روما …عندما يتحول الحصان الأسود إلى أبيض

Mitri Hajjar 16:56 11/04/2018
  • Facebook
  • Twitter
  • Mail
  • Pinterest
  • LinkedIn
  • Facebook
  • Twitter
  • WhatsApp
  • Pinterest
  • LinkedIn
  • دي فرانشيسكو

    لم يكن أحد بالأمس (بمن فيهم كاتب هذه السطور ) يتوقع أن يقلب روما الطاولة  ويتأهل إلى نصف نهائي دوري أبطال أوروبا  على حساب أحد أفضل فرق أوروبا برشلونة وهو خاسر ذهاباً بأربعة أهداف لهدف ، ثلاثية بيضاء كانت نظرياً مستحيلة في ظل حاجة روما للهجوم أمام هجوم قاتل يقوده أفضل لاعب في العالم وهو ميسي ومعه أحد أفضل قناصي وقتنا الحالي لويس سواريز. لكن الذي حصل أن روما وبسيناريو مثالي انتزع فوزاً سوريالياً  محرزاً هذه الثلاثية  نظيفة بعد سيطرته على كامل مفاتيح اللقاء وقيادته للمباراة بشكل مثالي عبر التسجيل  في الأوقات المناسبة ليكتب سطوراً جديدة في تاريخ  المسابقة الأوروبية الأغلى.

    منذ أن بدأت البطولة وروما من الفرق المرشحة لتلعب دور الحصان الأسود فيها ، ومع تجاوزه لتشلسي وإخراجه لأتلتيكو مدريد أثبت روما أنه فعلاً الأقوى للحصول على هذا اللقب الذي ناله تماماً بعد وصوله إلى ربع النهائي على حساب شاختار . لكن قصة الأحصنة السود معروفة فهي تنطلق بقوة وفي النهاية تصل حدودها وتتوقف ، وهو ما توقعه الجميع مع نتيجة القرعة التي وضعت الذئاب في مواجهة أحد أفضل فرق أوروبا هذا الموسم والذي لم يخسر سوى أمام  اسبانيول في الكأس وهي مباراة  عديمة القيمة لأن البرشا تأهل للنهائي بعدها. وقد تعززت هذه التوقعات مع نتيجة الـ 4-1 في الكامب نو والتي جعلت التأهل شبه مستحيل في الاولمبيكو . لكن هدف دجيكو ذهاباً أثبت أن وزنه ذهب إياباً واستطاع بفضله روما التأهل إلى الدور الثاني مما يؤكد أن قاعدة الهدف خارج الأرض لها فوائد أيضاً  تعطي أملاً للفرق التي تلعب في ملعب الآخرين وتشجع اللعب الإيجابي أيضاً. ومنذ أن أبعد برشلونة عن المسابقة ، يمكن القول أن روما انقلب من حصان أسود إلى أبيض …والسبب يعود لمسيرته في المسابقة حتى الآن ، فمن يخرج أحد أفضل فرق المسابقة في الفترة الاخيرة ونعني هنا  أتلتيكو مدريد  ويتجاوز بطل إنجلترا  تشلسي  ويهزمه بثلاثية بيضاء في روما ويعادله بعد تأخر 3-3 ويكملها بإخراج برشلونة من المسابقة (فعلياً أول وثاني الدوري الاسباني في الموسم الحالي ) فهو ليس مجرد حصان أسود فاجأ الجميع ، بل هو حصان أبيض عمل في الظل وظهر إلى النور في الوقت المناسب وبأفضل طريقة ممكنة .

    دي فرانشيسكو هو المدرب الثاني فقط من إيطاليا ويقود فريقاً إيطالياً يستطيع الوصول إلى الدور نصف النهائي منذ العام 2010  بعد ماسيمليانو أليغري مع اليوفنتوس  ، وهو الأول منذ العام 2010  الذي يقوم بذلك في موسمه الأول مع الفريق حيث أن أليغري لم يتمكن من الوصول لأبعد من ربع النهائي عندما كان مدرباً لميلان. وهذا الأمر يجعله عملة نادرة بين مدربي إيطاليا الذين فقدوا منذ رحيل مدربين على شاكلة  ليبي وأنشيلوتي  القدرة على بناء عقلية التعامل مع المنافسات الأوروبية . ويجب الاعتراف في الوقت نفسه أنه استفاد من البيئة التي وفرها المدير الرياضي مونشي وأيضاً من الاستهانة بروما وحظوظه في التخفيف من الضغوط الذهنية على لاعبيه ففاجأ خصومه بتكتيكات مميزة وعقلية حادة أوصلته لماهو عليه. لكنه بالتأكيد وصل لهذا الدور وحقق الانتصار على كل هذه الفرق وآخرها برشلونة بجدارة واستحقاق ولكونه يؤدي أداءً كبيراً وليس لسوء برشلونة  أو غيره  أو بسبب تقاعس أفرادهم . والفريق إن  خسر بعد فوزه المبهر  عنصر المفاجأة  كان يعطيه أفضلية خفية ، فهو لم يخسر عنصر الاستهتار من قبل الخصوم حيث من الأكيد أن جميع المتأهلين للدور نصف النهائي سيرغبون في مواجهة روما على اعتباره الأقل ترشيحاً ، وهذا سلاح آخر سيستغله دي فرانشيسكو بأفضل طريقة ممكنة تكتيكياً ونفسياً مستعيناً بالغرينتا الإيطالية التي أثبتت أنها لا تموت وإن اختفت لفترات طويلة .

    لمتابعة الكاتب على فيسبوك وتويتر :