إبراهيموفيتش قاتل البيسبول في أمريكا .. عندما تصرخ أنا هنا

  • Facebook
  • Twitter
  • Mail
  • Pinterest
  • LinkedIn
  • Facebook
  • Twitter
  • WhatsApp
  • Pinterest
  • LinkedIn
  • زلاتان إبراهيموفيتش

    موقع سبورت 360 – اقف أحياناً عاجزاً عن فهم بعض التصريحات التي تخرج من نجوم كرة القدم، وبعضها الآخر تتعجب من حدتها، دون أن يكترث قائلها لإثارة الجدل، لكن هناك نوع خاص من التصريحات مسجل باسم زلاتان إبراهيموفيتش الذي بات يلقب بأميركا بقاتل البيسبول.

    عندما يقرر أحد اللاعبين الرحيل عن فريقه، فيعلن عن ذلك عبر حساباته الرسمية على مواقع التواصل الاجتماعي، وبالعادة يتضمن البيان شكر للجماهير واللاعبين والمدرب وإدارة النادي، وربما يتم تبرير سبب الرحيل، لكن الوضع مختلف تماماً مع زلاتان، فهو يسير على مبدأ “خالف تعرف”.

    رسالة إبراهيموفيتش الوداعية لفريقه لوس أنجلوس جالاكسي تصدرت عناوين الصحف العالمية في الساعات الماضية، والتي جاء مضمونها “إلى جماهير جالاكسي، أردتم زلاتان، فاحضرت لكم زلاتان، القصة مستمرة، والآن عودوا لمشاهدة البيسبول”.

    إبراهيموفيتش غارق بعجرفته .. وميلان ضربه الجنون

    بعد أن قرأت إعلان زلاتان المثير للجدل، أول سؤال خطر في ذهني هو “ماذا كان سيقول لو حقق نفس إنجازات ليونيل ميسي وكريستيانو رونالدو؟”، طبعا هذا سؤال من النوعية التي يصعب على العقل البشري إجابتها، أو حتى استيعابها، فقد وصف نفسه بـ “الإله” عندما كان يلعب في باريس سان جيرمان خلف الأضواء، لك أن تتخيل ما سيقوله إن قاد ريال مدريد أو برشلونة مثلاً لتحقيق لقب دوري أبطال أوروبا، أو إن توج بجائز الكرة الذهبية.

    لا أعلم من أقنع زلاتان إبراهموفيتش أن كرة القدم التي نعرفها أصبحت الرياضة الأولى في أمريكا منذ وصوله؟ هناك ثقة عمياء لديه أن الأنظار كلها موجهة له، لديه إيمان العجائز أن عالم الساحرة المستديرة بأكله يتمحور حوله، حتى جنون العظمة هناك حدود له، لكن مع زلاتان لا حدود لشيء، فهو يعوم بالفراغ ويظن أنه المخلوق الوحيد على وجه الكوكب الذي يجيد تسجيل هدف مقصي، أو هز شباك المرمى عبر تسديدة قوية.

    جماهير جالاكسي ستعود حقاً لمشاهدة لعبة البيسبول، لكن ليس لأنك سترحل عن النادي، وإنما لأنها لا تكترث لكرة القدم سواء أكنت موجوداً أم لا، أجزم أن نصف الجماهير هناك لا تعرف نطق اسمك، فلست اللاعب الذي سيقلب موازين الرياضة في أمريكا، ليس لاعباً لا يمكنه الجري لأكثر من دقيقة بشكل متواصل، وبات على مشارف 40 عاماً، وأبرز إنجازاته أنه تعافى من رباط صليبي في 5 أشهر فقط.

    لا أريد أن أصدمك عزيزي زلاتان، فهناك عشرات اللاعبين يتخطونك من حيث الإنجازات أو حتى الهالة الإعلامية، وبالنهاية لم نرى ربع الغرور والتعجرف الذي تصدره لنا كل أسبوع، بالنهاية سيذكر التاريخ أنك لم تفز بلقب دوري الأبطال، ولم تحقق الكرة الذهبية أو أي جائزة فردية مهمة، وطبعاً لم تحقق أي إنجاز لمنتخب بلادك، هذا إن ذكرك أساساً.

    الغريب أكثر هو التقارير الصحفية التي تؤكد اهتمام ميلان بالتعاقد مع إبراهيموفيتش في هذا السن، الأمور تجاوزت منافسة ساسولو على المركز العاشر، ووصلت إلى أن تعلق الجماهير آمالها على لاعب يبلغ 38 عاماً، وبارع في رفع قدمه بالهواء بسبب وبدون سبب.

    البعض ما زال مؤمنا بقدرة إبراهيموفيتش على اللعب في واحد من أقوى دوريات العالم، بل ومساعدة فريق أصابه المرض منذ عدة سنوات على الشفاء، لكن لم يسأل أحد كيف سيفعل ذلك، هل بتصريحاته، أم بالتعالي على الخصوم، أو ربما بحركاته البهلوانية التي تصلح لجميع رياضات العالم  باستثناء كرة القدم.

    إن استخدمت محرك بحث جوجل وكتبت “زلاتان إبراهيموفيتش” سينفجر في وجهك مئات الأخبار حول تصريحاته الغريبة، ستعاني كثيراً للوصول إلى الإنجازات، ولا ألومه في الحقيقة، فعندما تذهب الأضواء عنك، تصبح مثل الغارق في عرض المحيط، تصرخ لباخرة بالكاد تراها: أنا هنا، أنقذوني.