بيرلو ما بين الأسطورة اليونانية و والتر وايت .. الحصان يريد أن يصبح فارساً

  • Facebook
  • Twitter
  • Mail
  • Pinterest
  • LinkedIn
  • Facebook
  • Twitter
  • WhatsApp
  • Pinterest
  • LinkedIn
  • أندريا بيرلو - يوفنتوس - الدوري الإيطالي

    سبورت 360 – ذكرني صديق بقصة والتر وايت في الايام الأخيرة لمدرب يوفنتوس السابق ماورتسيو ساري في تورينو وذلك بعد أن فسدت طبخته.

    عوضه يوفنتوس برجل آخر ينتمي لعالم الألوان البيضاء والسوداء وتقاليده وسبق أن ارتدى قميصه وفاز معه بالكثير كما يملك  شهرة واسعة في الكالتشيو.. فبيرلو واحداً من أعظم من لعب في مركز الريجيستا في إيطاليا وربما أوروبا في آخر عشرين عاماً

    كما يعرف بيرلو بطبيعة الحال تقاليد النادي ويحبه العديد من الزملاء الذين كانوا معا في لحظات عديدة من مسيرتهم وعلى رأسهم جيانلويجي بوفون الذي فاز معه بكأس العالم 2006 ولكن تمت إحاطة بيرلو بالشكوك من النقاد..وإن ساندته الصحافة ودعمت قرار إدارة الرئيس آنييلي.


    أدب كرة القدم ..مقال أسبوعي يربط عالم الرياضة وكرة القدم بلغة الأدب والفنون


    وبعد اكثر من شهرين ونصف من توليه المسئولية اتضح ان اندريا الذي كان رهانا من سادة السيدة العجوز يملك ثقة المندمج في اركان النادي وبنفس الوقت عقلية المخترع..فدخل بأفكار جديدة دون أن يكون قد انتمى لعالم التدريب من قبل، وقام بتقليل أعمار اللاعبين وتحسين أداء البعض الآخر خصوصاً من الجانب الدفاعي.

    طباخ الميث الجديد في الكونتيناسا

    بيرلو و كريستيانو رونالدو - يوفنتوس - الدوري الإيطالي

    بيرلو و كريستيانو رونالدو – يوفنتوس – الدوري الإيطالي

    أجاد أندريا قبل الدخول لمركز يوفنتوس التدريبي “كونتيناسا” في النظر لعدد من طرق اللعب ودرس تلك الأفكار ليخرج بنموذج تكتيكي خاص به.. صحيح أنه ليس والتر وايت في في المسلسل الأمريكي الشهير بريكينج باد..مدرس الكيمياء الذي تحول لصناعة الميث والإتجار به.. لا، فهو من نفس العالم الذي ينتمي له الآخرين في اليوفي.

    بيرلو ليس نموذج المخترع النمطي..ذلك الرجل الذي جاء من خارج عالم الكرة ليصبح مدرباً..وكما يقال في هولندا أو من ألسنة المتخصصين بكرة القدم الشاملة الهولندية فليس عليك أن تكون حصاناً لكي تصبح فارسا بعد ذلك ..إشارة إلى أنه يمكن لمن هم من خارج الصنعة ومن هم لم يلعبوا كرة القدم أن يجيدوها اكثر من الذين بداخلها..وأن يدربوا مجموعة من الأحصنة بجودة كبيرة.. (منهم آريجو ساكي مدرب ميلان التاريخي الذي سبق وأن استخدم هذا المثال).

    أريجو ساكي

    أريجو ساكي

    ولكن حسنا ..مدرب البيانكونيري الجديد يملك نفس ثقة الحصان والفرس الفائز ..ولكنه يملك عقلا يمكنه به ان يصبح فارسا على الفور .. أو هكذا يحدث نفسه.. والشيء الأهم الذي يغيب عن الأذهان أن بيرلو يملك ما لا يملكه ساري أو أي مدرب تم ترشيحه بعده مثل بوتشيتينو أو غيره..وهو أن الجميع داخل النادي يريد نجاحه بالفعل، ويريد هذا المشروع بدايةً من أندريا آنييلي حتى أقل لاعب شأناً على دكة الاحتياط.

    لن تكون بطبيعة الحال حصاناً للأبد، بل يمكن من خلال عقلك أن تصبح فارساً وقادر على اختراع نظام لعب ومشروع جديد، وأن تكون مثل الأسطورة اليونانية “القنطور” وهو مخلوق أسطوري في الميثولوجيا الإغريقية له جسد حصان وجذع ورأس انسان..وللمصادفة فإن الأسطورة تقول أنه كان يشرب النبيذ..كما بطل هذه القصة.

    بيرلو نموذج جديد للابتكار في يوفنتوس

    من الجولات الاولى اظهر أنه يملك نموذج تكتيكي معين يحتاج لوقت حتى يتم تفعيله بنجاعة وأن ينجح على أرض الملعب.. أسلوب قائم على العمل كفريق في تحركات جماعية ..التقارب والكثافة في استعادة الكرة وفي ابتكار المساحات كما كان مميزاً للغاية في التعامل مع التعاقدات الجديدة ألفارو موراتا في مركز قلب الهجوم وسيتحسن الفريق مع عودة كريستيانو رونالدو في حسم الفرص (لكن تظل مسألة توظيف ديبالا محل شك كبير)، أو ديان كولوسيفسكي كجناح في 4/4/2 أو 3/5/2 وكييزا الذي لم يقدم أفضل ما لديه إلى الآن

    مازال النموذج المصنوع به كثير من الخلل رغم التحسن النسبي في الشق الدفاعي سواء بثلاثة مدافعين أو أربعة..لكن خطة اللعب غير ثابتة تماماً وبها إتزان مع بعض اللعب السلبي او ترك الحيازة للمنافس.

    كريستيانو رونالدو - يوفنتوس ضد لاتسيو - الدوري الإيطالي

    كريستيانو رونالدو – يوفنتوس ضد لاتسيو – الدوري الإيطالي

    نموذج أندريا المدرب مع اليوفي به توليفات من افكار المدربين السابقين في اليوفي وآخرين.. لكن مباراة لاتسيو على وجه الخصوص نقلت شعوراً بتحسن إتقان اللاعبين للنموذج ولخطة لعب المدرب وطاقمه المجتهد وخصوصاً في عملية اللعب السلبي.. ونعم..يمكن أن تكون حصاناً في السابق.. ثم تصير فارسا بين يوم وليلة.. لم يدرس المايسترو ولم يخض اختبارات تدريبية كآلاف من المدربين حول العالم والذين يشعرون بالغيرة نحوه ويشيرون لعدم العدالة في هذا القرار.

    لكن الرهان على مايملكه بيرلو من ذكاء داخلي ومن كاريزما مازالت تمحي الخلل والأخطاء .. لا نقل أننا أمام مدرب عبقري .. لكنها شخصية متحدية ومرموقة وتحظى بفهم وقبول اللاعبين القادة في غرف خلع الملابس.. ورهان قد يكون إعجازا لإدارة يوفنتوس .. وربما يكون اختراعاً متسرعاً إذا لم ينجح في الاختبارات التكتيكية الصعبة (وهي عديدة في الدوري الإيطالي) .. لكن بالنهاية.. المخاطرة كانت مطلوبة في جسد اليوفي المتهالك في السنتين الأخيرتين .