حكايات من الدوري الإيطالي … ليفورنو ولوكاريلي حكاية عشق في حب الشيوعية

  • Facebook
  • Twitter
  • Mail
  • Pinterest
  • LinkedIn
  • Facebook
  • Twitter
  • WhatsApp
  • Pinterest
  • LinkedIn
  • مجموعة حكايات ومقطفات ولحظات لا تنسى من تاريخ الدوري الإيطالي يرويها لنا الكاتب جون فوت في كتابه “كالشيو … تاريخ الكرة الإيطالية”

    تعتبر جماهير ليفورنو واحدة من أكثر روابط الجماهير المنتمية لإتجاه سياسي واضح لا يتغير على مر العصور فمنذ نشأتها كانت ولا تزال أكثر الجماهير الكروية إنتماءا لليسار السياسي في عالم كرة القدم الإيطالية التي يحكم مدرجاتها اليمين السياسي وفي بعض الاحيان الفاشية

    تم إنشاء الرابطة في 1999 وشعارها الجمجمة التي تتوسط تقاطع عظمتين، علامة الخطر ومنذ يومها الأول عبرت المجموعة الملقبة ببريجاتي أوتونمي ليفورنو عن نفسها بأساليبها العنيفة ودعمها الدائم لليمين السياسي وأفكار جوزيف ستالين

    ظهر ذلك جليا في 22 ديسمبر 2002 عندما رفعت تلك الجماهير لافتة كبيرة تحمل صورة لستالين مكتوب عليها ” الشرف الأبدي لشخصك العظيم، 21.12.1879″ كان ذلك في اليوم التالي لذكرى ميلاد الزعيم اليميني الشيوعي الروسي

    كان ذلك ناتج طبيعي نظرا لأن المقاطعة التي ينتمي لها ليفورنو تفتخر بأنها اكثر منطقة يمينية شيوعية في إيطاليا كلها حيث ولد هناك في 1921 لأول مرة الحزب الإشتراكي في إيطاليا وحتى اليوم لا تزال صورة كبيرة لتشي جيفارا أمام مدرجات الفريق والأغاني الأشهر لهم في المدرجات تلك التي تعادي الفاشية وأشهرها “بيلا تشاو”

    أعتادت تلك الجماهير في 2002 و2003 على الغناء وتوجيه السباب إلى سيلفيو بيرلسكوني رئيس الوزراء اليميني ومالك نادي ميلان وأحد أعضاء أتحاد الكرة الإيطالي فكانت تستمتع الجماهير بالهجوم عليه سياسيا تحت مظلة كرة القدم

    في السابع والعشرين من مارس 1997 خلال مباراة لمنتخب إيطاليا تحت 21 عام والتي لعبتها إيطاليا على ملعب ليفورنو ضد مولدوفا وهجوم إيطاليا كان يقوده كريستيانو لوكاريلي الشاب الذي نشا وترعرع في حي شانجهاي بمقاطعة ليفورنو كمشجع متعصب لفريق مدينته

    كان حي شنجهاي يعتبر من الاحياء الفقيرة والتي تم بنائها بشكل خاطئ من البداية في عهد الفاشية حتى أنه كان معروفا هناك أن من يدخل الحمام في إحدى شقق هذه البنايات كانت البناية كلها تعرف بذلك ولكن في المقابل تسبب ذلك في بناء مجتمع متماسك

    في تلك المباراة أنقطع قميص اللاعب أثناء الشوط الثاني ليظهر أسفله قميص مطبوع عليه صورة تشي جيفارا لتشتعل جماهير ليفورنو بالحماس واللاعب تم إنتقاده في الصحف الإيطالية على تصرفه في الوقت الذي كان يحجز لنفسه مكانا في قلوب مشجعي فريق بلدته

    لم تكن مسيرة لوكاريلي الكروية مستقرة فمع ليتشي قدم أداءا جيدا وفي موسمه الأول رفقة تورينو كان جيدا أيضا ولكن في الموسم التالي هبط تورينو وكان لوكاريلي محط هجوم من مشجعي الجرانتا بسبب “أنه لا يحاول” ووزنه الزائد في تلك الفترة ورئيس تورينو خرج ليهاجم اللاعب في الإعلام أيضا

    كل الطرق كانت تؤدي إلى ضرورة خروج اللاعب الذي أراد تحقيق حلمه باللعب والدفاع عن ألوان ليفورنو لتبدأ مفاوضات لنقل اللاعب إلى الفريق الذي كان يصارع من اجل عودة إلى الدرجة الأولى بعد غياب أستمر ل55 عاما والعائد إلى الدرجة الثانية بعد 20 عام من المعاناة في الدرجة الثالثة

