تلقى ميلان خسارة جديدة وهذه المرّة أمام تورينو وبهدفين مقابل لاشيء في مباراة لم يظهر فيها الفريق اللومباردي بالمستوى المطلوب لتتكرر حالة المباريات السبع الأخيرة في الدوري وليمنى عشاق الفريق بصدمة قاسية جديدة بعد الخروج من نصف نهائي كأس إيطاليا حيث هبط ترتيب الفريق من الرابع حتى السابع ليكون التواجد حتى في الدوري الأوروبي مهدداً .

مجدداً  لا يؤدي تحت إدارة جاتوزو علماً بأنه كان أفضل فريق في إيطاليا بعد اليوفي منذ أسابيع قليلة . اللاعبون بدون روح والتخبط كبير والدليل عدم إشراك بيونتك من البداية وعدم وضوح لا الخطة ولا أسلوب البناء التكتيكي . وبدا الفريق ضائعاً وبلا هوية مما سهل مهمة تورينو وسمح له بالفوز بكل جدارة واستحقاق.

ابتعاد ميلان عن دوري الأبطال مسألة لا يمكن لإدارة النادي تحملها بأي شكل من الأشكال لانهم بحاجة لأمواله لتعديل الميزانية التي تضررت كثيراً بعد عمليات الشراء الكبرى التي جرت في الموسم الماضي دون أن تتحقق النتائج المرجوة . وإن لم يتمكن الفريق من الوصول للأبطال فإن العديد من أعمدة الفريق مهدد بالخروج وأبرزهم رومانيولي وذلك لتحقيق الموازنة المالية.

مع كل ما يحدث يبدو من المنطقي أن يقال جاتوزو لوضوح محدوديته الفنية وقدرته على الإضافة للفريق وأيضاً لفقدانه القدرة على تحفيز اللاعبين وإجبارهم على إبداء ردة الفعل . وبدلاً من أن نخوض بالاسماء المطروحة سنبحث في الأسس التي يجب أن تتوفر في مدرب ميلان القادم بناء على وضعية الفريق الحالية وعناصره الموجودة.

GettyImages-1140023957 (1)

البداية … مدرب خبير

المدرب القادم لميلان يجب أن يكون مدرباً يمتلك كماً من الخبرة وليس مدرباً  صاعداً ، والسبب أن تشكيلة الفريق بمعظمها من الشبان وبحاجة لمدرب خبير يعرف كيف يقودهم و يحفزهم. القاعدة المعروفة ، إما مدرب خبير مع تشكيلة من الشبان أو مدرب صاعد مع تشكيلة من اللاعبين النجوم أما مدرب شاب مع تشكيلة شابة فالأمور يمكن أن تسير بالشكل المطلوب لفريق باسم متوسط وليس لفريق بحجم وتاريخ ميلان لديه الكثير من المتطلبات .

ثانياً …مدرب يؤمن بالشبان والإيطاليين

المدرب القادم يجب أن يؤمن بالشباب و يعطيهم الفرصة للعب ولا يسعى وراء اللاعبين الخبراء أو يفضلهم بأي طريقة كانت. فالعصر الحالي هو عصر السرعة والقوة وهذه الأمور من الصعب توافرها لدى الخبراء . بالإضافة لأن الآفة الكبرى التي تعاني منها كرة القدم الإيطالية هي تهميش شبابهم ، وقد أثبت المنتخب الإيطالي أن إيطاليا تمتلك الكثير من المواهب . فعلى المدرب القادم أن يعطي الفرصة للشبان الإيطاليين لتوفير القوة والسرعة وأيضاً لتخفيض التكاليف.

GettyImages-1143236591 (1)

ثالثاً …صاحب مشروع طويل المدى لكن يعرف كيف يجلب النتائج خصوصاً الأوروبية

ميلان بحاجة لعمل طويل الأمد وأيضاً لنتائج سريعة ، فالمدرب القادم يجب أن يعرف كيف يعمل على الجبهتين معاً ولا يغلب جبهة على أخرى حيث يجب أن يتحلى بالمكر التكتيكي بجانب القدرة على تطوير اللاعبين على المدى الطويل.

