حكايات من الدوري الإيطالي … ميلان من الإهانة إلى الهيمنة

  • Facebook
  • Twitter
  • Mail
  • Pinterest
  • LinkedIn
  • Facebook
  • Twitter
  • WhatsApp
  • Pinterest
  • LinkedIn
  • مجموعة حكايات ومقطفات ولحظات لا تنسى من تاريخ الدوري الإيطالي يرويها لنا الكاتب جون فوت في كتابه “كالشيو … تاريخ الكرة الإيطالية”

    يمكن كتابة التاريخ الحديث لنادي ميلان من تاريخ محدد وهو 20 فبراير 1986 ففي ذاك اليوم قام رجل الاعمال والسياسي الإيطالي سيلفيو بيرسلكوني بالإستحواذ على فريق ميلان بعد أن قضى ثاني مواسمه في أخر أربعة سنوات في الدرجة الثانية  ليبدأ صفحة جديدة مليئة بالإنجازات والبطولات التاريخية

    كان ميلان يعاني ماديا خارج الملعب وداخله كان قد بدأ فيما يبدو أنها رحلة إلى الهاوية فسقط إلى الدرجة الثانية وعاد مرة أخرى ليجد نفسه يعود لها وذلك قبل أن يصل بيرسلكوني بأمواله وآلته الإعلامية الخاصة والتي كانت تعتبر الأولى في إيطاليا لإنقاذ أحد أعرق الاندية الإيطالية ووضعه على الخارطة الكروية من جديد

    ولد بيرلسكوني في مدينة ميلانو عام 1936 وكان معروفا عنه أنه مشجع لنادي إنتر ميلان وهو ما كان ينفيه بإستمرار بالطبع ولكنها لا تهم فخلال تواجده لأكثر من 30 عاما في رئاسة النادي قاضهم لثمانية بطولات دوري وخمسة كؤوس أوروبية في الوقت الذي كان الجار إنتر ميلان يحصد 3 بطولات محلية فقط منههم واحدة جاءته كهدية وبطولتي كأس اتحاد أوروبي وأضاف إليهم دوري الأبطال في النهاية، لا مقارنة بين ميلان بيرلسكوني وإنتر موراتي

    في مايو 2007 نجح ميلان في الثأثر من ليفربول بالتغلب عليه في أثينا ليتنتقم من ليلة إسطنبول في 2004 ويحصد لقب دوري أبطال أوروبا الخامس في مسيرة بيرلسكوني ومرة أخرى يتفوق ميلان وتحتل جماهيره شوارع المدينة وساحة بياتزا دومو وترتفع أعلام ميلان على الحافلات والسيارات والدراجات البخارية وفي غرف الملابس الخاصة بميلان في ملعب أثينا كان اللاعبون يغنون لزملائهم في نادي إنتر ميلان

    يمكنك وضع هذا الدوري في مؤحرتك

    ففي النهاية حقق ميلان ذاك الإنجاز بعد أيام قليلة من تحقيق الجار للقب الدوري المحلي والذي لم تهنأ جماهير الافاعي بالإحتفال به طويلا فجاء ميلان وحقق إنجازا أكبر خطف به كل الأضواء لتسلم جماهير إنتر مفاتيح المدينة إلى جماهير ميلان لإحتفال أكبر

    قام مسئولي ميلان بعرض هذا الشعار على حافلة الفريق التي كانت تجوب أرجاء الساحة في ميلانو وهو ما أشعل حربا دبلوماسية في البرلمان الإيطالي وبيرلسكوني ظهر مبتسما وسعيدا بتلك الواقعة

    كان ميلان يمتلك فريقا عظيما قبل وصول بيرلسكوني ففترة الخمسينيات شهدت حصول النادي على أربعة بطولات للدوري في عشرة سنوات بفضل فريق ضم الثلاثي السويدي جرين ونوردال وليدهولم وخط دفاع تم بناءه حول تشيزاري مالديني تلاهم جيل كان على رأسه الهداف الخطير جوسي ألتافيني والساحر الأوروجوياني سكيافوني وبوصول الفريق لعام 1960 تولى نيرو روكي الإدارة الفنية للفريق وبرفقة جياني ريفيرا في خط الوسط نجح الفريق في حصد لقبي دوري ومثلهم دوري أبطال أوروبا

