حكايات من الدوري الإيطالي … الكرة الشاملة

  • Facebook
  • Twitter
  • Mail
  • Pinterest
  • LinkedIn
  • Facebook
  • Twitter
  • WhatsApp
  • Pinterest
  • LinkedIn
  • تتحول الأظهرة وقلوب الدفاع إلى مهاجمين ويتراجع المهاجم إلى الخلف ليصبح مدافعا، اللاعب المتخصص في مركز واحد في كرة القدم سيندثر

    بريان جلانفيلي

    مجموعة حكايات ومقطفات ولحظات لا تنسى من تاريخ الدوري الإيطالي يرويها لنا الكاتب جون فوت في كتابه “كالشيو … تاريخ الكرة الإيطالية”

    رغم أن يوهان كرويف لم يلعب سابقا في إيطاليا إلا ان تأثيره كان كبيرا على الكرة الإيطالية فأياكس الفائز بثلاثة كؤوس أوروبية في السبعينيات قدم كرة قدم جديدة ومطورة للعالم، الكرة الشاملة كانت تعتمد على الحركة والمرونة والتمريرات القصيرة

    كتب دافيد وينر

    أعتمدت الكرة الشاملة على نظرية المساحات المرنة ففي الهجوم يتم توسيع الملعب لأكبر عرض ممكن وفي الدفاع تندثر المساحات، الكرة الشاملة هي عكس الكاتيناتشو تماما والتي كانت تعتمد على المراقبة رجل لرجل والإلتزام الدفاعي والتمريرات الطولية والهجمات المرتدة

    جاء إنتصارين لأياكس على حساب أندية إيطالية فخطف الفريق الهولندي الكأس من إنتر ميلان في 1972 ويوفنتوس في 1973 وجاءت تلك الهزائم كالسيل ضد الكرة الدفاعية فإنتر تأهل بعد أن أقصى سيلتك في نصف النهائي بركلات الجزاء بعد أن أنتهى لقائي الذهاب والإياب بنفس النتيجة وهي التعادل السلبي

    أنتصر أياكس في النهائي بهدفين نظيفين في لقاء صدامي بين طريقتي لعب متضادتين لتفوز في النهاية الكرة الشاملة وتكتسح الكاتيناتشو

    لم يتم تقبل الكرة الشاملة في إيطاليا بسهولة لا من اللاعبين ولا المشجعين ولا الاندية نفسها فالعقلية الدفاعية كانت هي المسيطرة على العقول هناك وظل جياني بيريرا الصحفي الغيطالي الأشهر متمسكا بتلك العقلية الدفاعية ومدافعا عنها ضد سموم الكرة الشاملة

    ورغم أنه كان يوجد فارق كبير بين الشمولية والكاتيناتشو خصوصا في حرية الحركة وإستخدام التمريرات القصيرة إلا أن نموذج هيلينو هيريرا رفقة إنتر ميلان كان يجمع بعضا من خصائص الكرة الشاملة فالمهاجمين كانوا يتأخرون إلى الخلف وتتحول الأظهرة إلى مهاجمين

    كان شعار هيريرا الأبرز هو هاجم الكرة ليتم إغلاق المساحات أمام حامل الكرة من الخصم وهو الشعار الذي تسبب في هيمنة أندية ميلان في فترة الستينيات

    في نفس العقد كان باولو أمارال المدير الفني ليوفنتوس يلعب بأسلوب يجمع بين الأثنين في نوعية كرة قدم متطورة عما تقدمها الأندية الهولندية والمدير الفني البارجوياني هيربيرتو هيريرا – ليس قريبا من هيلينو الأرجنتيني- فاز بلقب الدوري في 1967 بكرة أقدم أشبه بالكرة الشاملة

    أعتمد هيريرا البارجوياني  على الحركة بدون كرة لخلق المساحات ولكن النظام الذي كان يطبقه في يوفنتوس ظلم بعض اللاعبين المهاريين مثل عمر سيفوري فطبقا للمدرب كان على اللاعب أن يساعد الفريق وليس طموحه الشخصي

    تسبب ذلك في وقوع خلافات بين المدرب والمهاجم ليرحل اللاعب الأرجنتيني إلى نابولي في النهاية، الكرة الشاملة كانت تحاول مساعدة لاعبيها ولكن في بعض الاحيان كان التكتيك أهم من كل شيء فعلى الجميع أن يكونوا جميعا متساويين

    بسبب نجاحات أياكس والمنتخب الهولندي حاولت الأندية الأوروبية الكبرى تقليدهم مع جيل جديد من المدربين في محاولة لمحاكاة أسلوب لعب الفريق الهولندي فحاول جوسيبي ماركيوري مع ميلان والذي تم إقالته بعد 15 مباراة لم يحقق فيها سوى إنتصارين ويتم إستبداله بملك الكاتيناتشو نيريو روكو

    وفي التسعينيات حاول يوفنتوس تجربة جيجي مافيردي وإنتر مع كورادو أوريكي في محاولة لصنع ثورة بأسلوب لعب حديث وأنتهت تجربتهم في النهاية بشكل كارثي حيث فشلت الأندية الإيطالية طوال تاريخها كسر عقليتها الدفاعية إلى أن وصل مدرب لم يلمس الكرة بشكل إحترافي من قبل وهو أريجو ساكي