حكايات من الدوري الإيطالي … أنجيليليو … البطل الذي قضت عليه إمراة

  • Facebook
  • Twitter
  • Mail
  • Pinterest
  • LinkedIn
  • Facebook
  • Twitter
  • WhatsApp
  • Pinterest
  • LinkedIn
  • مجموعة حكايات ومقطفات ولحظات لا تنسى من تاريخ الدوري الإيطالي يرويها لنا الكاتب جون فوت في كتابه “كالشيو … تاريخ الكرة الإيطالية”

    أنجليليو كان فتى طيب، كان بطلا تم تدميره على يد إمرأة

    شهد عام 1957 وصول ثلاثة نجوم أرجنتينيه إلى الساحة الكروية الإيطالية  بعد أن ساعدوا بلدهم في الفوز ببطولة كوبا أمريكا بعد أن أكتسحوا البرازيل بثلاثية نظيفة في النهائي، كان الثلاثة “أوريوندي” أي يمتلكون أصولا إيطالية

    كانت عائلة عمر سيفوري تنحدر من ليجوريا وعائلة هومبيرتو ديونيسيو كانت تعيش قريبا من بافيا بينما أنتونيو فالنتين أنجيليلو فقد كان قادما من الجنوب وتحديدا من باسيلكاتا، وسريعا تم إطلاق لقب “ملائكة بوجوه متسخة” بسبب شكلهم من ناحية وبسبب أنه وصف ذو وقع جيد من جهة أخرى

    ذهب سيفوري إلى يوفنتوس وديونيسيو أنضم إلى بولونيا بينما أنجيليلو الذي كان في العشرين من عمره حينها فقد أنضم إلى إنتر ميلان ب90 مليون ليرة إيطالية

    وصف دانسيلو سارجويا وصول اللاعب أنجيليلو إلى إيطاليا فقال

    لقد وصل إلى المطار بحقيبة فاخرة وشنب تشارليز بوير وتسريحة شعر منمقة كأنه من نجوم السينما

     

    كان ذلك وصفا رائعا للاعب لم ينضم لتأدية خدمته العسكرية ولذلك ظل غير قادر على العودة إلى الأرجنتين حتى 1977 عندما تم رفع إسمه من قائمة المطلوبين لتأدية الخدمة في بلاده الأم

    جاء اللاعب إلى إيطاليا رفقة عائلته وأنتقل للعيش في شقة في لامبرات في شرف ميلانو وفي نهاية الأسبوع كان يتجمع في منزل عائلته مجموعة من اللاعبين القادمين من الأرجنتين للحصول على عشاء والدته المنزلي وفي الصيف كان أنجيلينو يلتقي ببقية عائلته في أوروجواي في منزل خوان البيرتو سكيافوني وظل غير قادر على حضور دفنة أي من أقربائه في الأرجنتين حتى تاريخ رفع اسمه من قائمة المطلوبين لتأدية الخدمة العكسرية هناك

    كان أنجيلينو لاعب خط وسط مهاجم مبدع ومهاري مع إحساس لا يخطئ في توقيت دخول منطقة الجزاء، كان يحب التحرك بحرية خلف المهاجمين ولمسته الأولى كانت تخطف الأنظار وقلوب الجماهير التي كانت تصف قدمه الساحرة بأن حذائه يمتلك فرشاة لرسم اللوحات وليس مسامير في أسفلها

    في موسمه الأول مع المدرب الإنجيلزي جيسي كرافير سجل 16 هدفا وموسمه الثاني كان تاريخيا حيث سجل 33 هدف في 33 مباراة لعبها في ذاك الموسم منهم 4 ركلات جزاء فقط وهو رقم تاريخي لم يتم تحطيمه إلى هذه اللحظة وبسبب تلك الارقام تحول أنجيليلو إلى معشوق جماهير إنتر الأول ومثلها الأعلى

    ولكن رغم أرقامه المميزة إلا أن إنتر فشل في تحقيق اللقب في ذاك الموسم وهو ما كان قد تحول إلى هوس للرئيس أنجيلو موراتي الراغب والساعي في حصد الألقاب ليتم الإستعانة بالمدرب الأرجنتيني هيلينو هيريرا لتدريب الفريق

    أنطلق إنتر رفقة هيريرا بقوة وأنجيليلو كان احد الأسماء المساهمة في ذلك فسجل سبعة أهداف في الجولات الأولى من الدوري ونجح في الحصول على إستدعاء للمنتخب الإيطالي ولكن فجأة تم إستبعاده تماما من قائمة الفريق حتى منتصف شهر فبراير من ذاك الموسم 1960-1961 وبدون إبداء أسباب

    لماذا تم إستبعاده؟ الخبراء كانوا يقولون لأنه لم يكن في مستواه حينها ولكن تلك إجابة تحتاج إلى تفسير

