واشنطن بوست – إنهم يسمونها “مباراة القرن” و”نهائي جميع مباريات كرة القدم”. هم ليسوا على خطأ.

فكر كأن مباريات سيلتيكس ضد ليكرز، برشلونة أمام ريال مدريد وإنجلترا في مواجهة إسكتلندا، كلها تحولت إلى مباراة واحدة وأنت لا تزال لم تعطها حقها.

التنافسية بين أندية بيونس آيرس: بوكا جونيورز وريفر بليت هي الأكثر شدة والأكثر حدة على وجه الأرض. ومباريات السوبر كلاسيكو العادية تخلق أجواء ساخنة ليست لضعاف القلوب.

لكن المباراتين القادمتين ستكونان أكثر ضخامة من المعتاد، لأن الناديين سيقابلان بعضهما البعض في نهائي كوبا ليبرتادورس، وهي البطولة المماثلة لدوري أبطال أوروبا في أمريكا الجنوبية.

“إنني أصاب بالقشعريرة بمجرد التفكير في المباراة”، هكذا صرح جونزالو رودريجيز بيرالتا، مشجع لريفر بليت يبلغ من العمر 45 عامًا والذي منح عضوية النادي من قبل والده الراحل عندما ولد “لا يوجد أي تفسير، فأنت فقط تفهمه عندما تكون هناك”.

هذه هي المرة الأولى التي يلتقي فيها أكبر فريقين في الأرجنتين في نهائي كوبا ليبرتادورس. البوكا ربح اللقب 6 مرات منذ بداية البطولة في عام 1960، بفارق لقب واحد عن إنديبندينتي الأرجنتيني صاحب الرقم القياسي بالفوز باللقب 7 مرات. ريفر بليت ربح اللقب في 3 مناسبات فقط.

وقال جويرمو باروس سكيلوتو مدرب البوكا “بوكا وريفر بليت رفعا الكرة الأرجنتينية إلى مستوً لم يسبق لها الوصول إليه. بغض النظر عما ستخرج به مباراتا النهائي، لقد وضعنا الكرة الأرجنتينية على أعلى مستوً. اليوم، العالم كله يتحدث حول هذا النهائي”.

ومن المقرر أن تلعب المباراة الأولى في استاد بوكا جونيورز في أرض مرعبة تُدعى “لا بومبونيرا” أو “صندوق الشوكولاتة” لشكلها المغلق بإحكام، والذي يبدو مثل صناديق مكدسة فوق بعضها البعض. المباراة الثانية ستكون في 24 نوفمبر على أرض ريفر بليت، المونيمونتال دي نونيز، حيث فازت الأرجنتين بأولى ألقابها لكأس العالم في 1978.

كما هو المعتاد في السنوات الأخيرة، مشجعو الفريق الزائر لن يسمح لهم بالدخول بسبب الخوف من العنف. لقد كان الأمر كذلك منذ 2013 ولا حتى نداء من ماوريسيو ماكري رئيس الأرجنتين قد يغير ذلك.

بعض من أفضل اللاعبين من التاريخ جاؤوا من البوكا وريفر بليت. دييجو مارادونا، الذي قاد الأرجنتين للقب كأس العالم 1986 أمضى فترتين في البوكا ولديه مقعد مخصص لكبار الشخصيات محجوز في الاستاد. صانع الألعاب خوان رومان ريكيلمي والهداف الهائل مارتن باليرمو كان جزءً من العصر الذهبي عندما هزم النادي نظيره ريال مدريد على كأس الإنتر كونتيننتال في عام 2000.

ويفخر ريفر بليت بأن أفرز لاعبين من الطراز العالمي مثل ألفريدو دي ستيفانو، والذي بدأ مسيرته الكروية في النادي، وواصل للفوز بخمسة ألقاب أوروبية مع ريال مدريد أو إنزو فرانشيسكولي، مصدر إلهام لفرنسا زين الدين زيدان، الذي قام بتسمية أحد أبنائه على اسم المهاجم الأوروجوياني.

على الرغم من أنها المرة الأولى التي سيتواجه فيها البوكا وريفر بليت على لقب الكوبا ليبرتادورس، إلا أن الفريقين تقابلا من قبل في البطولة الأمريكية الجنوبية 3 مرات، البوكا كسب في ربع نهائي بطولة عام 2000 بنتيجة 4-2 في مجموع المباراتين، وفي نصف نهائي 2004 بركلات الترجيح، في حين فاز ريفر بليت بمواجهة الدور ثمن النهائي عام 2015 بنتيجة 1-0 بعدما أقصى منظمو البطولة البوكا بسبب ما ألقاه مشجعوه في مباراة الإياب من رقعة الفلفل.

مارسيلو جالاردو مدرب ريفر بليت صرح مؤخرًا قائلًا “لا أحد يمكنه محو ما تم فعله، ولكن الآن، هي قصة جديدة تمامًا، صفحة واحدة أخرى في هذا الكتاب. سيكون الأمر متروكًا لنا لمواصلة أن نكون جزءً من هذا التاريخ”.

ويبحث ريفر بليت عن التتويج بلقبه الثاني للكوبا ليبرتادورس في آخر 3 أعوام. وهو ما سيعد إنجازًا ضخمًا مع الأخذ بعين الاعتبار هبوط الفريق إلى الدرجة الثانية في 2011 وهي التي كانت ضربة مؤلمة تسببت في أعمال شغب بين المشجعين والشرطة.

جالادو، والذي هو لاعب سابق في ريفر بليت، استعاد فخر النادي بعدما تولى المسؤولية الفنية له في 2014، من خلال الفوز بالعديد من البطولات بما فيها كأس السوبر الأرجنتيني العام الماضي ضد البوكا.

باروس سكيلوتو مدرب البوكا قال “إنها ليست مباراة أخرى في الدوري. إنه نهائي. الشيء الوحيد في ذهني هو محاولة الفوز بهاتين المباراتين”.

كلا المدربين لديهما الكثير للّعب من أجله. فبالإضافة للحصول على مكانة مميزة بين المشجعين، المدرب الفائز سوف يعزز حظوظه لتولي تدريب المنتخب الأرجنتيني.

وسيكون جالادو في وضع غير مواتٍ، حيث سيغيب عن المباراة الأولى بسبب إيقافه من قبل اتحاد أمريكا الجنوبية لعدم التزامه بتنفيذ عقوبة سابقة بعدم التواصل مع لاعبيه خلال نصف النهائي.

على أرض الملعب، كارلوس تيفيز هو أكثر لاعب معروف في البوكا، والذي ظهر في كأسي عالم مع الأرجنتين، وسبق له اللعب لأندية يوفنتوس، مانشستر يونايتد ومانشستر سيتي. ولكن هذه الأيام، الفريق يعتمد على المهاجم داريو بينيديتو، والذي ساعدت أهدافه الفريق على بلوغ النهائي.

جونزالو “بيتي” مارتينيز قد يكون اللاعب الذي يستحق المشاهدة من جانب ريفر بليت. هو سجل في آخر مباراتين ضد البوكا ومن المتوقع عودته للتشكيلة عقب تعافيه من نزلة البرد. بعض اللاعبين المفتاحيين الآخرين مثل خوان كينتيرو وفرانكو أرميني والذي يعد واحدًا من أفضل حراس المرمى في الكرة اللاتينية.

بابلو بيريز كابتن البوكا قال “نحن نعيش لحظة فريدة من نوعها. أولًا، لأنه نهائي، وثانيًا لأنه ضد ريفر بليت”.