حكايات من الدوري الإيطالي … عندما تحمل باجيو الهزيمة

  • Facebook
  • Twitter
  • Mail
  • Pinterest
  • LinkedIn
  • Facebook
  • Twitter
  • WhatsApp
  • Pinterest
  • LinkedIn
  • مجموعة حكايات ومقطفات ولحظات لا تنسى من تاريخ الدوري الإيطالي يرويها لنا الكاتب جون فوت في كتابه “كالشيو … تاريخ الكرة الإيطالية”

    ذهبت إيطاليا إلى مونديال 1994 وفي إعتقادها بأن مدينة نيويورك تمتلك الآلاف من ذوي الأصول الإيطالية سيتجمعون لدعم المنتخب الوطني في مهمته خارج حدود الوطن ولكن الصدمة كانت قوية منذ المباراة الأولى عندما أمتلاء ملعب المباراة بأعداد قليلة من المشجعين وأحتلت جماهير الخصم إيرلندا معظم مقاعد الأستاد

    خسرت إيطاليا مباراتها الإفتتاحية بعد أداء أقل ما يقال عنه بأه سئ، جماهير إيطاليا تفائلت بالبداية السيئة فدائما ما تأتي النهايات السعيدة بعد السقوط المبكر في الإفتتاح ولكن البعض كان يخاف من فضيحة بسبب الإختلاف مع أفكار المدرب أريجو ساكي

    كان ساكي يهاجم بسبب تمسكه بشكل عنيد بأفكار ثابته لا يغيرها وبعدم ثبات في التشكيل ففي 53 مباراة له كمدير فني لإيطاليا أستخدم 77 لاعبا ولم يبدأ بنفس الأسماء في مباراتين متتاليتين أبدا وفي 1994 كادت إيطاليا تلقى مصيرا سيئا لولا تألق الدفاع وروبيرتو باجيو بمفرده

    بعد مباراة ونصف لم تسجل إيطاليا أي هدف وأمام النرويج كان التعادل سيد الموقف والأزوري يلعب منقوصا بعد طرد الحارس باجيلوكا ليقرر ساكي سحب روبيرتو باجيو من الملعب في تلك الظروف، خرج باجيو غاضبا والكلمات الخارجة من فمه كانت واضحة

    هذا الرجل مجنون، بالتأكيد مجنون

    تأهلت إيطاليا بصعوبة إلى الدور التالي كأسوء المتأهلين وبحاجة ثنائي الفريق باولو مالديني للراحة بسبب إصابة تعرض لها وفرانكو باريسي لإجراء عملية جراحية  لتواجه نيجيريا في ثمن النهائي

    تقدمت نيجيريا ومع تبقي خمسة دقائق فقط على نهاية المباراة كانت الامور واضحة فإيطاليا لن تسجل اليوم والمعلق الغيطالي برونو بيزولو قال لمستمعيه

    من الواضح أن إيطاليا ستخرج اليوم دون أن تترك أي بصمة لها في البطولة

    كانت الأمور كلها تؤكد ذلك فالحر لا يطاق وإيطاليا تلعب منقوصة من جيوفرانكو زولا الذي تعرض للطرد ولكن قبل النهاية بثواني معدودة وقف الحظ بجانب إيطاليا فوجدت تمريرة روبيرتو موسي الضعيفة قدم روبيرتو باجيو الذي سدد كرة ضعيفة أخطأت قدمي مدافع نيجيريا ومن خلفه الحارس الذي فشل في اللحاق بها لتسكن الشباك معلنة عن هدف التعادل وإتجاه المباراة إلى الوقت الإضافي

    ركض باجيو بجنون بعد الهدف والكاميرا سجلت صراخه في الإحتفال

    الله موجود، الله موجود

    صنع باجيو فرصة إيطاليا التي جاءت منها ركلة الجزاء التي سجلها ليصل بفريقه لمواجهة أسبانيا في ربع النهائي وبفضل هدف في الثواني الأخيرة سجله بنفسه وصلت إيطاليا إلى نصف النهائي ليضيف هدفين إلى رصيده ويجد ساكي فريقه في نهائي البطولة على بعد 90 دقيقة فقط من التتويج

    لكن الحظ ترك إيطاليا قليلا فتعرض باجيو لإصابة في مباراة نصف النهائي ولكن ذلك لم يمنع ساكي من الدفع به منذ بداية المباراة أمام البرازيل في النهائي رغم وجود رباط حول ركبة اللاعب المصابة وأضاف إلى مجازفاته الدفع بباريسي أيضا بعد 3 أسابيع فقط من عملية جراحية في قدمه

    كانت مباراة مملة وبطولة فإيطاليا حافظت على شباكها نظيفة بفضل تألق باريسي ومالديني لينتهي الوقت الأصلي والإضافي بلا أي أهداف وتتجه المباراة إلى ركلات الحظ الترجيحية

    أختار ساكي قائمة مسدديه، حينها كان على كل فريق أن يسدد ركلاته الخمسة كاملة حتى لو لم تكن الظروف في صالحه فكان ترتيب مسددي إيطاليا هو باريسي الذي لا يستطيع الوقوف على قدمه وماسارو وإيفاني وأخيرا باجيو للركلة الخامسة

    أطاح باريسي بركلته الأولى إلى خارج الملعب ويجهش بالبكاء بعدها قبل أن تضيع البرازيل ركلتها الأولى أيضا ولكن ماسارو دخل ليضيع هو الأخر وتسجل البرازيل ركلاتها التالية كلها ويأتي دور باجيو للتسديد

    لم تكن ركلة باجيو لتغير شيء سوى إعطاء أمل ضعيف لإيطاليا للبقاء في الصورة في حال أضاعت البرازيل ركلتها التالية وبكل هدوء دخل باجيو أفضل مسدد ركلات جزاء في تاريخ إيطاليا ليضع الكرة بغرابة فوق العارضة معلنا عن فوز السامبا بكأس العالم

    وقف باجيو مصدوما في مكانه واضعا يده خلف رأسه بينما أنطلق راقصو السامبا بإحتفالاتهم من حوله وهي الصورة التاريخية التي لا تزال عالقة في أذهاب متابعي كرة القدم كواحدة من الصور التاريخية لكأس العالم

    كانت لحظة شاعرية حزينة فباجيو نجم البطولة الأول والسبب الرئيسي في وصول إيطاليا إلى هنا كان هو صاحب اللقطة المحبطة الأخيرة لتركن في أذهان المتابعين متناسين الإبداعات التي قدمها في المباريات السابقة