    كان أنجيليليو أحد الأسماء التي قرر موراتي التضحية بها وتحميلها مسئولية عدم الحصول على اللقب حيث اتهم الرئيس نجمه وهدافه بأنه لا يحاول بالشكل الكافي

    أنجيليليو يشبه الممثلين عندما يريد العمل يكون الممثل الأفضل ولكن عندما يرغب في الراحة يختفي تماما

    لا أحد يمكنه ضمان مكان له في الفريق

    كما أنهارت علاقته بالمدرب هيريرا أيضا ليتم سحب شارة قيادة الفريق منه مع تحول في طريقة لعب إنتر إلى الجوانب الدفاعية، أخبار المشاكل بين أنجيليليو وإنتر كانت دائما ما تتصدر أغلفة الصحف الإيطالية مع وعد من المدرب هيريرا بإعادته إلى الملعب إن عاد لمستواه أولا

    ربط العديد من الصحافيين تراجع مستوى اللاعب وعلاقته بالمغنية إليا لوبيز والتي قابلها في أحد الملاهي بمدينة ميلانو حيث كتب جياني بيريرا

    كان هناك علاقة عكسية بين مستواه في الملعب وبين علاقته وتصرفاته مع لوبيز

    إسقاط أنجيليليو لم يكن لأسباب كروية بحته

    أكد هيلينو هيريرا على ذلك في حديث له بعد سنوات من تلك الواقعة حيث قال

    لم يكن هناك طاقة متبقية لأنجيليليو للعب معنا

    لا يستطيع أحد أن يؤكد أن العلاقة مع لوبيز كانت السبب الرئيسي ربما هي واجهة فقط لما كان يحدث خلف الكواليس ولكن مهما كانت الحقيقة ففي النهاية طلب هيريرا من الرئيس موراتي أن يقوم ببيع اللاعب

    أنجيليليو تحول من إله إلى شخص عادي وهيريرا كان لديه الجراءة ليطالب بالتخلص منه

    الغريب أن موراتي حاول كثيرا الحفاظ على اللاعب نظرا لإعجابه به، أنجيليليو بعد تركه لكرة القدم قال بأن موراتي كان يعتبره كأبن له والصحافة أكدت ان حياة اللاعب الشخصية كانت السبب الرئيسي والوحيد لإستبعاده

    في النهاية إبعاد أنجيليليو لم يغير شيء فإنتر خسر الدوري في نهاية ذاك الموسم بعد أن كان متصدرا لأكثر من نصف الموسم

    لم تكن مسيرة اللاعب الدولية محظوظة أيضا حيث لعب لإيطاليا مباراتين سجل خلالهم هدف وذلك قبل قرار منع ضم اللاعبين “الأوريوندي” ضمن قائمة المنتخب في كأس العالم 1962 واللاعب كان غير قادر على اللعب للارجنتين أيضا بسبب هروبه من التجنيد هناك ليقع اللاعب في دوامة من عدم القدرة على اللعب سواء لمنتخب بلاده التي ولد بها أو التي تنتمي لها جذور عائلته

    بنهاية الموسم أخبر هيريرا الرئيس موراتي بأن أنجيليليو قد أنتهى تماما ورغم أن موراتي لم يرغب في البيع إلا انه في النهاية قرر الموافقة على العرض الأفضل والذي جاء من روما وتم إضافة شرط يمنعه من الإنتقال إلى يوفنتوس أو ميلان أو فيورنتينا لمدة ثلاثة سنوات

    قدم أنجيليليو مباريات جيدة رفقة روما قبل الإنتقال للعب في ميلان وموسم وحيد كان أخير له مع كرة القدم رفقة جنوى في الدرجة الثانية ليعتزل بعمر الثانية والثلاثين وإنتر ميلان قام بتعويضه بضم لويس سواريز الذي تحول لحجر أساس فريق إنتر العظيم في فترة الستينيات

    عندما توفى هيريرا في 1997 لم يحضر أنجيليليو الجنازة معللا بأنه سيكون منافقا بحضوره فلا يزال هناك غصة في القلب يحملها تجاه الشخص الذي أجبره على ترك إنتر بسبب الغيرة من شهرته كما حلل أنجيليليو العلاقة مع هيريرا

    بعد تركه لكرة القدم عمل أنجيليلو كمدير فني وكشاف في أمريكا الجنوبية وكان هو من رشح الثنائي إيفان كوردوبا والأسطور خافيير زانيتي للإنضمام إلى إنتر ميلان ففي النهاية مشكلة أنجيليلو كانت مع هيريرا وليس النادي

    ميلانو كانت تشتهر بالبيلامادونينيا ثم جاء أنجيليليو