تعيينات المدربين في إيطاليا …ولادة جديدة وصراع العقول المجددة

قدوم ساري إلى اليوفنتوس يعني تغيير ملامح هذا النادي الكبير بشكل جذري . المدرب اليساري هو أحد رواد الكرة الجميلة في إيطاليا  وفعلياً هو من جعل نابولي أقوى منافسي اليوفي في السنوات الأخيرة والوحيد الذي اقترب من سحب اللقب منه وذلك في الموسم قبل الماضي . وفي بيئة غريبة كلياً عنه استطاع ساري أن يبصم ويتجاوز كل شيء بمافيها تمرد لاعبيه وتمكن من إيجاد الطريقة اللازمة ليلم الشمل حوله وينهي الموسم ثالثاً خلف سيتي  جوارديولا و ليفربول كلوب. وفوق كل ذلك كأس  الدوري الأوروبي ليكون أول ألقاب هذا المدرب …أوروبياً .

اليوفي تحت قيادة ساري سيلعب بـ 4-3-3   بخط دفاع عالي وتيكي تاكا مباشرة وهي الطريقة الأكثر رواجاً في عالم كبار كرة القدم حالياً. التشكيلة ليست واضحة في ظل انتظار قدوم ورحيل عدد من اللاعبين إلى الفريق لكن على افتراض انه لا لاعبين جدد سيكون هناك رامزي وماتويدي وبيانيتش كثلاثي وسط وسيكون رونالدو وديبالا وكوستا في الهجوم مع إعطاء مركز رأس الحربة إما لرونالدو أو لديبالا.

خط الدفاع لا يزال ينتظر ، فكانسيلو غير معروف إن كان سيبقى أم يرحل ودي ليخت يمكن أن يكون ضربة الدفاع الجديدة وإلا فكوليبالي . لكن الأسلوب لن يختلف كثيراً ..دفاع عالي وتيكي تاكا مباشرة كما أسلفنا وأداء جمالي وهجومي مباشر يختلف عن كلياً عما قدّمه اليوفي مع أليجري .

كوبولي جيلي في كلمة جوهرية أكد بأنه لا حجج بعد الآن أمام ساري لإحراز الألقاب والمقايضة المطلوبة هي التالية :

اليوفنتوس يمنح ساري الأدوات والشخصية المطلوبة من فريق بطل ..وساري يأفكاره يحول اليوفي إلى أكثر الفرق عصرية في أوروبا والأكيد طبعاً الفوز بدوري الأبطال والحفاظ على الدوري .

فونسيكا مع روما

المدرب البرتغالي حقق ثنائية الدوري والكأس المحلية  مع شاختار لثلاث مرات متتالية مع كأس البرتغال مع براجا وكأس السوبر مع بورتو يدل بوضوح أنه مدرب ألقاب. مع كون إيطاليا من أصعب الدول تكتيكياً ويجد فونسيكا نفسه في مواجهة شرسة مع مدربين خبثاء للغاية لكن مواجهاته السابقة مع الأندية الإيطالية عندما كان مدرباً لشاختار كانت صعبة  لمدربيها بقدر ما كانت صعبة بالنسبة له هو .

المدرب الهجومي المميز سيلعب ايضاً بخط دفاع عالي لكن بخطة 4-2-3-1  فريق فونسيكا سيكون مزيجاً من اللاعبين الأقوياء تكتيكياً والذين يتمتعون بالمهارة المطلوبة ليتمكنوا من الضغط على الخصم في مناطقه وايضاً ضمان التحرك السريع للاعبي الارتكاز وتبادل المراكز مع قلوب الدفاع المتقدمة بما يضمن عدم تلقي مرتدات قاتلة في المساحات المتروكة خلفاً سبب الضغط الحالي . وقتها سيكون شكل الفريق أقرب إلى إثنان أربعة أربعة في الحالة الهجومية. :وسيطلب من فونسيكا المقايضة التالية

سيتمكن فونسيكا  من التدريب في أحد دوريات أوروبا الكبرى ولأحد أكبر الفريق  في إيطاليا ويصقل قدراته في أحد أصعب الدوريات التكتيكية . بالمقابل عليه أن يمنح روما عقلية الانتصارات ويجعله يقدم كرة قدم عصرية تجعله قادراً على المنافسة في إيطاليا وأوروبا على حد سواء.

أنطونيو كونتي في الإنتر

لطالما امتلك الإنتر أفضل التشكيلات والمدربين لكنه افتقد الانضباط في معظم المرات باستثناء فترة جوزيه مورينيو الذي أحرز ثلاثية لن تنسى . واليوم يأتي كونتي ليستكمل سلسلة إعادة ترتيب يقوم بها المالكون الصينيون بدأت بجلب ماروتا الذي عمل مع كونتي سابقاً على أمل إعادة الإنضباط والألتزام للفريق الذي شتته تحالفات بعض  اللاعبين داخل غرفة الملابس وتصرفات بعضهم الآخر خارجها ونعني هنا إيكاردي وزوجته.

