معلومات اللاعب :
سن صغير وأداء كبير
لو نظرنا إلى عمر جيانلويجي دوناروما الصغير “17 عاماً” لقلنا أن هذا أحد الحراس الواعدين ، وهو موهبة بانتظار أن تتفجر ، لكن لو نظرنا للموضوع من زاوية أخرى ، وتحديداً من زاوية الأداء الذي قدمه الشاب الإيطالي في الموسم الماضي ، وما يقدّمه هذا الموسم من دور حاسم ، وحاسم جداً ، الذي وبلا مبالغة ، يعد أهم الأدوار في مباريات الفريق اللومباردي في بطولة الكالتشيو ، حيث أن دوناروما له الفضل الأكبر في النقاط التي جمعها الميلان حتى الآن ، ووضعته ضمن قائمة الأوائل في جدول الترتيب ، وبالتالي نستطيع القول أن دوناروما بعيداً عن عمره الصغير ، خرج من دائرة المواهب التي تنتظر الإختبار ، بل هو نجم حقيقي ، واسم على درب السطوع والتوهج في سماء كرة القدم الإيطالية والعالمية ، جيجي إن خدمته الظروف ، وطبقاً للتوقعات ، والمعطيات التي نراها على أرضية الميدان ، فإنه لن يكمل عامه الـ20 إلا وهو يتربع على قمة أفضل حراس المعمورة في كرة القدم العالمية .
دوناروما مع بوفون
خير خلف لخير سلف
جيجي دوناروما يمتلك الطول ، ردة الفعل ، والإرتماءات الكافية ليكون أفضل حراس المعمورة في غضون سنتين ، مع إنتظام مشاركته مع الميلان ، لا ينقص الخليفة المنتظر لجيانلويجي بوفون إلا الخبرة ، وحسن التمركز ، وإجادة التصرف تحت الضغط ، ليستلم الكرسي الذي لازمه أفضل حراس التاريخ منذ بداية الألفية الثالثة تقريبا حتى اللحظة ، مقعد يمثل إرثا ثقيلاً جدً ، لم يستطع أي حارس خلال حقبة بوفون من إقتلاعه إلا عندما كان جيجي يتعرض للإصابات ، الإيقاف أو المرض ، فهل يكون دوناروما الموهوب ابن ال17 ربيعا خير خلف لخير سلف ؟
دوناروما بقميص المنتخب الإيطالي
الآتزوري
دافع دوناروما عن ألوان منتخبات الفئات السنية لايطاليا حيث مثل منتخب تحت سن 15 ومنتخب تحت سن 17 ومنتخب تحت سن 21 حتى تلقى أول استدعاء دولي مع الآتزوري مؤخراً في المباراة الودية أمام فرنسا ، حيث عبر عن سعادته البالغة بذلك الإستدعاء ، وعبر عن امتنانه لكل من المدرب فنتورا ، ولحارس المنتخب الأزرق التاريخي ، جيجي بوفون ، الذي قدم له النصائح على حد تعبير جيانلويجي دوناروما ، الحارس الشاب الذي من المتوقع أن يستلم حماية عرين الآتزوري بعد مونديال 2018 في روسيا ، حيث يكون أتم عامه الـ19 فقط ، فقد كانت النصيحة لدوناروما على 3 أجزاء : ” ابق هادئاً ، افعل ما تعرفه ، واستمتع ” .
دوناروما وميهالوفيتش
الإنطلاقة الحقيقية
كانت بداية دوناروما مع الميلان منذ عام 2005 عندما انتقل إليه ، حيث كان يبلغ من العمر 7 سنوات ، وبدأ رحلته مع الإعارات حتى عاد للميلان في الموسم الذي استلم المدرب الصربي سينيسيا ميهالوفيتش تدريب النادي اللومباردي ، حيث حقق رقماً قياسياً باعتباره ثاني أصغر لاعب يلعب في الكالتشيو بعد الأسطورة باولو مالديني ، أعطى سينيسيا ثقته للحارس الشاب الذي لم يكن قد أكمل عامه السابع عشر ، وأجلس دييغو لوبيز على الدكة ، فالفضل الحقيقي في الزمن القياسي لبروز موهبة دوناروما يعطى لميهالوفيتش الذي يبدو وأن إيطاليا ستشكره كثيراً على دوناروما ورومانيولي ، حيث كان اللاعبان ضمن كتيبة ميها مع الروسينيري واكتسبا الثقة ، وها هما الآن ضمن خيرة اللاعبين الشباب في الكالتشيو والعالم .
وكما جرت العادة ، عندما تشتم الأندية الكبيرة رائحة مشروع نجم كبير ، تنقض عليه ، وكذلك حاولت عمالقة الأندية الإنجليزية مانشستر يونايتد وتشيلسي ، لكن الحارس أكد سعادته في ميلانو ورفضه لفكرة الرحيل والإحتراف خارج ايطاليا .
نظرة للمستقبل
بناء على ما قدمه دوناروما حتى الآن ، يجمع كل من له دراية في كرة القدم ، أن مركز حراسة مرمى المنتخب الإيطالي في أمان للـ15عاماً القادمة على أقل تقدير ، فالموهبة التي وهبها الله لجيانلويجي الصغير لا تدع مجالاً للشك بأننا على موعد مع منافس لجيانلويجي بوفون على لقب أفضل حراس التاريخ .
