من وحي الكالتشيو .. كيف أصبح يوفنتوس من الكبار ؟

علي خليفة 22:35 23/06/2019
  • Facebook
  • Twitter
  • Mail
  • Pinterest
  • LinkedIn
  • Facebook
  • Twitter
  • WhatsApp
  • Pinterest
  • LinkedIn
  • Getty Images

    موقع سبورت 360 – عندما هبط يوفنتوس في عام 2006 نحو الدرجة الثانية على إثر الأزمة التاريخية والفضيحة الكبيرة في الكرة الإيطالية المعروفة بإسم “الكالتشيو بولي” لم يخطر في بال أحد أن “السيدة العجوز” ستعود إلى شبابها في يوم من الأيام ، عقب الإعلان الرسمي عن العقوبة القاسية بحق “البيانكونيري” بدأت المشاكل تدخل ذلك النادي ، اضطر لبيعه نجومه وانخفضت أسهمه في البورصة وتعرض لضربات قاتلة تسببت بعدم قدرته على الوقوف.

    عقب الهبوط إلى “السيريا بي” استطاع الفريق ذو اللونين الأسود والأبيض لملمة جراحة ، وعاد بعد عام واحد إلى الدرجة الأولى ، وفي عام 2011 توج بلقب الدوري الإيطالي لتستمر السيطرة حتى هذا اليوم على هذه البطولة ، ووصل إلى مراحل متقدمة في أوروبا ، واستطاع استقطاب ألمع النجوم حول العالم.

    لا يوجد كبار في إيطاليا

    وبالانتقال إلى التفاصيل بعد التمهيد فإن كلمة “كبار” لها أكثر من مدلول ، سواء كبير تاريخياً مثل ميلان والإنتر ونابولي حتى روما وبإضافة يوفنتوس معهم ، لكن في الوقت الحالي لا ينفع التاريخ شيئاً ، لأن الحاضر هو المهم ، أندية مثل مانشستر سيتي وباريس سان جيرمان لا تمتلك تاريخاً كبيراً كقطبي ميلانو إلا أنهما يمتلكان حاضراً يضعهما ضمن منصة الكبار.

    Former Juventus Football Club general ma

    في إيطاليا حالياً لا يوجد إلا كبير واحد وهو يوفنتوس ، الكبير توج بلقب الدوري الإيطالي لثمان مواسم متتالية ، ووصل نهائي دوري أبطال أوروبا مرتين خلال هذه الفترة ، واستطاع دفع 100 مليون يورو لأفضل لاعب 5 مرات في أخر 10 أعوام وهو كريستيانو رونالدو ، والآن تفوق على باريس سان جيرمان وبرشلونة لخطف الهولندي ماتياس دي ليخت بأمواله رغم أنه يعيش في دولة ضعيفة اقتصادياً على الصعيد الرياضي ، ويقترب من استعادة بول بوجبا والفوز على ريال مدريد في المنافسة عليه.

    بينما يسعى يوفنتوس وراء نجوم كبار لتعزيز سيطرته يبحث ميلان عن داني سيبايوس ويحاول إيجاد طريقة لخطفه بأقل التكاليف ، بينما يتقدم عليهم إنتر ميلان بجلب أنطونيو كونتي لكنه عاش نفس الفترة خلال المواسم الماضية ، في حين يبيع روما نجماً في كل موسم لتسيير أموره المالية.

    الإدارة له دور مختلف

    في يوفنتوس هنالك إدارة لها علاقة كبيرة بكرة القدم ، أندريا أنييلي وبارتيتشي وبافل نيدفيد وسابقاً بيبي ماروتا ، استطاعت تلك الإدارة البدء من الصفر للوصول إلى القمة ، بينما الأخرون لا يعرفون أين هو الصفر وكيف يجدونه.

    Pogba

    يوفنتوس في عام 2010 جلب كونتي ووقع مع لاعبين رائعين وبأسعار بسيطة لكنهم بحثوا عن النوعية قبل الكمية ، جلبوا أرتورو فيدال بمبلغ لم يتعدى 25 مليون يورو ، وكارلوس تيفيز بـ 11 مليون يورو ، وأندريا بيرلو وبول بوجبا بشكلٍ مجاني.

    وفي تلك الفترة نجح يوفنتوس في بناء ملعب خاص به وهو الوحيد في إيطاليا الذي يمتلك ملعباً خاصاً ، واستثمر لاعبيه بالبيع بعد مواسم وبأسعار كبيرة ، لكنه عوضهم بشكلٍ صحيح على عكس ميلان بعد حقبة إبراهيموفيتش وتياجو سيلفا وحتى الإنتر بعد ثلاثية 2010.

    وعملت تلك الإدارة على مبدأ “السلم” من خلال الصعود درجة بدرجة ، كان مهاجمهم ميركو فوسينيتش في بداية المشروع ، تطور الأمر لكارلوس تيفيز ، ومن ثم جونزالو هيجواين ، وبعدها باولو ديبالا ، والآن كريستيانو رونالدو.

    FBL-ITA-SERIEA-SAMPDORIA-JUVENTUS

    الاختيار الصحيح

    ومنذ عدة مواسم لم نكن نرى لاعبين فشلوا بعد انتقالهم إلى يوفنتوس ، هنالك تناسق بالاختيارات ، جلب مدربين يسيرون وفقاً لمخططات يوفنتوس ، وتدعيم الفريق كما يريد المدربين ، جلب لاعبين يخدمون خططهم ، رغم أن هنالك مشاكل حدثت بسبب ذلك مع أنطونيو كونتي إلا أن النهاية لم تكن حزينة ، بل القرارات كانت صحيحة.

    عدم الاهتمام لوضع المنافسين

    ومن أكثر الأمور التي أثارت إعجابي عدم اهتمام يوفنتوس لما يحصل مع منافسيه ، ابتعاد ميلان والإنتر عن المنافسة مع يوفنتوس لم يؤثر على مشروع “البيانكونيري” ولم يجبرهم على الاستراحة رغم معرفتهم أن ذلك لن يؤثر على تتويجهم بلقب الدوري الإيطالي.

    في كل موسم يتوج به الفريق بلقب يزيد إصرار الإدارة على التطور وتقوم بتدعيم الفريق بنوعية أقوى من اللاعبين ، على عكس أندية أخرى سواء في إيطاليا أو أوروبا.

    المستقبل

    ويستعد يوفنتوس الآن لتغيير فلسفته في الموسم القادم للتماشي مع التطورات التي طرأت على كرة القدم ، حيث يسعى لتغيير فلسفته الإيطالية البحتة لفلسفة أكثر جمالية في كرة القدم مع ماوريسيو ساري ، بجانب ذلك يبحث عن لاعبين جدد لتطوير طريقة لعبه.

    المستقبل الآن يؤكد أن يوفنتوس يعيش في العالمية ، لم يعد نادٍ إيطالي ينافس محلياً ويسعى لأي إنجاز أوروبي ، بل يبحث عن السيطرة على كافة الأصعدة .. وهذا يجعله من طينة أندية مثل برشلونة وريال مدريد في الحاضر والتاريخ.