    تخلى اللاعب عن أكثر من مليون ليرة من راتبه وصرح بعدها قائلا

    بعض اللاعبين يشترون فيراري والبعض الاخر يمتلك لنفسه يخت بمليون ليرة ولكني أشتريت بها  قميص ليفورنو

    تحقق أولى أحلام لوكاريلي بإرتداء قميص ليفورنو لمدة عام على سبيل الإعارة وحلمه الثاني كان تشكيل ثنائية هجومية مع احد أساطير ليفورنو وهو إيجور بروتي والذي أعلن إعتزاله كرة القدم في نفس اللحظة التي وقع فيها لوكاريلي على عقود إنضمامه إلى الفريق

    تحدث لوكاريلي إلى بروتي وحاول بشتى الطرق إقناعه بالعدول عن فكرة الإعتزال وتأجيلها وهو ما تم في النهاية لتبدأ ثنائية هجومية دخلت تاريخ النادي فيما بعد

    أختار لوكاريلي الرقم 99 تخليدا للعام 1999 الذي تم فيه تشكيل رابطة مشجعي الفريق ليكسب نقطة جديدة عند جماهير النادي التي تعشقه بالفعل من قبل أن يلعب أي دقيقة بقميص النادي حتى

    سجل الثنائي لوكاريلي وبروتي 51 هدف فيما بينهم وليفورنو ضمن العودة إلى الدرجة الأولى قبل جولتين من نهاية البطولة، أصبحت جماهير ليفورنو تهيم حبا بمهاجمها وتعشق كل حركة تخرج منه في المقابل كانت الخصوم تستغل أراءه السياسية المنفتحة للهجوم عليه في محاولة لإسقاطه دون جدوى

    أستغل وكيل لوكاريلي تلك الأحداث ليكتب عنها كتابا كان الأكثر مبيعا في ليفورنو بعنوان “يمكنك الإحتفاظ بتلك المليون ليرة” وبنهاية ذاك الموسم بدأت مفاوضات مرهقة لإقناع تورينو ببيع لوكاريلي نهائيا إلى ليفورنو

    كان لقاء ميلان وليفورنو واحدا من المباريات الإفتتاحية في الموسم التالي للدوري الإيطالي حيث أنتقل 11 ألف مشجع لليفورنو وأنضم إليهم 3 آلاف مشجع للفريق من ميلانو نفسها لتنطلق المباراة وسط هتافات ولافتات معادية لرئيس الوزراء ومالك ميلان سيلفيو بيرسلكوني

    كانت مدرجات ليفورنو مسرحا لكل الشعارات والهتافات اليسارية في وجه اليمين الذي يمثله ميلان ورئيسه بيرلسكوني وأكتملت الإثارة على أرضية الملعب ثنائية للوكاريلي وهدف ثالث ملغي في مباراة أنتهت بالتعادل الإيجابي بهدفين لكل فريق، لوكاريلي أستمر في التسجيل لنهاية الموسم معتليا صدارة الهدافين برصيد 24 هدف وضمان بقاء ليفورنو في الدرجة الاولى بعد أن أمن المركز التاسع على سلم الترتيب

    أكتمل موسم الحلم للوكاريلي بإستدعائه إلى المنتخب الإيطالي بعمر الثلاثين لأول مرة بعد حادثة قميص جيفارا وفي مباراته الأولى التي كانت أمام الولايات المتحدة الأمريكية وديا نجح في تسجيل هدف

    لم تستمر الحياة جميلة بين لوكاريلي وجماهير فريقه فعندما بدأ ليفورنو يعاني في البطولة عام 2006/2007 ورغم أهداف لوكاريلي التي لا تتوقف والتي وصل عددها في ذاك الموسم إلى 20 هدف كان اللاعب محط هجوم من قبل جماهير فريقه

    أتهمت جماهير ليفورنو لاعبها وهدافها بالتخاذل بل ووصل الامر إلى أتهامه بالتلاعب في نتائج المباريات ليخرج اللاعب متحدثا للإعلام ليعلن أن الضغط أصبح كثيرا عليه ليتحمله وأنه حان وقت الرحيل والإفتراق عن الحبيب ليعود لاعبا عاديا مرة أخرى

    أنتهت تجربة لوكاريلي مع ليفورنو بعد 4 مواسم منهم 3 في الدرجة الأولى دخل فيها اللاعب تاريخ النادي ب101 هدف ف 161 مباراة له بقميص فريق المدينة التي نشأ وترعرع في شوارعها في تجربة لن تنساها جماهير ليفورنو أبدا