    وفي بداية السبعينيات بدأت مرحلة من الغضب تجتاح مشجعي ميلان بعد ثلاثة مواسم متتالية في المركز الثاني والحكام كانوا المتهم الأول بكل تأكيد منها إنهيار في الجولة الاخيرة أمام فيرونا أهدى اللقب إلى يوفنتوس، ظل ميلان لعشرة أعوام بدون أي بطولة دوري قبل أن ينجح ريفيرا في موسمه الأخير مع النادي في قيادته إلى اللقب والنجمة الذهبية الأولى على صدر الفريق بعد وصوله للقب الدوري العاشر في تاريخه

    بدأ النادي مرحلة بناء جديدة بمجموعة من الشباب على رأسهم المدافع فرانكو باريسي ولكن فضيحة تتعلق بالمراهنات ومشاكل إقتصادية عصفت بالفريق ليتقهقر إلى الدرجة الثانية في مرتين خلال أربعة سنوات وإنهاء الدوري في منتصف الجدول كان قد قارب أن يكون عادة للفريق قبل أن يصل بيرلسكوني لبناء مملكته في ميلان

    بعد عام واحد من وصوله نجح في إستقدام أفضل ثلاثة لاعبين في أوروبا إلى الفريق فأنضم الثلاثي الهولندي فرانك ريكارد ورود خوليت وماركو فان باستن للدفاع عن ألوان الأحمر والأسود مع صعود مجموعة من الشباب يتقدمهم المدافع الشاب باولو مالديني الذي قرر إستكمال إرث والده ليتحول ميلان إلى قوة لم يستطع أحد إيقافها لعشرة سنوات متتالية

    ساعدت الآلة الإعلامية لبريلسكوني على تحويل ميلان إلى ماركة عالمية وتم الدعاية إلى تفوق ميلان إلى أنها سيطرة وهيمنة تاريخية لم تحدث من قبل في إيطاليا لفريق من الشمال رغم أن تاريخ كرة القدم الإيطالية كله سواء قبل بيرلسكوني أو بعده يقوم على سيطرة أندية الشمال متمثلة في قطبي ميلانو وتورينو على الكرة الإيطالية وبطولاتها

    يعشق معظم جماهير ميلان بيرلسكوني ولكن بطريقة غريبة فهم يعشقون مالك ورئيس ميلان ولكنهم يكرهون بيرلسكوني السياسي، بعض مشجعي ميلان المتعضبين كانوا يتهمون المالك بانه في بعض الاحيان يتجاهل الفريق وإحتياجاته من أجل السياسة ولكن بيرلسكوني كان دائما ما يحرص على حضور المباريات في الأستاد والتدخل الدائم في سياسة الفريق الفنية والشرائية

    كان بيرلسكوني يعلم جيدا أن ميلان أعطاه قوة كبيرة في عالم السياسة وأن بطولات النادي تصب في مصلحة مصالحه الشخصية في المقام الأول لذلك ومن خلال القنوات الثلاثة الإعلامية التي يتحكم بها كان ميلان يحصل على ساعات طويلة من الدعاية المجانية لبناء إمبراطورية تجذب المشجعين الشباب للإستثمار في تشجيع النادي وبالتأكيد الإستثمار لصالح بيرلسكوني

    نجح بيرلسكوني في ربط أسمه بالنادي فأصبح الثنائي جزءا لا يتجزأ من بعضهم البعض فبوصوله أصبحت كرة القدم بالنسبة لميلان أكثر من مجرد لعبة إلى أن أنتهت الحكاية منذ سنوات قليلة فقط بعد عملية بيع النادي إلى مجموعة مستثمرين من الصين ثم شركة إيليوت الأمريكية ليبدأ معها تراجع جديد لميلان في إنتظار بيرلسكوني جديد لإنقاذه