفارق الهجومي بشكل واضح وملموس سواء على المستوى الفني أو الرقمي الإحصائي ولحين عودته ستظل ارقام يوفنتوس الهجومية في صناعة الفرص متأخرة عن منافسيه

ربما لم تكن لتكون مشكلة كبرى للفريق لو كان محافظا على صلابته الدفاعية كما كان يحدث في السنوات الماضية ولكن هذا الموسم يعاني يوفنتوس من مشكلة كبرى أخرى وهي أن الفريق يستقبل دائما الأهداف بسهولة من المحاولة الأولى على مرمى الفريق، حدث هذا في المباريات الثلاثة الأخيرة له

قد لا تسجل كل مباراة أكثر من هدف بتلك المشاكل الهجومية وأستقبال الاهداف قد يصعب من مهمة الفريق في الفترة المقبلة لو لم يتم حل المشكلة من قبل ساري ولاعبيه خصوصا أن الضغوطات أصبحت أكبر بتواجد إنتر ميلان كمنافس ملاصق ليوفنتوس بقيادة مدرب يعرف جيدا كيفية الفوز بالبطولات المحلية