حكايات من الدوري الإيطالي … الصاروخ القاتل

  • Facebook
  • Twitter
  • Mail
  • Pinterest
  • LinkedIn
  • Facebook
  • Twitter
  • WhatsApp
  • Pinterest
  • LinkedIn
  • مجموعة حكايات ومقطفات ولحظات لا تنسى من تاريخ الدوري الإيطالي يرويها لنا الكاتب جون فوت في كتابه “كالشيو … تاريخ الكرة الإيطالية”

    لم تشهد الكرة الإيطالية في تاريخها كوارث كبرى في ملاعبها كالتي شهدتها برادفورد وهيلسبروه وذلك رغم إمتلاء ملاعبها بالآلاف من المشجعين في المباريات المختلفة منذ إنطلاقة القرن العشرين ولكن كان الكالشيو دائما ما يشهد أحداث عنف تنفجر بشكل متواصل بين المشجعين في المدرجات

    خسر عدد قليل من المشجعين أرواحهم جراء تلك الأحداث داخل الملاعب وخارجها والعديد تعرض للإصابة، تم إطلاق أعيرة نارية وتدخلت شرطة مكافحة الشغب كثيرا لفض المشاجرات والتي أطلق عليها الكاتب جيان باولو أورميزانو أسم “مشاجرات الصالون” في وقت سابق

    أصبح العنف جزءا من الحياة اليومية الكروية في إيطاليا سواء على أرضية الملعب أو في المدرجات أو خارج الملعب  بل وفي غرف الملابس أيضا ورغم ذلك مقارنة بالدول الأخرى فإن الكرة الإيطالية خسرت عدد قليل جدا من المشجعين في تلك الأحداث

    واحدة من أشهر الحوادث في تاريخ الملاعب الإيطالية كانت ما حدث في مساء الثامن والعشرين من أكتوبر عام 1979 وذلك عندما أستغنى أنجيلو باباريلي مشجع نادي لاتسيو عن تذكرته لأخيه فينسيو ليحضر مباراة ديربي العاصمة تلك الليلة رفقة زوجته واندا

    أتجه فينسيو إلى الملعب مبكرا قبل إنطلاق المباراة بأكثر من ساعة من أجل الحصول على مقعد جيد لمشاهدة أرضية الملعب والحصول على وجبة صغيرة ليأكلها قبل إنطلاق الوجبة الكروية الدسمة على أرضية الملعب وبعد جلوسه بدقائق سمعت واندا أصوات غريبة تصدر من زوجها

    رأت الزوجة شيئا متدليا من رأس فينيسيو الذي سقط إلى الامام والدماء تخرج منها لتقوم بسرعة بسحب الشيء المعلق برأس زوجها لتجد الشيء قد أخترق رأس زوجها من عينه اليسرى والدخان لايزال يخرج منه

    كان هذا الشيء هو صاروخ من الالعاب النارية تم إطلاقه من الجهة الاخرى من الملعب ليعبر لمسافة 160 متر قبل أن يستقر في رأس مشجع الذئاب والذي فشلت محاولات إنقاذه ليلقى حتفه في طريقه إلى المستشفى، الطبيب الذي حاول إنقاذه وصف تلك الإصابة بانها إصابة حرب

    أستمرت المباراة رغم ذلك وحاولت جماهير لاتسيو إقتحام المباراة في أكثر من مناسبة لإيقافها وأعلن نادي روما الحداد في ذاك اليوم ولاعبي لاتسيو كلهم حضروا جنازة فينسيو باباريلي

    قام أحد مشجعي روما ويدعى جيوفاني فيوريلو صاحب ال18 عاما بتهريب هذا الصاروخ إلى المدرجات وبعد وفاة باباريلي هرب لمدة 14 شهرا حيث ظلت الشرطة تبحث عنه حتى قام بتسليم نفسه من أجل المحاكمة التي قضت بحبسه لمدة ستة سنوات وعشرة أشهر إضافة إلى أحكام مخففة على أثنين متهمين أخريين، فيوريلو خرج من السجن ليلقى حدفه بجرعة مخدرات زائدة بعد ذلك

    بعض جماهير روما تقوم بأفعال سيئة إستغلالا لتلك الذكرة منها لافتة رفعت في أحد الدربيات تقول “28/10/79 مقبرة بيضاء وزرقاء تم بنائها في ذاك التاريخ”

    أشعلت تلك الحادثة الرأي العام الكروي الإيطالي فألقى الحكام اللوم على الصحافة مطالبين ببدء حملة لمنع هذه المفرقعات من الدخول إلى الملاعب ورغم ذلك أستمر إطلاق الألعاب النارية من المدرجات وفي بعض الأحيان كانت تصيب أحد اللاعبين على أرضية الملعب

    قامت الملاعب الإيطالية بتأمين نفسها من الألعاب النارية بتعيين فريق إطفاء متخصص في إطفاء هذه المفرقعات فور إلقائها على أرضية الملعب خصوصا أن قائد مجموعات التشجيع دائما ما يتم السماح له بالدخول إلى المدرجات محملا بعلب كاملة من الألعاب النارية الممنوعة أصلا

    بعد حادثة توقف ديربي ميلانو في نصف نهائي دوري أبطال أوروبا 2005 صدر قانون ينص على ضرورة إيقاف المباراة فور إلقاء أول صاروخ على أرضية الملعب وحتى اللحظة لا يقوم أحد بتنفيذ هذا القانون والألعاب النارية لا تزال جزءا مهما في مدرجات الأندية الإيطالية