حكايات من الدوري الإيطالي … أوريوندي أن تكون إيطالي الأصل

  • Facebook
  • Twitter
  • Mail
  • Pinterest
  • LinkedIn
  • Facebook
  • Twitter
  • WhatsApp
  • Pinterest
  • LinkedIn
  • أوريوندي ….. يمتلك أصول إيطالية

    تقع منطقة بوكا في العاصمة بوينس أيريس قرب ساحل بحر المدينة الأرجنتينية التاريخية بمنازلها المشهورة بألوانها الحمراء والزرقاء والصفراء وأسقفها المعدنية

    مازالت لهجة أهل جنوى الأكثر إستخداما في تلك المقاطعة التي يتوسطها ملعب لا بونبونيرا الشهير معقل نادي بوكا جونيورز والذي نشا على يد مجموعة من المهاجرين الإيطاليين في 1905، مازالت بوكا حي إيطالي بجذوره التي تمتد إلى المهاجرين الأوائل من شمال إيطاليا خلال القرن التاسع عشر والقرن العشرين

    قام الملايين من الإيطاليين بعبور المحيط إلى جنوب أمريكا الجنوبية وبحلول 1870 كان للإيطاليين كنيسة وجريدة ودار أوبرا خاص بهم وثلث سكان بوينيس أيريس كانوا من هناك وبحلول عام 1911 كان هناك 2 مليون إيطالي في الأرجنتين و40% من المهاجرين الأوروبيين إلى البرازيل كانوا من هناك أيضا

    أنتشرت كرة القدم كالنار في القارة وأخذ المحترفين القادمين من البرازيل والأرجنتين الحصة الأكبر من أعداد اللاعبين في الدوري الإيطالي وعلى مر السنين كان بوكا جونيورز أكثر من مول الأندية الإيطالية باللاعبين وعلى رأسهم الافضل في التاريخ ديجو أرماندو مارادونا

    80631760_505469583407624_7325273848125849600_n

    كانت علاقة اللاعبين الأجانب في إيطاليا دائما متوترة وكثيرا ما تم تغير القوانين من قبل المسئولين عن الكرة هناك بسبب الأجانب في الكرة الإيطالية فبعد إعلان فيريجيو تشارتر في 1926 لم يكن مسموحا سوى باثنين لاعبين من “الأوريوندي” في قائمة أي فريق

    تسبب هذا القرار في نزوح اللاعبين الأوروبيين والإنجيلز بعيدا عن الكرة الإيطالية بعد أن أصبحوا ممنوعين بقوة القانون من ممارسة كرة القدم في الأندية هناك بعد أن أصبحت محصورة للاعب المحلي وصاحب الأصول الإيطالية فقط

    تم إلغاء قانون الأوريندوي تماما في 1949 قبل أن يعود مرة أخرى في 1955 ولكن أصبح مسموحا لمن مثل المنتخب الإيطالي فقط في المشاركة واللعب

    لا يعتبر الأوريوندي إيطاليا ولكنه ليس أجنبيا أيضا فهو يمتلك أسما وأقرباء إيطاليين ويسري دم إيطالي في جسده ولكنه لم يسافر أو يعيش سابقا في بلاد أجداده الأصلية ونادرا ما كان يتحدثون الإيطالية فأكثرهم كان يتحدث البرتغالية أو الإسبانية

    على الورق كان الأوريوندي هو مهاجر إيطالي أو أحفاد المهاجريين الإيطاليين إلى أمريكا الجنوبية ولكن بحقوق مختلفة عن هؤلاء الذين يعيشون في إيطاليا نفسها

    بعد إعلان فياريجيو تشارتر الذي منع الأجانب من اللعب في إيطاليا ومع الثورة الكروية والتقدم الهائل الذي كانت تعيشه الكرة في أمريكا اللاتينية بدأت الأندية الإيطالية في البحث عن ابناء المهاجرين في بوينس أيرس ومونتيفيديو

    تعاقد يوفنتوس مع رايموندو أورسي ولويسيتو مونتي في 1928 و1931 والثنائي لعب دورا مهما في نجاحات الفريق والمنتخب الإيطالي خلال فترة تواجدهم هناك

    كان أورسي جناحا متميزا ظهر بقوة في أولمبياد 1928رفقة المنتخب الأرجنتيني وإنتقاله إلى إيطاليا كان مثيرا للمشاكل حيث أتهمت السلطات الأرجنتينية السلطات الفاشية الإيطالية بانها من دفعت ثمن صفقة إنتقاله للعب في إيطاليا لتمنعه من ممارسة اللعبة لمدة عام كامل منتظرا تصريح الذهاب إلى أوروبا

