أدلة تؤكد انحدار مستوى رونالدو في يوفنتوس .. لماذا لا تنتقدوه؟

رامي جرادات 15:40 31/01/2019
  • Facebook
  • Twitter
  • Mail
  • Pinterest
  • LinkedIn
  • Facebook
  • Twitter
  • WhatsApp
  • Pinterest
  • LinkedIn
  • جيتي إيميج

    ربما يكون العنوان صادماً لفئة كبيرة من عشاق كريستانو رونالدو، بل وعشاق الكرة الإيطالية أيضاً، لكنه في الواقع حقيقية، ويمكن إثباتها بسهولة، فقط عليك أن تراجع أرقامه جيداً هذا الموسم، وتقارنها بما كان يقدمه مع ريال مدريد في جميع مواسمه السابقة.

    التكتم الإعلامي الكبير من وسائل الإعلام على مستوى الدون، والفرحة التي ما زالت مستمرة في إيطاليا بهذه الصفقة الضخمة، جعلت الجميع لا ينظر لموسمه مع يوفنتوس بنظرة الناقد، أو حتى المحايد، فالصحف الإيطالية ما زالت تتغنى بوصول أفضل لاعب في العالم على حد وصفهم حتى اليوم، وجماهير السيدة العجوز توقف عندها الزمن منذ رؤيتها لرونالدو وهو يرتدي قميص الفريق ويبرر سبب مجيئه إلى النادي.

    على مدار السنوات الأخيرة، كان يتم تقييم موسم رونالدو بالأرقام والأهداف والإنجازات، لا أحد يكترث لما يقدمه في الملعب، لأنه بات مهاجماً صريحاً أكثر من كونه لاعب جناح أو صانع ألعاب كما كان في السابق، ولهذا، لا يجب تغيير طريقة التقييم حتى لو اختلفت الظروف.

    رونالدو في أول موسم له مع يوفنتوس، سجل 17 هدفاً في جميع المسابقات، وذلك خلال 29 مباراة خاضها، في إيطاليا يعتقدون أن هذا الرقم جيد خصوصاً أنه هداف يوفنتوس الأول، لكن عشاق الكرة الإسبانية والأشخاص المفتونين بمقارنات رونالدو وميسي في السنوات الماضية، يعلمون تماماً أن صاروخ ماديرا لا يعيش أفضل أوقاته مع النادي البيانكونيري.

    لنطرح مثالاً، الموسم الماضي وحتى شهر فبراير كان الموسم الأسوأ لرونالدو مع ريال مدريد بعد موسمه الأول 2009-2010، ورغم ذلك، كان قد أحرز 20 هدفاً في جميع المسابقات في نفس المدة، ولم يفعل هذا في 29 مباراة، بل في 26 لقاء فقط، ويجب أن نبقى متيقظين أننا نتحدث عن واحد من أسوأ مواسمه مع الريال تهديفياً.

    الدون في الموسم الحالي، لم يصل لأرقامه في الموسم الماضي بعدد مباريات أكثر، والغريب في الأمر أنه لا يوجد أي انتقاد وجه له حتى الآن، سواء من الصحافة أو المتابعين، وهذا يعيدنا بالذاكرة إلى نفس الفترة في الموسم الماضي عندما كان يواجه وابل من الانتقادات بسبب انخفاض مستواه، وبدأت تخرج مقولات مثل “المنتهي”، وأنه لم يعد قادراً على العطاء كما كان في السابق، قبل أن يرد على الجميع وينفجر في الأشهر الأخيرة من الموسم كعادته.

    رحيل رونالدو عن ريال مدريد أزال عنه الضغوط التي كان يعاني منها، صحيح أن يوفنتوس واحد من أكبر الاندية حول العالم، لكنه لا يحظى أبداً بنصف الهالة الإعلامية التي تحيط بالنادي الملكي، والصحافة والجماهير هناك قنوعين ولا يطالبون بأن يسجل في كل مباراة ويصنع الفارق باستمرار، يكفيهم فقط أنه هداف الفريق الأول وينافس على لقب هداف الكالتشيو.

    البعض سوف يبرر تراجع رونالدو إلى صعوبة الدوري الإيطالي مقارنة بالدوري الإسباني، وهذه حجة باطلة بجميع المقاييس، لأننا نعلم جميعاً أن الفرق الإسبانية هي الأقوى بالعالم، ونتائجها المباشرة مع باقي فرق أوروبا تؤكد ذلك، ووضع برشلونة وريال مدريد في الدوري المحلي هذا الموسم وتعثراتهم المستمرة دليل آخر أيضاً، عدا طبعاً أن الأهداف المسجلة في الكالتشيو هذا الموسم أكثر من الاهداف التي سُجلت في الليجا.

    الجميع منشغل بتراجع مستوى ريال مدريد بعد رحيل الدون، لكن لا يتحدث أحد عن تراجع مستوى رونالدو نفسه بعد رحيله عن الفريق الملكي، إلى الآن، ما زال هو صفقة القرن بوجهة نظر الصحافة الإيطالية، لكن سرعان ما ستنقلب الأحوال إن واصل الريال بالتحسن واستمر كريستيانو بعقمه التهديفي مقارنة بمواسمه السابقة، لاسيما وأن يوفنتوس ودع كأس إيطاليا من ربع النهائي، وهي البطولة التي توج بها على مدار السنوات الأربعة الماضية.

    كل ما سبق ليس هدفه التقليل من رونالدو، فهو تواجد على القمة لأكثر من 14 عام ، وأرقامه مع يوفنتوس ليست سيئة أبداً، لكن المغزى أنه كان يواجه هجوم لاذع مع ريال مدريد عندما يتراجع مستواه لفترة مؤقتة، خصوصاً في آخر موسمين، أما الآن يتلقى المديح بشكل مستمر رغم أنه لم يقدم نصف مستواه الحقيقي. حقيقة سيحاول البعض إنكارها والسخرية منها، لكنهم لن يتمكنوا أبداً من تفنيدها بالأدلة.