أسباب العداء التاريخي بين بوكا جونيورز وريفر بليت .. السوبر كلاسيكو

  • Facebook
  • Twitter
  • Mail
  • Pinterest
  • LinkedIn
  • Facebook
  • Twitter
  • WhatsApp
  • Pinterest
  • LinkedIn
  • Espn

    موقع سبورت 360 – تُحيط أجواء من الدراما الكروية بالعاصمة الأرجنتينية بيونس إيرس هذه الأيام، نظراً لإقامة الكلاسيكو الأشرس في العالم بين بوكا جونيورز وريفر بليت، مساء غدٍ السبت، على أرضية ملعب “لا بومبونيرا”، ضمن ذهاب نهائي كوبا ليبرتادوريس.

    ويريد اتحاد أمريكا الجنوبية لكرة القدم “كونميبول”، توديع نظام البطولة الحالي، بإقامة الدور النهائي من مباراتين بنظام الذهاب والإياب بأفضل طريقة ممكنة، حيث ستكون هذه النسخة هي الأخيرة التي تشهد تطبيق هذا النظام، في حين سيكون الدور النهائي بدءاً من النسخة المقبلة، مُكوناً من مباراة واحدة على ملعب محايد.

    وطفح السوبر كلاسيكو بالكثير من الأحداث التي تبقى عالقة في الأذهان لسنوات بحكم العداوة الكبيرة بين الناديين.. فما هي أسباب هذه العداوة، وما هي جذورها التاريخية؟:

    الصراع الطبقي يطل برأسه:

    فريق الأغنياء:

    بالرغم من بدايتهما الطريق من نفس الحي المعروف باسم “لا بوكا” في العاصمة الأرجنتينية بوينوس أيرس، إلا أن كلا الفريقين استهلا مشوارهما مع الساحرة المستديرة بشكل مختلف عن الآخر، وهو ما جعل التنافسية بينهما تستفحل وتتفاقم، كما أن مواجهتهما تُعد ضمن الأفضل حول العالم والأكثر متابعةً رغم الشعبية المحدودة للدوري الأرجنتيني، ليضعا “السوبر كلاسيكو”، الذي انطلق القرن الماضي، ضمن قائمة القمم الكروية الفُضلى.

    وبدأ ريفر بليت مسيرته في عالم كرة القدم في الخامس والعشرين من مايو 1901، وجاء التأسيس كنتيجة لدمج فريق سانتا روسا وفريق الهواة روساليس، وقد اختلفت الآراء بين اختيار اسم الفريق الجديد، حيث اختار البعض اسم خوبنتود باكينسي والبعض الآخر فضل الإبقاء على الاسم الأول، لكن في النهاية اقترح أحد المؤسسين، وهو اللاعب بدرو مارتينيز، أن يكون اسم النادي هو “ريفر بليت” أو بالإسبانية “ريو دي لا بلاتا”، وذلك بسبب أن الأرجنتين تقع على ضفاف نهر لا بلاتا، وهو ما نال إعجاب باقي الأعضاء ليتم حينها إنشاء النادي الجديد بالاسم المُقترح من مارتينيز.

    وبدأ الفريق مسيرته الاحترافية في عام 1931، وقد تلقى النادي دعماً من أغنياء الأرجنتين وقتها لينتقل إلى حي نيونييز ويترك “لا بوكا” التي بدأ مسيرته فيها، ليطلق عليه بعدها “نادي الأغنياء” ويكون ملعبه بداية من 1938 هو المونومنتال.. أما “زي” الفريق في البداية فقد كان مكوناً من قميص أبيض وسروال وجوارب سوداء، ليتغير بعدها القميص إلى اللون الأبيض بخط أحمر، وهو التصميم الذي لم يتغير لوقتنا هذا، مع حدوث بعض التغييرات الطفيفة على مر السنين.

    ومر على “فريق الأغنياء” مجموعة من نجوم الكرة الذين سطروا تاريخ أحد أهم فرق العالم ومنهم النجم الأرجنتيني أرييل أورتيجا والهداف التاريخي للفريق أنخل لابرونا والأوروجواياني إنزو فرانشيسكولي الهداف الأجنبي التاريخي للفريق، والفرنسي ديفيد تريزيجيه ونوربرتو ألونسو.

    فريق الفقراء:

    أما بوكا جونيورز فتأسس على يد ستة شباب أبناء مهاجرين إيطاليين كانوا يعملون بالقرب من حي “لا بوكا”، ليبدأوا المغامرة لتأسيس النادي بإمكانيات محدودة في الثالث من أبريل عام 1905، ولم يكونوا حينها يدركون أن هذا النادي سيكون ضمن أشهر أندية العالم وأحد أكثر الفرق من حيث عدد البطولات، وكان هذا هو سبب تسميته بـ”نادي الفقراء” الأمر الذي دفع مشجعيه لاتهام ريفر بليت بالنرجسية بسبب تحولهم إلى حي راقٍ، أما اسمه فجاء لتواجده قرب حي لا بوكا.

