حكايات من الدوري الإيطالي -مملكة لاورو-

  • Facebook
  • Twitter
  • Mail
  • Pinterest
  • LinkedIn
  • Facebook
  • Twitter
  • WhatsApp
  • Pinterest
  • LinkedIn
  • سبورت 360 – مجموعة حكايات ومقطفات ولحظات لا تنسى من تاريخ الدوري الإيطالي يرويها لنا الكاتب جون فوت في كتابه “كالشيو … تاريخ الكرة الإيطالية”

    إذا فازت نابولي حصد لاورو على 50 ألف صوت

    لم يكن سيلفيو بيرسلكوني هو رجل الأعمال والسياسي الشهير الأول المهتم بالسيطرة وإدارة نادي لكرة القدم ففي 1939 أستحوذ أكيل لاورو الملياردير وصانع السفن على نادي نابولي للمرة الأولى

    كان الرجل يمتلك أكثر من 30 سفينة وسيطر وهيمن على واحد من أكبر الاندية وأعرقها في إيطاليا حتى منتصف السيتينيات وبمجرد حصوله على الفريق قام بنقل كل مقرات شركاته إلى تلك المدينة

    أشتهر بنفاذ صبره سريعا فالمدرب يأتي ليتم إقالته هو وخلفه سريعا لدرجة أن هناك مدرب تمت إقالته بعد 3 أسابيع فقط من توليه المهمة وقام بإستثمارات ضخمة في نادي لم يحقق أي بطولة سابقا في تاريخه قبله، أو معه

    كان لاورو يائسا لقيادة نابولي من أجل الفوز بأي شيء ولكنه فشل ليرحل في 1940 عن رئاسة الفريق متأثرا بفشله في مساعدة الفريق للفوز بالبطولات قبل أن يعود في 1952 مرة أخرى إلى النادي وسريعا ما حطم الرقم القياسي في سوق الإنتقالات بإستقدامه للسويدي هاس جيبسون والذي كلف النادي 105 مليون ليرة إيطالية وسجل 52 هدف في أربعة مواسم مع الفريق

    قامت الجماهير بمسيرة في شوارع المدينة إحتفالا بوصول اللاعب السويدي إلى النادي ومع مرور الوقت تحولت الهتافات من إستقبالية للاعب إلى دعايا إنتخابية تطالب بالتصويت للاورو في الإنتخابات البلدية

    كان لدى لاورو علاقة متوترة وغريبة مع المدرب إرالدو موزيليو والذي قاد روما للفوز بالدوري في عام 1941 حيث قام المدرب بالإستقالة في العديد من المرات قبل أن يتم تعينه بعدها مرة أخرى لتدريب النادي في أكثر من مرة

    تدخل لاورو في كل شيء في سياسة النادي بداية من الفنيات داخل الملعب مرورا بسوق الإنتقالات خارجه، البعض يدعي أن لاورو قام بإستقدام المهاجم البرازيلي كاني إلى الفريق -اللاعب أستمر لعشرة سنوات رفقة نابولي- لمجرد أنه شاهد صورة له وعلق عليها هذا اللاعب شكله قبيح سيقوم بإخافة مدافعي الخصوم

    كما قام لاورو بشراء نجم أخر للعب بجانب هاس وهو برازيلي أيضا ويدعي فينيسيو والذي أصبح بعد ذلك معشوقا من قبل الجماهير، والهدية الكبرى كانت ملعب كبير أهداه المالك إلى النادي حيث أطلق مشروع بناء ملعب السان باولو

    ورغم كل تلك الاموال التي قام بصرفها إلا أنه فشل في مساعدة الفريق في الفوز بأي بطولة، خلال السنوات الأربعة التي قضاها النجم السويدي جيبسون رفقة الفريق أنهى نابولي البطولة في المراكز الرابع والخامس والسادس وأخيرا الرابع عشر على الترتيب

    كان لاورو منفحتا لإستغلال منصبة في نابولي لأغراضه السياسية وكان شعاره “نابلس عظيمة لنابولي عظيم” نابلس هي أحد أسماء مدينة نابولي أيض

    بعد إنفصاله عن الديموقراطيين قام لاورو ببناء مملكة خاصة به ساعدته في الهيمنة على صناديق الإنتخابات في الخمسينيات والستينيات ففي 1952 فاز بالإنتخابات المحلية ب117 ألف صوت وتضاعف هذا الرقم أربعة مرات في الغنتخابات التالية في 1956 وكان يعلم جيدا أهمية دور مدينة نابولي في تلك الإنتصارات الكاسحة

    تحولت تلك الفترة في تاريخ إيطاليا إلى فيلم يدعى “أيادي فوق المدينة” تم إنتاجه عام 1963 يوضح كيف نجح لاورو في إستغلال شعبيته رفقة نابولي كرويا وكيف تعامل لإرضاء من هم خلف الكواليس السياسية

    كانت مسيرة لاورو مليئة بالحالات الجدلية فثروته كونها في البداية من تجارة العبيد في الثلاثينيات حيث لقب ب”نائب الملك” بعد أن نجح في الفوز بحقوق نقل هؤلاء من أفريقيا إلى إيطاليا بحرا، وسياسيا نجح في إستقطاب الأصوات ليس فقط بملكيته لنابولي ولكن أيضا بعدم تفويته أي فرصة للهجوم على الشمال والمركزية من أجل تعزيز إعتزاز أهل الجنوب بانفسهم

    أستمر لاورو محافظا لنابولي في الخمسينيات والستينيات حيث ظل على العرش ل2300 يوم يحكم بالاغلبية الكاسحة وبطريقة أقرب للديكتاتورية فهناك كان مجال قليل جدا لإبداء الرأي وذلك قبل أن يتدخل الحزب الديموقراطي ويتكتل ضد لاورو من أجل إسقاطه بإتهامات بالفساد تم على إثرها حل مجلسه في محاولة لغعادة سيطرة الحزب على المدينة مرة أخرى

    وداخل الملعب لم يأتي الدوري المنتظر بل هبط نابولي إلى الدرجة الثانية مرتين في 1961 و1963 والجماهير قام بأحداث شغب وتدمير للملعب الجديد الذي قام لاورو ببنائه في وقت بدأت فيه قوته السياسية تنهار أيضا

    تخلى لاورو عن منصبه في نابولي وعائلته مازالت تمتلك جزئا من أسهم النادي حتى اليوم وأبنه تدخل في الكثير من الأوقات لإختيار مدربين أيضا

    أستمر لاورو أكيل رئيسا شرفيا للنادي كواحد من المؤثرين ليس فقط في تاريخ النادي بل والمدينة كلها رغم أنه في النهاية تركها مدينة محطمة تنتشر فيها العشوائيات ومهددة في أي وقت بالزوال من الزلازل

    ترك لاورو ذكريات لا تنسى في ذاكرة الجماهير ولكن بدون جدوى فظل دولاب البطولات خاليا بإستثناء بطولتي كأس فقط إلى أن وصل عبقري أرجنتيني يدعى ديجو أرماندو مارادونا إلى الفريق في 1984 ليغير من تاريخ النادي

    كلمات مفتاحية