لا يمكن التشكيك أبداً بقدرة ماسيميليانو أليجري التكتيكية ومدى النجاح الذي حققه في عالم التدريب، حيث وصل لنهائي دوري أبطال أوروبا مرتين وأحرز لقب الدوري الإيطالي في 4 مناسبات، بواقع 3 مرات مع يوفنتوس ومرة وحيدة مع ميلان.
أليجري كان لاعباً جيداً قبل دخوله في عالم التدريب رغم أنه لم يلعب لأندية كبيرة، حيث كان يشغل مركز المحور في خط الوسط، وكانت إحدى أهم محطاته مع بيسكارا الذي لعب معه للمرة الأولى في دوري الدرجة الأولى، كذلك لعب مع نابولي لموسم واحد لكنه لم يحقق النجاح.
بالنظر إلى تاريخ أليجري كلاعب ومدرب، نتعجب أحياناً من سبب عدم حب الجماهير الإيطالية له بالقدر الكافي، بل ربما يصل الأمر لدرجة الكره وعدم الاحترام من فئة كبيرة من عشاق السيري أ بشكل عام.
هناك أسباب عديدة جعلت أليجري شخصاً مكروهاً، وكل سبب جعله يخسر محبة فئة معينة من الجماهير:-
بداية الفضائح .. ترك خطيبته قبل يومين من الزفاف
في حزيران عام 1992، وعندما كان أليجري في سن 25، اتخذ قرار مفاجئ وغريب ما زال يطارده حتى يومنا هذا، وذلك عندما ترك خطيبته أريكا قبل يومين فقط من زفافهما، والغريب في الأمر أن أليجري ترك رسالة لخطيبته ثم اختفى عن الأنظار، الأمر الذي زاد من الصدمة على أريكا.
وكان أليجري حديث وسائل الإعلام الإيطالية في تلك الفترة رغم أنه لم يكن بالشهرة التي عليها اليوم، وتعرض لهجوم لاذع من الجماهير والصحافة، وفي وقت لاحق علق على هذه الحادثة قائلاً “اتخذت القرار بعد تفكير عذبني لمدة شهر، كان هناك عائق أمامي، وفي هذه الحالات يكون أمامك خيارين فقط، محاولة تخطية أو العودة أدراجك، اتخذت الخيار الثاني واختفيت لبعض الوقت”.
التلاعب في النتائج
أكثر من نصف اللاعبين الإيطاليين تم توريطهم بشكل أو بآخر في قضايا تلاعب بالنتائج، لكن هناك فئة قليلة من أثبتت عليهم التهمة ولو بشكل جزئي، وماسيميليانو أليجري واحداً من هؤلاء، حيث تم إيقافه لمدة عام كامل من قبل الاتحاد الإيطالي عام 2001 بسبب تورطه بالتلاعب في النتائج.
وتم اتهام أليجري بأنه تلاعب في نتيجة مباراة فريقه بيستويسي ضد أتلانتا في كأس إيطاليا التي انتهت بالتعادل بهدف لمثله، وقرر الاتحاد الإيطالي إيقاف أليجري لعام كامل بالإضافة إلى خمسة لاعبين آخرين من الفريقين.
الهزيمة من برشلونة والإقصاء من دوري الأبطال
جماهير ميلان كانت تعشق أليجري حتى لحظة خروجه من نصف نهائي دوري أبطال أوروبا على يد برشلونة، وذلك رغم أنه توج بلقب الكالتشيو قبل عامين، إلا أن هذا لم يشفعه له أبداً، خصوصاً بعد فشله في الموسم التالي الذي تعرض فيه للإقالة.
ميلان هزم برشلونة ذهاباً بهدفين نظيفين في ملعب سان سيرو، وكانت المعطيات تشير إلى عبوره للدور التالي، لكن الفريق تلقى هزيمة قاسية في لقاء العودة برباعية نظيفة وودع البطولة، وتم تحميل المسؤولية كاملةً للمدرب الإيطالي.
جماهير يوفنتوس استقبلته بالبيض
بعد الإعلان عن رحيل أنطونيو كونتي وتعيين ماسيميليانو أليجري مدرباً ليوفنتوس عام 2014، لم يعجب هذا القرار جماهير النادي البيانكونيري على الإطلاق، وألقت عليه البيض عند وصوله إلى مقر النادي لعقد أول مؤتمر صحفي.
جماهير السيدة العجوز لم تكن غاضبة من هذا القرار بسبب التشكيك بقدرة أليجري التكتيكية فقط، فكان للمدرب الإيطالي تاريخ جيد مع كالياري وساسولو وميلان، لكن المشكلة الأكبر كانت تكمن في ارتباطه بعلاقة غرامية مع عارضة الأزياء باترتزيا والتي كانت تهاجم يوفنتوس عبر حسابه الرسمي على تويتر بشكل مستمر وتؤكد أن جميع بطولاته حققها بالسرقة والرشاوي.
باترتزيا زادت من سمعته السيئة
بعد أشهر قليلة من تدريب أليجري ليوفنتوس، قرر الانفصال عن باترتزيا، وهو الأمر الذي أسعد جماهير السيدة العجوز، لكن العارضة الإيطالية أطقت العديد من التصريحات المثيرة للجدل بحق أليجري، ووصفته بالخائن، واتهمت بأنه شخص متعدد العلاقات، الأمر الذي رسخ فكرة أن أليجري شخصاً غير لطيف على الجانب الإنساني.
