Getty Images

تابعت لقاء اليوفنتوس وضيفه الأياكس بالأمس في أحد مقاهي دبي ، ولفتني مجموعة شبان تبدو اللاحة المغربية عليهم وهم يتفاعلون مع كل صغيرة وكبيرة مع النادي الهولندي وتحديداً لقطات حكيم زياش . وهو الأمر الذي لم استغربه صراحة لأنني أعرف تماماً كم يتفاعل المرء مع ابن بلده ويتعاطف مع الفريق الذي يلعب له ولنا في محمد صلاح مع ليفربول خير مثال .

أصخت السمع أكثر فسمعتهم يتحدثون بلغة أخرى غير العربية أو الفرنسية ..بشيء من التدقيق عرفت أنهم يتحدثون بالهولندية ففهمت أنهم هولنديون من أصل مغربي ،والملفت أنهم كانوا يرتدون الأسود وهو اللون الثاني للأياكس الذي فاز به الفريق على كل من ريال مدريد واليوفنتوس بالأمس بكل جدارة واستحقاق.

الطريف أن هذا اللون الأسود ناسب وضعية الأياكس كأفضل حصان أسود تشهده المسابقة منذ سنوات ، والأكثر طرافه أنه فاز به على كل فريق كبير كان الأبيض لوناً له أو أحد ألوانه لتتجسد قصة الحصان الأسود بأفضل طريقة .

أياكس امستردام

أياكس امستردام

الكتيبة التي يقودها المدرب إريك تين هاغ والذي يصفه بالجميع بأنه تلميذ جوارديولا عندما كان الأخير مدرباً للبايرن _على اعتبار أن هاج كان مدرباً لفريق البايرن الثاني وقتها _ تي قدمت كرة قدم ربما هي الأجمل منذ سنوات لأنها مزجت بين الأداء الجمالي الذي ميز الكرة الهولندية و الضغط العالي واستخلاص الكرة السريع الذي ميز كرة جوارديولا وأضاف إليها بنجاح القوة الدفاعية والانطلاق بالمرتدات بتمريرات سريعة هي مزيج بين العرضي والطولي لتكون كرة هاج مزيجاً فريداً بين الجمالية والفاعلية .

MADRID, SPAIN - MARCH 05: Erik Ten Hag, Manager of Ajax looks on prior to the UEFA Champions League Round of 16 Second Leg match between Real Madrid and Ajax at Bernabeu on March 05, 2019 in Madrid, Spain. (Photo by David Ramos/Getty Images)

بطبيعة الحال ساعد المدرب الشاب امتلاكه للأدوات التي تسمح له بتنفيذ أفكاره . فأسماء كدي يونج ودي ليخيت ونيريس وتاديش والأكيد نجمنا العربي المغربي حكيم زياش بصغر سنها وإعدادها البدني العالي والجرأة الكبيرة التي تمتلكها سمحت لهم بالوصول إلى نصف النهائي متجاوزين حامل اللقب وأحد أقوى المرشحين . الشخصية المميزة التي أظهرها هؤلاء الشبان تؤكد بوضوح فرادتهم وفرادة مدربهم لأن شخصية الفريق من شخصية مدربه كما يعرف الجميع .

اليوفي الذي كان يتوقع له الكثيرون الوصول للنهائي نتيجة لوجود رونالدو في صفوفه ولاكتمال شخصيته عاش كابوس الأياكس الأسود بأسوأ صوره . فكان بطيئاً وضعيفاً وخسر بالسهولة نفسها التي يفوز بها على خصومه في إيطاليا وهو سيدها المطلق . للإصابات دور لكن مسيرة الفريق تظهر بوضوح أنه لم يمتلك بعد شخصية الأبطال . والأكيد أن رونالدو وحده لا يكفي ، فإن لم يكن هناك تمويل صحيح فلن يستطيع لوحده فعل أي شيء . هناك ضرورة للعمل على الوسط ، وهناك ضرورة لإيجاد طرق لتغيير شخصية الفريق خصوصاً في مواجهات الذهاب والإياب سواء أكان ذلك بتغيير المدرب أم بتغيير عدد من اللاعبين .

الأياكس فريق يجعلك تشعر بالسعادة والحزن معاً ..السعادة بكرة القدم التي يقدمها والحزن بأنه فريق لن يستمر لأن نجومه سيطاردون من قبل كبار أوروبا بمبالغ فلكية لا يستطيع أحد أن يقول لها لا. وعاجلاً أم آجلاً سيرحل المدرب واللاعبون والذين كان أول الغيث دي يونج إلى برشلونة الذي يستحق التهنئة على ضربة كهذه . فلو تأجلت الصفقة للصيف لضربت قيمتها باثنين فوراً ، وهو ما سيحدث مع الباقين .