توقع جميع متابعي كرة القدم الايطالية – وخاصة عشاق نادي العاصمة – أن ما فعله فرانشيسكو توتي الأسطورة الحية والقائد التاريخي لنادي اي اس روما في نهاية الموسم الماضي بقيادة فريقه نحو ضمان المركز الثالث المؤهل للمشاركة بتصفيات دوري الأبطال سيشفع للكابيتانو عند سباليتي ، بالرغم من الدقائق القليلة التي أشركه بها .

سباليتي الذي كان يحاول اجبار فرانشيسكو على الاعتزال أو ترك النادي ، الا أن ما فعله توتي في تلك الدقائق القليلة التي لعبها من تسجيل وصناعة لأهداف كانت كلها حاسمة جداً ، وأثبتت ما قاله توتي في تصريحه في بداية المشكلة مع سباليتي ، حيث قال : “لا يستطيع احد ان يوقفك أو يمنعك من اللعب، لن يمنعني أحد من اللعب أو يجبرني على الاعتزال، فالكلمة الأخيرة في هذا الأمر تعود لي فقط وليس لأي شخص آخر مهما كان” .

سباليتي الذي يحاول أن يكون أكثر احترافية في عهده الجديد في تدريب روما ، تتوقف محاولاته هذه ويتصرف بشكل عاطفي بحت ، وبشكل شخصي عندما  تصل الأمور للقائد فرانشيسكو ، كيف لا وتوتي الذي كان قد قال في الموسم الذي أعقب خروج سباليتي من الفريق في عهده التدريبي الأول ، بما معناه أن سباليتي استحق الاقالة آنذاك ، وتلك على ما أعتقد هي الكلمات التي لا يستطيع سباليتي نسيانها على الرغم من الاحترافية التي يحاول اظهارها !!

ضاعت مجهودات توتي في الحفاظ على المركز الثالث المؤهل لدوري الأبطال أمام عينيه ، عندما شاهدنا خروج روما أمام بورتو بفضيحة تاريخية لنادي العاصمة ، وبخسارة في مباراة الاياب على الأراضي الايطالية بثلاثية نظيفة ، بدون أن يقوم سباليتي باشراك فرانشيسكو ولو لدقيقة واحدة ، فهل تلك احترافية من ذلك المدرب ؟!

قد يحاول البعض ايجاد الأعذار لسباليتي بسبب ظروف تلك المباراة ، لكن المدرب الايطالي كان بامكانه الاعتماد على توتي في الشوط الثاني كاملاً في مباراة الاياب وقبل حصول الطرد الثاني الذي أنهى كل شيء لمصلحة بورتو ،كان بامكان توتي انقاذ سباليتي وروما في تلك المباراة ، لكن سباليتي مصر على جموده الفكري ، وغروره فيما يخص ملك روما ، فالى متى سيظل سباليتي يتعامل بتلك العقلية ؟!

Francesco-Totti

الموسم ما زال في بدايته ، وسباليتي يتابع تجاهل الملك ، لكن يأبى توتي الا أن يثبت على الدوام خطاً سباليتي ، عل وعسى أن يوقظ سباليتي من الكراهية الدفينة في داخله بسبب بضع كلمات قيلت قبل 7 سنوات لم يكن فيها اساءة شخصية ، روما متأخرة أمام سمبدوريا ، والفريق غير قادر على العودة ، أوقفت المباراة بسبب الأمطار الغزيرة ، واختبئ الجميع من الأمطار ، الا شخص واحد ، كان ذلك الشخص هو ذات الشخص الذي وقف دوما من أجل روما ، ذات الشخص الذي دافع عن شعار النادي خلال الـ23 عاماً بدون كلل ولا ملل ، هو ذات الشخص الذي رفض اي سي ميلان ، ريال مدريد ، مانشستر يونايتد ، انتر ميلان وغيرها من الأندية الكبرى ، من أجل عيون نادي العاصمة ، من أجل عشقه الأبدي ، روما ، هو ذات الشخص الذي علم تماماً أنه يضحي بالألقاب الفردية ، الشخص الذي لم يفكر بالأموال ، وبقي وفياً لذئاب العاصمة ، هو توتي!!

قام بالاحماء تحت الأمطار ، حتى توقفت وقرر الحكم استكمال المباراة ، لم يكن أمام سباليتي خيار آخر ، لن ينقذ الفريق الا الملك ، صاحب اللمسات الذهبية ، نزل صاحب الـ”39″ عاماً أرض الملعب ، لينثر لمساته الذهبية لزملائه ، 3 تمريرات من ماركة “توتي” من لمسة واحدة وضعت دزيكو أمام المرمى ، وواحدة لصلاح ، نجح دزيكو في واحدة ، جاء منها هدف التعادل ، لتأتي العدالة الالهية وتمنح فرانشيسكو فرضة الاحتفال بما قدمه ، وتأتي ركلة الجزاء ، ليترجمها القائد لهدف الفوز ، ويعلنها من جديد ، الذهب لا يصدأ ، توتي لم يمت ، فرانشيسكو ما زال هنا من أجل روما .

a.espncdn.com

سباليتي الذي يحاول دائماً اظهار خلاف ما يضمر ، فيما يخص الكابيتانو ، حيث اليوم خرج عن طوره بعد الاصرار على سؤاله عن توتي وقال : اذا بقي توتي الموسم المقبل انا سأبقى و ان غادر سأغادر ثم ترك المؤتمر الصحفي !! فهل سيتخلص سباليتي من العواطف السلبية ، ويتعامل بشكل أكثر احترافية مع توتي ، فما قاله نايغولان قبل أيام من واقع ما رآه ، على سباليتي أن يفهمه ، حيث قال : “أمام سامبدوريا، لقد رأينا كيف قام توتي بإشعال حماس الجماهير ، أتعجب كيف لم نحصل على ذلك الدعم في الشوط الأول !!”

باعتقادي الشخصي ، فان توتي يستطيع اعطاء شوط كامل على أعلى مستوى ، فقدراته البدنية تسمح له بلعب 45 دقيقة كاملة ، بدون أدنى شك ، خلاف قدراته الفنية التي لا ينكرها الا جاهل في كرة القدم ، والتي لا يؤثر بها الزمن ، فالموهبة الحقيقية تظل مع الانسان حتى نهاية حياته ، فهل سيفهم سباليتي ؟ لننتظر ونرَ .