لي يونجهونج

فجرت صحيفة نيويورك تايمز مفاجأة من العيار الثقيل وغير محببة لعشاق كرة القدم الإيطالية بإظهار جزءاً من تفاصيل حياة لي يونجهونج مالك نادي اي سي ميلان والتي يتضح من خلالها بأن الرجل الصيني أبعد ما يكون عن الحقيقة المعروفة عنه.

يونجهونج اشتهر في الأوساط الكروية الإيطالية بأنه أحد أثرى أثرياء الصين على الإطلاق حينما اشترى أسهم ميلان مقابل 860 مليون دولار، كما ادعى بأنه يملك إمبراطورية عملاقة للتعدين والفوسفات في مدينة فوكوان الصينية.

ووضحت التايمز بأن كل ما اشتهر به يونجهونج مجرد تزييف للحقيقة، فهو لا يملك أي شركة تعدين، ولم يكن يعرف بأنه أحد أثرياء الصين، بل أنه غير معروف من الأساس في الصين للعديد من رجال الأعمال.

ووضحت تايمز بأن فريق تابع لها سافر إلى الصين ووجد أن الشركة التي يدعي يونجهونج بأنه مالكها ليست ملكه بالحقيقة بل تمتلكها شركة جوانجدونج ليون ، كما أن الشركة امتلكها 4 ملاك مختلفين في آخر عامين، وتعاني بالوقت الحالي من الإفلاس حيث لم تدفع إجارات مكاتبها الفارغة تماماً من الموظفين بالوقت الحالي.

ويظهر من التقارير بأن شركة التعدين المذكورة تم بيعها عدة مرات في قضايا مشبوهة وأحياناً بدون دفع أي دولار مقابل عملية البيع، وهو ما أثار الريبة حول ادعاء لي يونجهونج بأنه مالكها خصوصاً أن معظم الملاك حملوا نفس الاسم الأول وهو ” لي”.

وكانت شركة جواندونج ليون المالكة لأسهم شركة التعدين مملوكة من قبل شخصين في الماضي وهما لي شانغبينغ ولي شانغسونغ، وكلاهما ترعرعا في نفس المنطقة التي ترعرع فيها لي يونجهونج مالك ميلان، إلا أن شانغسونغ نفى معرفته بمالك ميلان في الماضي.

وجمعت شركة جواندونج ليون خلافات قضائية مع يونجهونج (مالك ميلان) حيث اتهما أمام المحكمة بعدم سداد قرض استلفوه من شركة أخرى عام 2015، كما يوجد خلاف قضائي حولهما بسبب قضية مثيرة ترتبط بميلان نفسه.

القضية تتحدث عن قيام لي شانجبينج بتأسيس شركة تدعى سينو – أوروبا تشانجكسينج لإدارة الأصول الرياضية ، الملفت أنه باليوم التالي تم إنشاء شركة بنفس الإسم تقريباً وهو: سينو – أوروبا تشانجكسينج لإدارة الاستثمارات الرياضية، وكلا الشركتين يقع مقرهما في نفس المبنى!

وتعرف شركة سينو أوروبا لإدارة الاستثمارات الرياضية بأنها مالكة لجزء من أسهم نادي ميلان، وهي شركة من مجموعة شركات يرأسها لي يونجهونج. علماَ أن شركة سينو أوروبا لإدارة الأصول الرياضية نفت ارتباطها بنادي ميلان بشكل قاطع وفقاً لأقوال نيويورك تايمز.

ومن الواضح أن دخول يونجهونج في قضايا احتيال ليست وليدة علاقته بشركة التعدين، فهو أجبر على دفع مبلغ 91 ألف دولار كغرامة لعدم إبلاغه على عملية بيع أسهم في إحدى الشركات العقارية، فيما تعد القضية الأقوى والأكثر تأثيراً تعود إلى عام 2004 حيث اتهمت الشركة التي تملكها عائلته بأنها احتالت على 5000 مستثمر وجنت جراء ذلك 68 مليون دولار ، وحكم بناءً على ذلك على والد لي وشقيقه بالسجن، فيما تم التحقيق مع مالك ميلان لكن لم يثبت ارتكابه لأية مخالفات.

وتأتي هذه المشاكل لتعصف بنادي ميلان حيث يتضح بأن لي يونجهونج اقترض مبلغ 354 مليون دولار لشراء أسهم النادي من بنك إليوت، ومن الواجب أن يتم دفع المبلغ كاملاً في أكتوبر عام 2018 ،  الأمر الذي يدفع الشركة الصينية التي تدعي بأنها تملك إمبراطورية في التعدين والفوسفات للبحث عن مستثمر جديد يشتري أسهم النادي، أو للبحث عن قرض بنكي يمول سداد المبلغ المقترض من إليوت.

ووضحت تايمز في نهاية تقريرها بأن ثروة السيد لي مالك ميلان حالياً غير معروفة، ولا يمكن الوصول إلى معلومة حقيقة حول قدرته على سداد ديون ميلان وإخراجه من ورطته أم لا، فيما يتضح بأن مسيرة الرجل يتخللها الكثير من قضايا الاحتيال والقضايا المشبوهة الأخرى.