حكايات من الدوري الإيطالي … إيربشتين القائد التكتيكي لتورينو العظيم

  • Facebook
  • Twitter
  • Mail
  • Pinterest
  • LinkedIn
  • Facebook
  • Twitter
  • WhatsApp
  • Pinterest
  • LinkedIn
  • مجموعة حكايات ومقطفات ولحظات لا تنسى من تاريخ الدوري الإيطالي يرويها لنا الكاتب جون فوت في كتابه “كالشيو … تاريخ الكرة الإيطالية”

    يعتبر إيرنستو إجري إيربشتين واحدا من المدربين العظماء في تاريخ الكرة الإيطالية، فالمدرب المجري الذي كان مديرا تقنيا لتورينو في 1938/1939 و من 1946 إلى 1949 ليس مشهورا فقط للنجاحات التي حققها تورينو في تلك الفترة معه

    ولد إيربشتين في بودابيست في 1898 وبدأ مسيرته في فريق يدعى باك حيث كان جيدا كفاية للحصول على إستدعاء للإنضمام إلى المنتخب الوطني ونظرا لكونه هاويا فقد كان يعمل في القطاع المصري حتى هجرته في 1924 إلى الولايات المتحدة الأمريكية

    بعد أن لعب لفريق بروكلين وانديررز أنتقل إلى إيطاليا وتحديدا إلى فريق يدعى فيومي – الآن أصبح ريجيكا الكرواتي” والتي كانت تابعة لإيطاليا حينها قبل أن ينتقل إلى فينسيا ويعتزل هناك ويبدأ مسيرته التدريبية رفقة باري في الجنوب

    قاد إيربشتين فريق لوتشيسي إلى الدرجة الاولى قادما من الدرجة الثالثة في خمسة سنوات فقط وبسبب شهرته تلك حصل على منصبه في نادي تورينو في 1938 ولكن بدايته كانت في توقيت كارثي لأسباب سياسية بسبب رغبة موسوليني في الاتحاد مع النازيين

    تم إستبعاد اليهود من الاعمال الإقتصادية والإجتماعية وتم حرمان الأطفال من الإنضمام إلى المدارس ورغم أن إيربشتين وعائلته قد أعلنوا دخولهم في المسيحية إلا أن أصولهم اليهودية كان ينطبق عليها القانون ليتم إبعاده عن تدريب الفريق

    هرب إيربشتين إلى هولندا في البداية ولكن تم رفض عبوره إلى هناك ليقرر العودة إلى بلده الأم والعاصمة بودابيست ولكنه فشل في الإنضمام إلى عالم كرة القدم ليعمل في إستيراد المنسوجات من إيطاليا وظل يزور تورينو وفريقه القديم ويقال بأن تعاقدات الفريق في ذاك الوقت المتمثلة في مازولا ولويكي كانت من ترشيحاته

    أجتاح النازيين بودابيست في 1944 وتم أخذ إيربشتين إلى مخيم أعتقال بينما عائلته أختفت، هرب المدرب من المعسكر ونجح في الحصول على الحصانة من السفارة السويدية وبعد تحرير المجر عاد إبرشتين إلى تورينو ووظيفته التي فقدها أثناء الحرب

    كان الفضل لدراسته لعلوم اللياقة البدنية في المجر سببا في جعله من أوائل المدربين الذين قدموا أساليب حديثة في التدريب البدني إلى عالم كرة القدم حيث كان يجبر لاعبيه على التدرب لساعات طويلة وتكرار التدريبات بشكل متواصل ورغم كره اللاعبين له إلا أن النتيجة كانت رائعة

    على المستوى التكتيكي طور المدرب من اللعب التموضعي حيث كان يأمر لاعبيه بإستغلال كل المساحات المتاحة في الملعب وللدعم المعنوي كان يخترع الهتافات الحماسية سيرا على فلسفة الفيلسوف الهولندي جوان هوزينجا

    تسببت كل تلك العوامل سلسلة من النجاحات قادت إيربشتين إلى بناء فريق تورينو العظيم والذي سقط بسقوط طائرة الفريق في حادثة سوبيرجا في 1949 لتفقد الكرة الإيطالية واحدا من أعظم مدربيها رفقة الفريق الأعظم في تاريخ تورينو النادي