أفضل الأفلام في تاريخ السينما كما يقول الخبراء هو الفيلم الذي لا نستطيع توقع كيف ستكون خاتمته وجينارو جاتوزو استطاع الإثبات في فترة أشهر معدودة على أنه مخرج سينمائي من أصحاب الخيال الغير متوقع ، الجميع في بداية مهمته بتدريب ناديه الأم آي سي ميلان توقع له نهاية مؤلمة بسبب سيرته الذاتية وما دمره سلفه فينتشينزو مونتيلا، لكن الرجل الملقب بـ”الوحش” استطاع قلب السيناريو على المشاهدين وخلق نهاية لم يتوقعها أحد في ظرف 17 مباراة.
ميلان في بداية الموسم الحالي أنفق 220 مليون يورو لابرام إحدى عشر صفقة، الكثير كان خائفاً في البداية من قدرة فينتشينزو مونتيلا على قيادة المركبة، وبالفعل فشل بذلك في مرحلة الذهاب وقاد الفريق إلى الابتعاد كثيراً عن الهدف المنشود بالتأهل إلى دوري أبطال أوروبا في الموسم القادم، ليتم إقالته في النهاية وتعيين جاتوزو بدلاً منه.
في أول ست مباريات لجاتوزو خسر ثلاث مباريات وتعادل مرتين وفاز مرة لتتحطهم آمال “الميلانيستا” بالاستفاقة، لكن بعد ذلك قلب جينارو الموازين واستطاع المرور من إحدى عشر مباراة متتالية دون أي هزيمة وبتسع انتصارات وثمان مباريات “كلين شيت”، ليتقدم إلى المركز السابع وبفارق الأهداف عن السادس سامبدوريا، وست نقاط عن الخامس روما، وسبع نقاط عن الرابع إنتر ميلان قبل مواجهة الأخير الأسبوع القادم، وثمان نقاط عن الثالث لاتسيو.
الأسبوع القادم قد يقرب ميلان من المراكز المؤهلة إلى دوري أبطال أوروبا ويستعيد الآمل بالعودة إلى “قصره” الذي ينتظره بفارغ الصبر، ميلان سيواجه الإنتر، بينما سيلعب روما ولاتسيو أمام نابولي ويوفنتوس، أي أنه إذا فاز وخسر قطبي العاصمة سيكون قد ضربت ثلاثة عصافير بحجر واحد.
وهنالك الكثير من الأسئلة بالنسبة لغير المتابعين للوضع الحالي لميلان مع جاتوزو، حيث يتسائل البعض كيف قام الجزار السابق لقميص الروسونيري كل ذلك في فترة قصيرة، الإجابة تتكون بثمانية خطوات وقد تكون أكثر، لكن أبرز الأسباب التي أزالت الغبار عن ميلان كانت كالأتي:
1- انتقال جينارو جاتوزو إلى خطة يستطيع من خلالها معظم لاعبي ميلان التألق وهي (4-3-3) على عكس (3-5-2) الذي اتبعها فينتشنزو مونتيلا، وبهذه الخطة شاهدنا كيف انتفض هاكان كالهانوجلو وسوسو وجياكومو بونافينتورا ولوكاس بيليا وليوناردو بونتشي وأليسيو رومانيولي وريكاردو رودريجيز ودافيدي كالابريا والبقية، بجانب ذلك الثبات عليها من أجل خلق الانسجام بأسرع وقت ممكن.
2- المدرب الشاب شاهد نقاط يجب العمل عليها بشكلٍ مكثف وأبرز تلك الجوانب اللياقة البدنية والدفاع، جاتوزو عمل كثيراً من أجل تحسين الجوانب البدنية وشاهدنا كيف أصبح اللاعبون يستطيعون اللعب 90 دقيقة دون تعب أو معاناة، وذلك من خلال التدريب أو تقسيم العمل خلال المباراة نفسها، بجانب الدفاع الذي خرج من أخر 11 مباراة بـ8 مباريات دون تلقي أي هدف ومنهم المباريات الخمس الأخيرة، المدافعون أصبحوا أفضل بخطة المدافعون الأربعة.
3- استطاع المدرب الإيطالي شحن لاعبيه على الصعيد النفسي والمعنوي والعقلي بشكلٍ جيد، اللاعبون أصبحوا يلعبون دون خوف وارتباك في الملعب ولم تعد طريقة اللعب الذي يتبعها الفريق تجعلهم خائفين من المنافس بل تجبر المنافس على الخوف منهم، والهدف الأول لهم الفوز لا غير وعدم الهرب أمام المنافسين المتقدمين عليهم بالترتيب.
4- جيناروو في كل مباراة وبعد كل مباراة يؤكد أن ميلان ليس أكبر من أي منافس وأي فريق يستطيع الفوز عليهم لذلك على اللاعبين العمل جيداً من أجل خطف النقاط الثلاث، عدم التقليل من أي منافس مهم بالنسبة لعقلية الفريق ولذلك لم يعد يخسر أمام أندية من حجم أودينيزي وسبال ولودوجريتيس.
5- لا يخفى لأي متابع لكرة القدم أن علاقة جاتوزو مع اللاعبين في أفضل أحوالها، العناق والمزاح والاحتفال بين اللاعبين والمدرب يؤكد ذلك عقب كل انتصار يحققه الفريق، ولا أحد ينسى لقطة جاتوزو الذي ضرب مونتيليفو من الفرحة عقب الفوز على سامبدوريا.
هكذا يحتفل #جاتوزو 😂 pic.twitter.com/oxYOBHlWYt
— iamalikhalifah – آلي خليفة 🇮🇹 (@js_ali_khalifah) February 26, 2018
6- وكما تستفيد من قوتك يجب عليك الاستفادة من ضعف المنافسي، أندية سامبدوريا ولاتسيو وإنتر ميلان وروما لا تعيش حالياً أفضل فتراتها من الموسم الحالي، وميلان يستغل سقوطهم المتكرر وعدم تعرضه للهزيمة من أجل الاقتراب منهم أكثر، رداً على استغلالهم وضع الروسونيري في مرحلة الذهاب.
7- لو جاء مدرب له باع وخبرة كبيرة في الملاعب الأوروبية قد يكون غير قادر على تحقيق ما حققه جاتوزو مع ميلان حتى الآن، الآمال والطموحات لم تكن كبيرة بل كانت أقل من الفترة الأخيرة لمونتيلا، وهذا الجانب ساعد المدرب كثيراً للعمل بعيداً عن الضغطوط.
Follow https://twitter.com/js_ali_khalifah>
Follow https://twitter.com/js_ali_khalifah
فيديو مهم : سبعة أمور متشابهة بين ميسي ورونالدو