ربما لا يكون كونتي مدرباً هجومياً لكنه الوحيد الذي يستطيع الوقوف أمام الضغط العالي بأسلوب دفاعي متطور  واستراتيجية مميزة في الهجوم انطلاقاً من عمق الفريق باتجاه الأطراف والعكس نحو المرمى . وقد شهدنا هذا الأسلوب الذي يعتمد تشكيلتي 4-3-3  و 3-5-2  مع اليوفي ومنتخب إيطاليا في حين اعتمد مع تشلسي خطة 3-4-3  فهل سيعتمد أسلوب ثلاثة مدافعين أم أربعة مع الإنتر ؟ لننتظر ونرى .

المقايضة : المطلوب من إنتر أن يقدم لكونتي صلاحيات كبيرة و الأدوات المطلوبة للانتصار والمطلوب من كونتي أن يعد الانضباط لغرفة الملابس أولاً وأن  يكسر هيمنة اليوفنتوس ويحرز لقب الدوري وأداءً مميزاً للأبطال بشكل مبدئي .

جيامباولو مع ميلان

يخوض  جيامباولو أولى تجاربه مع اسم كبير في إيطاليا بعد تجارب ناجحة مع كل من إمبولي وسامبدوريا. ويصل المدرب الإيطالي المجدد إلى الفريق مع طاقم إداري شبه جديد أيضاً بقيادة مالديني و بوبان وقريباً ماسارا.

يعتمد جيامباولو على على خطة 4-3-1-2  مفضلاً اللعب بمهاجمين وخلفهما صانع لعب مع ثلاثة في الوسط يتحولون إلى شكل معين عند خسارة الكرة  في الحالة الهجومية ، ويترافق ذلك بتقارب الخطوط والتموضع بشكل متراص مع خط دفاع عالي لتفادي أي ارتداد  كما شرحنا في مقال سابق اضغط هنا لقراءة المقال.

المقايضة المطلوبة : يقدم ميلان ليجامباولو فرصة إظهار أفكاره مع أحد أكبر الفرق في إيطاليا وبالمقابل يطلب منه تقديم الكرة التي تليق بتاريخ هذا الفريق كرائد التجديد والثورية في  كرة القدم الإيطالية ة وتنمية لاعبين الشبان للاستفادة منهم فيما بعد مادياً أو فنياً ..ويبقى  الأهم الوصول إلى دوري الأبطال بعد أن لامسها هذا الموسم .

أنشيلوتي مع نابولي

كارلو أنشيلوتي هو مدرب غني عن التعريف، عرف عبر تاريخه  بكرة القدم الجميلة ذات النزعة الهجومية لكن  أيضاً المتوازنة وذلك مع كل الأندية التي دربها والأمر نفسه ينطبق حالياً على نابولي . هو من جيل المدربين المخضرمين ويمكن اعتباره أقرب لساكي منه لكابيلو أو ليبي .، لكنه لم ينجح في تقديم شيء مشابه للذي قدمه مدرب اليوفي الحالي  في الموسم الذي قبله رغم التاريخ الكبير الذي يمتلكه حيث كان  الفارق كبيراً مع اليوفنتوس في الموسم الماضي . لكنه رغم ذلك تلقى دعماً كبيراً من رئيس النادي دي لورينتس الذي أبدى في أكثر من مناسبة  استعداده للتضحية من أجل المدرب الكبير والحديث هنا عن جلب خيميس رودريجيز لدعم صفوف نابولي والذي يريده كارليتو بشدة .

المقايضة : أكبر دعم ممكن لكارليتو وتلبية رغباته في السوق قدر الإمكان بالمقابل لقب الدوري الإيطالي ونتائج ممتازة في الأبطال .

بطبيعة الحال لايجب أن نغفل إبقاء كل من أتلانتا على مدربه جاسبريني ولاتسيو على سيموني إنزاجي وتورينيو على والتر ماتزاري  وجميعهم من المدربين ذي النفس الهجومي . ومع قدوم دي فرانشيسكو لتدريب نادي سامبدوريا فيمكننا القول وبكل وضوح أن أندية في المراكز من واحد حتى عشرة تمتلك مدربين بأفكار مختلفة عن ما اعتادت عليه الكرة الإيطالية باستثناء كونتي الذي ورغم عدم كونه مدرباً هجومياً إلا أنه صاحب أفكار عصرية قادرة على مواجهة أي آلة هجومية جبارة بكفاءة عالية .

المعنى ..إيطاليا تغير جلدها باتجاه كرة أكثر شباباً وعصرية وهذا ينسحب أيضاً على المنتخب ، وسنرى في الموسم القادم مواجهات من العيار الثقيل بين نخبة من المدربين الرائعين والمجددين . ومع ازدياد الاعتماد على الشباب أكثر وأكثر والنتائج الجيدة التي تحققها المنتخبات الإيطالية يمكن أن نقول أن الكرة الإيطالية بدأت الصعود مجدداً .