ميركاتو إنتر كونتي .. المحاولة الأخيرة للقضاء على سلبيات خطة 3-5-2

  • Facebook
  • Twitter
  • Mail
  • Pinterest
  • LinkedIn
  • Facebook
  • Twitter
  • WhatsApp
  • Pinterest
  • LinkedIn
  • أنطونيو كونتي وروميلو لوكاكو من خلفه

    سبورت 360 – يمكن وصف أنطونيو كونتي بأنه مدرب “بلاي ستيشن”. فعلياً أفضل وصف يمكن أن يقال عن المدير الفني لإنتر ميلان، لأنه يدرب دائماً بنماذج لعب ثابتة ولا تتغير إلا في أضيق الظروف، ويجبر اللاعبين على التحرك وفق منظومته الخاصة داخل الملعب، لذلك يكون الأمر أشبه بـ “ريموت كنترول”. كل لاعب يتحرك كيفما يريد كونتي فقط، وكأنه يحركهم مثل عرائس الماريونت، كلهم تحت تحكم المدير الفني خارج الخط.


    يراهن كونتي على رسم 3-5-2، أمام الصغار والكبار على حد سواء. في الحالة الهجومية، يعطي المدرب أوامر صريحة لثنائي الأطراف بالصعود إلى الأمام كأجنحة لا أظهرة، حتى يتمركزان على الخط الجانبي مباشرة، من أجل إعطاء الفرصة أمام استلام ثلاثي الوسط، سواء في أنصاف المسافات أو بمنطقة الارتكاز الهجومي. تصبح خطة 3-5-2 أقرب إلى 3-3-4 في أحيان عديدة، لأن ثنائي الأطراف يصعدان بالثلث الهجومي الأخير، على مقربة من ثنائي المقدمة لوكاكو ولوتارو.

    في يورو 2016 على سبيل المثال، لعبت إيطاليا بنفس خطة إنتر أمام ليتشي أمام الفرق الأقل مستوى وقدرات. إذا في حال مواجهة منافس أقوى كبلجيكا وإسبانيا مثلا؟ وقتها تتحول 3-5-2 الهجومية إلى شيء قريب من 4-2-4 الدفاعية، بمعنى عودة الارتكاز الدفاعي على مقربة من ثلاثي الخلف، وأمامه ثنائي محوري صريح، لماذا؟

    حتى يتحرك رباعي المقدمة باستمرار، من الطرف إلى العمق، والعكس، حتى يتم خلق الفراغ المطلوب في القنوات، بين قلب دفاع المنافس وظهير الخط، من أجل لعب كرة طولية مباشرة من قلب الدفاع الإضافي أو الارتكاز المتأخر، أو حتى لاعب الوسط المائل للجناح، لتنفيذ المرتدة الخاطفة بتمريرتين أو ثلاث.

    لذلك كان منطقياً تعاقد إنتر مع لوكاكو. لأنه محطة مهمة لأي فريق يلعب على الكرات الطولية أو التحولات السريعة رغم عدم سرعته، كما كان يفعل مع بلجيكا في كاس العالم، مباراة البرازيل خير دليل. روميلو مهاجم يعود كثيراً للوسط، يميل للأطراف، يمكن الحصول على أفضل ما لديه إذا لعب بجواره مهاجم آخر.

    كرة طولية للمهاجم “تارجت مان” مع تحرك المهاجم الآخر في الفراغ المتروك مباشرة. مع لوتارو على سبيل المثال، لوكاكو يستلم من تحت ويعطي الأرجنتيني الفرصة للانطلاق. العكس يحدث أيضا، لاوتارو يحجز المدافعين والبلجيكي من ينطلق في الفراغ دون الكرة.

    – حيث يقوم البلجيكي بالتفوق في الصراعات البدنية الثنائية، كأنه محطة حقيقية في مساعدة زميله المهاجم على قنص الكرة الثانية.

    – يحجز الدفاع، من أجل حصول المهاجم الآخر على المساحة المطلوبة للتحرك.

    – يتحرك من دون كرة خلف الدفاعات بالتبادل مع زميله الآخر.

    خطة نجحت بامتياز بداية الموسم، لكن الفريق واجه صعوبات واضحة بنهاية عام 2019 وبداية عام 2020، بسبب عدم وجود دكة قوية تصنع الفارق، ونقص الأسلحة الهجومية في منطقة الوسط والأطراف عند إصابة بعض اللاعبين، كما حدث أثناء غياب سينسي وباريلا في فترات سابقة، جنباً لجنب مع تضاعف الحمل على الثنائي لاوتارو ولوكاكو بالثلث الأخير، لذلك كانت الحاجة واضحة وصريحة إلى “ميركاتو” شتوي نشط.


    يمكن معرفة هدف الصفقات التي يريدها كونتي، الأطراف عنصر مهم جداً بالنسبة لأنطونيو، لأنه يفضل فتح الملعب بثنائي سريع من الأظهرة التي تنطلق إلى الأمام، وتجيد الركض على الخط الجانبي من الملعب، لذلك تعاقد الإنتر مع الثنائي فيكتور موسيس وأشلي يونج. صحيح أنها ليست بالأسماء المميزة أو المطلوبة، لكنها على الأقل ستعطيه قدر من المرونة في التغيير والمداورة، بالإضافة إلى حمايتهما بثلاثي صريح في الخلف أثناء التحولات الدفاعية.

    كذلك من المؤكد أن الإيطالي يريد التعاقد مع رأس حربة جديد ، لوكاكو هو المهاجم الذي يستلم الكرات الطولية برأسه، أو يلعب من لمسة واحدة بإحدى قدميه، أما لاوتارو فهو المساند الذي يتحرك في القنوات الشاغرة، ويبذل مجهوداً بدنياَ في الضغط على المدافعين وغلق زوايا التمرير أمام ارتكاز الخصم، وثالثهما سيكون أوليفيه جيرو في الأغلب، حتى يستخدمه المدرب كحل طارىء عند التعادل أو التأخر في النتيجة، مثل أي مدرب إيطالي كلاسيكي، برمي الكرات الطولية والعرضيات داخل الصندوق، ووضع مهاجمه القوي بدنياً أمام المرمى، في محاولة لترجمة أي فرصة إلى هدف قاتل بالدقائق الأخيرة.

    يبقى كريستيان إريكسن هو الأهم بالنسبة لإنتر كونتي في يناير، الدنماركي لاعب وسط قوي بدنياً وصانع لعب رائع على مستوى “الأسيست”، لذلك سيضيف هذا اللاعب ما ينقص الفريق في النصف الحاسم من الموسم، حيث فشل خط الارتكاز مؤخراً في صناعة الفرص، لتراجع مستوى سينسي بعد عودته من الإصابة، وابتعاد سانشيز عن مردوده، بالإضافة إلى انشغال بروزوفيتش بالهام الدفاعية، لذلك سيكون الدنماركي بمثابة كلمة السر في التحول من 3-5-2 الدفاعية إلى 3-4-1-2 الهجومية في مباريات الكالتشيو بالأخص، بتواجده كصانع لعب حقيقي أمام ثنائي الارتكاز وخلف ثنائي الهجوم، في محاولة للحاق باليوفي في صدارة الترتيب.