كما يجب أن يمتلك القدرة على التعامل مع البطولات الأوروبية لأن المشاركة فيها والمضى لأبعد مدى ممكن ضروري جداً في السنوات القادمة من اجل تعديل الميزانية .

رابعاً …ذو نفس هجومي

اللعب الهجومي هو إرث ميلان تاريخي وهو جزء من هوية الفريق ، وكرة القدم الحالية تظهر بوضوح أن الصدارة هي للفرق التي تقدم كرة القدم الهجومية الحقيقية . وهذا يعود بشكل أساسي لأن متطلبات اللعبة البدنية قد زادت كثيراً وبالتالي من الضروري توفير الجهد . واللعب الهجومي والضغط العالي هو أفضل وسيلة لأنك تلعب معظم الحالات في ملعب الخصم وتقلل من المسافات الواجب ركضها .

المسألة الثانية أن لاعبي ميلان في معظمهم من الشبان ويمتلكون نفساً هجومياً مميزاً وبالتالي لابد من توظيفهم بالطريقة المثلى في منظومة هجومية يضعها مدرب مؤمن بأن كرة القدم الدفاعية المقيتة قد ماتت لكن هذا لا يعني إهمال الدفاع على الإطلاق .

إذا من هو المدرب القادم؟

بناء على الصفات التي تم ذكرها يمكن أن نحصر المرشحين بالأسماء وسنرتبهم من الأفضل حتى الأقل مع ذكر احتمال قدوم أي منهم

بيب جوارديولا : هو الخيار الأفضل بطبيعة الحال لميلان وهو مدرب انتصارات مؤمن بالكرة الهجومية ويقوم بتطوير اللاعبين بشكل هائل لكن السيتي لن يتخلى عنه حالياً ، بالإضافة لحاجته لميزانية كبيرة في حال القدوم وراتب ضخم له شخصياً مما يجعل قدومه صعباً بل وحلماً

ماوريسيو بوكيتينو : مدرب مثالي جداً لميلان وقادر على العمل بالمجموعة الموجودة وتطويرها . متطلباته لن تكون عالية وسيقدم كرة قدم مميزة مع الفريق . لكن الوضع الحالي يدل على أنه لن يترك توتنهام للذهاب إلى ميلان إلا إذا كانت المغريات كبيرة .

GettyImages-1135965779 (1)

ماوريسيو ساري : حل ممتاز وقد طرح منذ أيام قليلة ..حالياُ هو في المراكز المؤهلة للأبطال واستطاع أن يخرج من فترة سيئة مع الفريق لكن مصيره مجهول بعد نهاية الموسم . مدرب مؤمن بالشبان وقادر على تطويرهم بشكل كبير .

دي فرانشيسكو: مدرب إيطالي يمتلك خبرة أوروبية جيدة واستطاع أن يقدم شيئاً جميلاً مع روما . وهو مؤمن بالشبان بشكل ملفت ويمنحهم الفرصة المطلوبة وسيكون قادراً على تقديم شيء جيد مع ميلان إن تم الصبر عليه وقدمت له بيئة افضل من بيئة روما .

GettyImages-926805508 (1)

إريك تين هاغ : مدرب مثالي للميلان في الوقت الحالي من المدرسة الهولندية التي شكلت جزءً من إرث ميلان . يمتلك القدرة على تطوير الشبان بشكل هائل ولديه أسلوب هجومي مباشر مميز . بحاجة لراتب مغر وضمانات بمشروع طويل الأمد وسيكون قادراً على تقديم الشيء الكثير.

أرسين فينجر : أيضاً هو بلا عمل حالياً ولديه علاقة مميزة مع جاسيديس رئيس ميلان التنفيذي ، لديه إيمان بالشبان والخبرة المطلوبة للتعامل معهم . لكنه مدرب أداء وليس نتائج وهذا ما قد يقف في وجهه.

هناك أسماء أخرى ككونتي ومورينيو …لكن الأول مرتبط بعدد من الأندية وميلان ليس منها والثاني يحتاج راتباً ضخماً وهناك شكوك كبيرة حول قدرته على التحول من اللعب التكتيكي إلى الهجومي . وفي النهاية الفريق لن يقيل جاتوزو إلا بعد نهاية الموسم بحسب ما صرح النادي مؤخراً ، فهناك وقت للتفكير .