خوان كوادرادو

موقع سبورت 360- انتهت أول رحلة ليوفنتوس خارج ملعبه في دوري أبطال أوروبا هذا الموسم بالتعادل خارج ميدانه مع اتلتيكو مدريد بهدفين لهدفين في ملعب واندا ميتروبوليتانو.

ولم تكن أبداً تلك النتيجة بالسيئة بالنسبة لفريق ماورتسيو ساري قبل المباراة..لكن خسارة التقدم بهدفين والتفريط في النقاط الثلاثة بعد هدفين متأخرين لأتلتيكو مدريد عبر سافيتش وهيريرا هو ما يُثير التساؤل.

ونرصد هنا أهم ملاحظات هذه القمة الأوروبية..

1- منذ فترة بعيدة لم يصل اليوفي لمرمى الخصوم الكبار في أوروبا خارج ميدانه بهذه الكثافة والمحاولات المتكررة..سجل اليوفي هدفين في الشوط الثاني وكانت لديه العديد من المحاولات الخطيرة على مرمى أوبلاك وبطرق مختلفة ومتنوعة وهو أمر لم نكن نراه أبداً في عهد المدرب السابق ماسيمليانو أليجري.

2- ومن أبرز مزايا طريقة لعب ساري التي رأيناها اليوم هو أن الفريق لا يكتفي أبداً إذا سجل هدفاً أو اثنين ..وأن خط الدفاع يلعب بشكلٍ إيجابي في التمركز المتقدم والضغط على حامل الكرة في أتلتيكو..ومجمل القول فإن اليوفي قام بتضحيات بدنية كبيرة وتناقل الكرة بسلاسة وبأداءٍ جميل وخصوصاً في الشوط الثاني لكن الانخفاض الهائل في آخر 20 دقيقة هو الشىء الذي يؤكد حقيقة أن اليوفي مع ساري لا يستطيع لعب مباراة كاملة بنفس الحدة والتركيز.

دفاع يوفنتوس صمد لمدة 70 دقيقة ولكنه كان مهتزاً في فترات عديدة من المباراة

دفاع يوفنتوس صمد لمدة 70 دقيقة ولكنه كان مهتزاً في فترات عديدة من المباراة

3- وربما تكون هذه السمة عيباً كبيراً يُهدد مستقبل اليوفي هذه البطولة، فهي بطولة تصنع فيها التفاصيل الصغيرة الفارق الأكبر وأيضاً التوفيق، ففي حالة فشل اليوفي في استغلال الفرص المتاحة له فإن مرماه سيكون عرضة لاستقبال الأهداف مع ترك المساحات للخصوم ودييجو سيموني وفريقه فهموا ذلك الأمر.

4- افتقد دفاع اليوفي للحدة والتركيز في عديد من الحالات والمواقف أثناء المباراة ولم يكن هناك تفاهم جيد بين دي ليخت وبونوتشي وشكلت الكرات العرضية مشكلة واضحة طوال المباراة وهي ثغرة لم يفعل أي ساري شيئاً لتفاديها ولا بد من العمل عليها خلال المرحلة القادمة وإلا فسوف يفقد فريقه الكثير من النقاط التي يستحقها مما يمثل إهدار لجهود كبيرة.

5- أشارت تلك المباراة كذلك إلى أن الحرية الكبيرة التي يمنحها ساري للاعبيه في التحرك في المرحلة الهجومية وعمل زيادة عددية في ملعب الخصم ربما يكون أمراً مضراً خاصة ما إذا كان الفريق قادر على تهدئة رتم المباراة قليلاً، فهي ميزة لأن الفريق يُظهر بها ثقة كبيرة ورغبة في اللعب وعيباً إذا كان بها اندفاع وعدم تقدير لمخاطرها أو فقدان الاستحواذ على الكرة بسهولة..وأمام فرق سريعة وتصنع مرتدات ممتازة مثل أتلتيكو فالعواقب قد تكون وخيمة.

رونالدو كاد يوجه ضربة قاتلة للأتلتيكو بتسجيل هدف الـ3/2 في الدقيقة 93!

رونالدو كاد يوجه ضربة قاتلة للأتلتيكو بتسجيل هدف الـ3/2 في الدقيقة 93!

6- في النهاية فإن اليوفي الذي سيغيب عنه جورجيو كيليني والذي كان يُمثل صمام الأمام لدفاعه عليه أن يحمي دفاعه أكثر من خلال وجود لاعب يقوم بلعب دور مزدوج دفاعي وهجومي مثل بيانيتش أو أن يتواجد لاعب قوي في الافتكاك والعمل البدني الدفاعي وهذا العنصر غير موجود في تشكيلة لاعبي خط الوسط في اليوفي لهذا الموسم فأغلب اللاعبين بسمات هجومية.

وفي الاخير..ربما لو سجل رونالدو هدفاً من هجمته الأخيرة الرائعة التي تجاوز فيها ثلاثة لاعبين من الآتلتيتي لما كنّا قد تكلمنا عن هذه العيوب اليوم..ولكنها بالتأكيد كانت ستظهر إن لم يكن اليوم ففي المستقبل..وتبدو الإدارة شريكة في عدم تدعيم الوسط بعنصر قادر على القيام بالعمل الدفاعي المطلوب ولكن المدرب ماورتسيو ساري لم يتكلم عن هذا الامر أبداً..وكأنه سعيد بتلك المغامرة بكل محاسنها ومساوئها!.