في أغلب الحالات التي يتفاوض فيها الإيطالي مينو رايولا باسم اللاعبين الذين ينوب عليهم يتمكن من قلب الطاولة على إدارة النوادي ويدفعها إلى تغيير شروطها لمصلحة وكيله. وهو ما حدث مؤخرا مع فريق ميلان الإيطالي عندما كان يستعد لتمديد عقد حارسه الشاب جيانلويجي دوناروما.

كل شيء كان يوحي بأن الحارس الذي تدرج بالفئات العمرية لفريق ميلان سيمدد عقده بالفريق، خاصة وأن ابن الـ 18 عاما كان قد صرح بأنه يرغب في إنهاء مسيرته بميلان الذي التحق به منذ أن كان عمره 16 عاما. بيد أن الأمور أخذت منحى آخر بعد دخول رايولا على الخط. إذ تعثرت مفاوضات التمديد وأعلن الحارس الشاب، الذي يعد من أفضل حراس المرمى الصاعدين في العالم، عن رغبته في مغادرة ميلان. رايولا انتقد المدير الرياضي في ميلان أمام وسائل الإعلام وقال “جيجيو (وهو لقب الحارس جيانلويجي) شعر بغياب ثقة الفريق. مع ميرابيلي (المدير الرياضي) لم نشعر ابدأ بشعور إيجابي”.

50 مليون من صفقتين

يتقاضى رايولا أجراً على كل تمديد لعقود اللاعبين الذين يشرف عليهم، لكن ربحه الأكبر يكون عند إبرام صفقات الانتقال من ناد إلى آخر. ففي الصيف الماضي وحده حصل رايولا على 50 مليون يورو في صفقتي باول بوغبا وهينريك مخيتاريان.

وتشعر الكثير من الأندية بالفزع عندما تعلم أن رايولا هو من يشرف على عقود أحد لاعبيها أو اللاعبين الذين تود التعاقد معهم. وقد عاش دورتموند هذه التجربة في قضية اللاعب هينريك مخيتارين، حيث بذل وكيل أعماله رايولا كل جهده لانتقال الدولي الأرميني إلى مانشستر يونايتد. ويخشى نادي دورتموند من أن يتكرر الأمر ذاته مع نجمه الجديد عثمان ديمبيلي، حيث يبدو أن رايولا يرغب أيضا في أن يصبح وكيل أعمال ديمبيلي الذي لا يزال لحد الآن يتولى أحد أفراد عائلته الإشراف على عقوده.

وهناك الكثير من الأندية التي ترغب في التعاقد مع ديمبيلي وفي مقدمتها برشلونة الذي عبر عن استعداده لدفع مبالغ كبيرة للاستفادة من خدمات الدولي الفرنسي.

وحسب ما نشره موقع “فيلت” الألماني فإن وكيل اللاعبين رايولا هو الذي يحدد بنفسه نصيبه من الصفقة، وهو ما أكده أيضا في حديث مع مجلة “11 فروينده” عندما قال “لا تصدق إشاعة 10 في المائة. لقد توسطت في صفقات دون مقابل وفي بعض الأحيان حصلت على 50 في المائة من قيمة الصفقة”.

مينو رايولا كان وراء انتقال ابراهيموفيتش في عام 2011 من برشلونة إلى ميلان

مينو رايولا كان وراء انتقال ابراهيموفيتش في عام 2011 من برشلونة إلى ميلان

رايولا يسيء لمهنتنا

طريقة تفاوض رايولا يرفضها أيضا زملائه في المهنة على غرار جياكومو بيتراليتو الذي قال عن رايولا ” إنه يُلوث مهنتنا بالكامل. وأنا أخجل أنني زميل له”.

دخول رايولا لعالم كرة القدم لم يخلو أيضا من الإثارة، فعندما كان عمره عام واحد هاجر مع عائلته من من إيطاليا إلى هولندا، واشتغل في صباه وشبابه بمطعم “بيتزا” الذي فتحته عائلته في مدينة هارليم الهولندية. لذلك لا يزال البعض من شركائه ينادونه حتى اليوم ب “خباز البيتزا” للتقليل من شأنه. لكن رايولا يصحح هذه المعلومة ويقول كما نشر في موقع “فيلت” “هذا الأمر غير صحيح في مجمله. قمت بكل شيء في المطعم، نظفت الأواني وعملت كنادل، لكن شيء واحد لم أفعله هو أن أخبز بيتزا”.

في مطعم البتزا الصغير الذي كان يعمل فيه رايولا تعلم كل شيء الذي يحتاجه في عمله الحالي كوكيل للاعبين. وحتى اليوم لا يزال يفضل إجراء مفاوضاته مع الأندية في المطاعم بدل المكاتب. ويظهر رايولا في الغالب بنظارة شمسية وقميص من شركة بولو. أما أول صفقة عقدها في عالم كرة القدم الاحترافية فكانت عام 1993 عندما أشرف على عقد انتقال نجم كرة القدم السابق دينيس بيكام من أياكس أمستردام إلى إنتر ميلانو. ويتولى رايولا أيضا الإشراف على النجم السويدي سلطان إبراهيموفيتش وتوسط في جميع صفقاته منذ أن كان لاعبا في أياكس.

يُذكر أن من الحوادث التي حصلت لرايولا، إصدار نادي ريال مدريد قرار منعه من الاقتراب من محيط النادي فأي صفقة يكون ريال مدريد طرف فيه هي ممنوعة على وكيل اللاعبين المثير للجدل، مينو رايولا.