زلاتان إبراهيموفيتش

سبورت 360 – أتابع منشغلاً بالماضي وأعاين الحاضر بابتسام..ها أنا أرى زلاتان إبراهيموفيتش يدخل الحجرات ويصافح الأبناء أو لنقل عليهم الزملاء، ولكن كثير منهم بالفعل من عمر أبنائه، فزلاتان الـ38 عاماً كان بإمكانه أن يُنجب لاعبين بنفس أعمار رافائيل لياو أو باكيتا لو كان من أنصار الزواج المُبكر.

وهو ذلك النجم السويدي اللامع، نجم لا يُرى بسهولة كنجم واضح لفريق كرة قدم بعينه..فهو دائم الترحال وكثير التجارب ويرى في ذلك الغذاء الحقيقي للرياضي صاحب التركيبة الشخصية غير العادية، والتي قد تظهر في عليائها وكأنها متعجرفة أو نرجسية وملتفة حول ذاتها ولكنها أيضاً شخصية جذابة ومثيرة وقد صارت مثل “ميم الإنترنت”، شخصية الرجل غير العابىء بأي شىء سوى بتمجيد نفسه وحبها.

يضع زلاتان مثلاً في صالون بيته صورة لقديمه العاريتين لكي تراها أسرته جميعاً، ويعرفون أن الفضل في كل تلك الحياة المرفهة التي هم بها ترجع لتلك الأقدام ببساطة.


أدب كرة القدم ..مقال أسبوعي يربط عالم الرياضة وكرة القدم بلغة الأدب والفنون


العودة الثانية.. إبراهيموفيتش في ميلان

كان باستقباله بالمطار كثير من المُحبين لألوان ميلان

كان باستقباله بالمطار كثير من المُحبين لألوان ميلان

وفي صحافة ميلانو سترى غلافاً به صورة له وهو ممسك بقميص ميلان والرقم 21 وهو يبتسم ويتواجد في جميع الصور وكأنه المنقذ والمُخلِص الحقيقي لميلان من كل هذا العناء والرداءة التي اكتست عصر الروسونيري العملاق في العقد الأخير.

وكتبت لاجازيتا على تلك الصور، “حرب النجوم” تشبيهاً لقدومه وانضمامه لكوكبة النجوم الموجودة في إيطاليا مثل رونالدو ولوكاكو وغيرهما.. بسلسلة الأفلام الأمريكية الشهيرة في القرن الماضي ولكني رأيت ذلك غير دقيق، لقد سمعت وأنا أرى تلك الصورة ديفيد بوي وهو يقول بكل رشاقة في أغنيته Starman “إنه ينتظر في السماء..ويحب أن يأتي ويقابلنا ولكنه يعتقد أنه سيفجر عقولنا”.

وتستمر الأغنية الرشيقة عن هذا النجم الذي أتى على حين غفلة : “لقد أخبرنا أن لا نفعل لأنه يعلم أن كل شىء يستحق العناء..وأخبرني، دع الأطفال يفقدونه -العقل-، دع الأطفال يستخدمونه ودع كل الأطفال يرقصون”.

هذا ما يلح على ذهني، فأطفال ميلان وشبابه الصغيرين يحتاجون لرجل يفجر عقولهم ولأن يعطيهم سبباُ للرقص ولكن بعد أن يستخدموا كل طاقاتهم الذهنية في تطوير أنفسهم، وأن يصبح جزء من إبرا داخل كل لاعب منهم، وأن يصيروا رجالاً أكثر.

ربما يكون ذلك الرجل الذي أتى وكأنه هدية من السماء، ونجماً من السماء..له دور أهم من المدرب بيولي ذاته فيما هو قادم من الموسم، ليس لمواهبته وسحره وحرفيته العالية داخل الملعب، لأنه قد يكون قد فقد الكثير منها..ولكنه لم يفقد القدرة على الإلهام.