    وكان لقميص الفريق العديد من القصص ولكن معظمها غير موثق بمستندات أو صور، فتشير التقارير إلى أن الفريق بدأ مسيرته بقميص وردي وتقارير أخرى إلى أن ألوانه كانت بيضاء بخطوط رفيعة سوداء، وهي الألوان الموجودة على موقع النادي الرسمي، ولكنه نافس فريقاً آخر في مباراة يظفر الفائز خلالها بألوان القميص، ليخسر البوكا ويتخلى عن ألوانه.

    وبعدها فكر ملاك النادي في تغيير ألوان القميص، وقد ترك رئيس النادي وقتها، خوان رافائيل برتشيتو، تلك المهمة للحظ، حيث قرر أن تكون ألوان الفريق مطابقة للعلم المرفوع على أول سفينة تدخل ميناء لا بوكا، وكانت أول السفن وقتها ترفع علم السويد الأزرق والأصفر، لتصبح هي ألوان قميص الفريق الأرجنتيني، وواحدة من أفضل قمصان فرق كرة القدم، ويصبح ملعبه هو “البومبونيرا” أي “قطعة الشوكولاطة”.

    وضم النادي العديد من أفضل لاعبي كرة القدم على مر التاريخ، وعلى رأسهم الأسطورة دييجو أرماندو مارادونا، والهداف التاريخي للفريق مارتن باليرمو، ولاعب الوسط المثير للجدل خوان رامون ريكيلمي والحارس روبرتو كارلوس أبودانزييري وسباستيان باتاليا صاحب أكبر عدد بطولات مع النادي الأرجنتيني.

    الشنآن بين قصور بيونس آيرس وأزقتها:

    لا تكاد تخلو مباراة واحدة بين فريق الأغنياء ونادي الفقراء، من شنآن واضح وعداوة جلية في تصرفات الجماهير والمشجعين، ففي عام 2011 وبعد هبوط ريفر بليت إلى الدرجة الثانية، سخر عشاق بوكا جونيورز من عدوهم اللدود بجنازة رمزية حملوا فيها توابيت زُينت بألوان ريفر بليت البيضاء والحمراء، وفي إحدى مباريات الفريقين خلال بطولة كوبا ليبرتادوريس 2015، أطلقت جماهير بوكا جونيورز طائرة بدون طيار حملت لوحة ساخرة من هبوط أثرياء العاصمة الأرجنتينية إلى الدرجة الثانية في عام 2011، ورشت رذاذ الفلفل الحار في أعين لاعبي ريفر بليت.

    وفي ملعب المونومينتال عام 1968، وبعد مباراة بين الفريقين المذكورين، لقي 71 شخصاً حتفهم بعد تدافع عند البوابة رقم 12 أثناء محاولتهم الخروج من الملعب، وكانت تلك الفاجعة أسوأ حادثة متعلقة بكرة القدم في الأرجنتين، حيث قُدر معدل أعمار الضحايا بـ19 عاماً.

    وهناك روايات مختلفة حول ما حدث بالضبط في ذلك اليوم، إذ يزعم البعض أن الكارثة وقعت بعدما بدأت جماهير بوكا جونيورز بإحراق أعلام ريفر بليت في الطبقات العليا من مدرجات الملعب مما تسبب في تدافع جماهيره إلى الطوابق السفلية، وقال آخرون أن السبب كان توجه مشجعي ريفر بليت إلى مقاعد جمهور بوكا جونيورز، مسببين لهم الذعر.

    واتهم رئيس ريفر بليت ويليام كينت الشرطة بالتسبب في وفاة المشجعين بعدما قمعت جماهير بوكا جونيورز وطاردتهم في المدرجات بسبب تبولهم عليهم، كما ادعى أن الشرطة المحلية أغلقت بوابات الخروج من الملعب بقضبان حديدية ضخمة.

    وبعد ثلاثة سنوات من التحقيقات الحكومية لم يوجه الاتهام لأحد مما سبب خيبة أمل لأهالي الضحايا، ومنذ تلك الحادثة استعملت الأحرف الأبجدية لتمييز بوابات ملعب المونومينتال بدلاً من الأرقام التي اعتبرت نذير شؤم وتذكيراً بالحدث المحزن.

    يُمكنك أيضاً مشاهدة: موقعة بوكا جونيورز وريفر بليت تخطف أنظار العالم