    بالنسبة للأرجنتين كان أورسي أرجنتينيا خالصا وبالنسبة لإيطاليا فقد كان أحد أبنائها وهو ما كان صحيحا بالنسبة للقانون ولكن في الواقع لم يكن أورسي يتحدث الإيطالية حتى، اللاعب ذهب لإيطاليا ليساعد في فوز يوفنتوس بخمسة بطولات محلية ويقود إيطاليا للفوز بكأس العالم في 1934 بعد أن سجل في النهائي

     لماذا كان يعود هؤلاء لإيطاليا؟ الإجابة سهلة وهي المال، الكثير من المال

    كانت الكرة الإيطالية غنية بنهاية العشرينيات من القرن الماضي مما كان يجعل من السهل شراء النجوم من الأرجنتين والبرازيل وأوروجواي طالما كانوا “أوريوندي”، لاعب مثل ريناتو تشيزاريني عرض عليه يوفنتوس في 1929 الحصول على راتب 4 آلاف ليرة في الشهر وهو أربعة أضعاف الدخل الشهري للطبيب أو المحامي في ذاك الوقت

    إضافة إلى حصول اللاعبين على حوافز وهدايا وإقامة وسيارات مجانية بجانب عقودهم الممتدة مع أنديتهم، حدث ذلك في وقت كانت تعاني فيه قارة أمريكا اللاتينية من مشاكل إقتصادية كبيرة

    ساهم تواجد الأوريوندي في نجاحات المنتخب الإيطالي في تلك الفترة فبسبب قوة الأندية الإيطالية إقتصاديا نجحت في جلب المواهب ذات الأصول المحلية وإعادتها مرة أخرى لتمثيل المنتخب المحلي ففازت إيطاليا وخسرت أمريكا الجنوبية العديد من مواهبها، أعتبرت الحكومات المحلية اللاتينية ما يحدث محاولات إستعمارية وحاولت كثيرا إيقاف مثل تلك الإنتقالات

    ورغم ذلك كان هناك دائما جدل كبير حول اللاعب الأوريوندي في المنتخب الوطني بل وتم تقسيم هؤلاء أيضا إلى أقسام فهناك من كان يتم إعتباره إيطاليا أكثر من غيره، المدير الفني للمنتخب الإيطالي فيتوريو بوتزو قام بتقسيمهم إلى من ينحدر مباشرة من أصول إيطالية ومن ينحدر من أصول إيطاليا غير مباشرة

    يعتبر ميشيل أندريولو واحدا من اللاعبين الذين أثاروا جدلا كبيرا في ثلاثينيات القرن الماضي حيث لم يكن مولودا في إيطاليا حيث أنه ولد في أوروجواي بينما والديه ولدوا في إيطاليا، كان الجدال يحوم حول تلك النقطة أثناء مشاركات اللاعب مع المنتخب الإيطالي والتي وصلل عددها إلى 42 مباراة خلال الفترة من 1936 وحتى 1942 حقق خلالها بطولة لكأس العالم

    أعتبر بوزو لاعبه أندريولو غير إيطالي لأنه لم يولد في إيطاليا ولكن مع بداية الحرب العالمية الثانية حارب اللاعب رفقة الجيش الإيطالي قبل أن يعود بنهاية الحرب لكرة القدم مرة أخرى، بالنسبة للمدرب وبعض النقاد كان هناك فرق بين المولود في إيطاليا والمولود خارجها ولكن للحكومة الإيطالية قانونيا لم يكن هناك أي فروقات بينهم سوى أن الجزء الأخير يحمل جنسية مزدوجة

    حاولت الفاشية التقليل من دور اللاعبين ” الأورويوندي” بعد الإنتصارات التي حققوها لإيطاليا في فترة الثلاثينيات فكانت الفكرة تقوم على الإعتماد على هؤلاء لجلب الإنتصارات والبطولات ثم التقليل من الدور الذي قدموه من أجل إيطاليا

    بعد فوز إيطاليا بكأس العالم 1934 رفضت السلطات الغيطالية تسليم ثلاثة لاعبين من الأوريوندي الميداليات الخاصة التي تسلمها زملائهم في الوقت الذي كان هؤلاء اللاعبين يتعرضون للتهديد من حكومات بلدانهم الاصلية بالإستبعاد من أنديتهم في حال ذهبوا للعب مع إيطاليا

    بعد نهاية الحرب العالمية الثانية بدأت الأمور في التغير للأسوء في البداية حيث تم منع اللاعبين الأجانب تماما في الستينيات قبل أن تتراجع الكرة الإيطالية عن قرارها بضغط من الحكومات الأوروبية والنتائج المتراجعة للمنتخب والأندية على المستويات الخارجية