هامبورج العريق بين السقوط المهين والإنقاذ من الكمين

  • Facebook
  • Twitter
  • Mail
  • Pinterest
  • LinkedIn
  • Facebook
  • Twitter
  • WhatsApp
  • Pinterest
  • LinkedIn
  •  الفريق الألماني تأسس منذ عام 1887، أي منذ 129 عاماً، وهو أحد أعرق الأندية الموجودة تاريخياً الآن، وهو يُحسب له أنه الفريق الوحيد في تاريخ الدوري الألماني الذي لم يهبط أبداً لدوري الدرجة الثانية، وكان جيل نادي هامبورج في السبعينيات وأوائل الثمانينيات هو الجيل الذهبي بقيادة الأسطورة كلاعب وكمدرب فيليكس ماجات.

     

    هامبورج حقق في تاريخه لقب الدوري الألماني 6 مرات، وكأس ألمانيا 3 مرات، كأس السوبر الألماني 3 مرات، كأس الإتحاد الأوروبي مرة واحدة، وكأس الكؤوس مرة واحدة، كأس الأنترتوتو مرتين ولكن هذا الموسم عليه الهروب من الكمين الذي يعاني منه في أغلب المواسم الماضية.

     

    ولكن ماذا يحدث لهذا الفريق العريق حالياً؟ الفريق في المواسم ما قبل الماضي والذي سبقه وصل إلى الدور الحاسم من تحديد الهبوط، ومن الواجب أن نُعلمكم أن النظام في الدوري الألماني المكون من ال18 فريقاً يكون بهبوط صاحب المركز الأخير والذي قبله، أما صاحب المركز ال16 “وهو هامبورج في هذين الموسمين” يلاقي صاحب المركز الثالث في دوري الدرجة الثانية، في لقائين ذهاب وعودة والفائز يلعب في البوندسليجا.

     

    وكأن القدر يرفض عدم هبوط هامبورج، ففي الموسم ما قبل الماضي إلتقى بفريق كارلسروه حيث تعادل الفريقان في هامبورج بنتيجة 0-0، ثم أنتهى لقاء العودة في كارلسروه بالتعادل الإيجابي 1-1 في الثانية الأخيرة في مباراة دراماتيكية، عن طريق ضربة حرة مباشرة من اللاعب التشيلي مارسيلو دياز.

    وبنفس الطريقة في الموسم الذي تلاه إلتقى الفريق مع نادي جروتر فيورث، وإنتهى اللقاءان بنفس الطريقة، بالتعادل 0-0 في هامبورج، والتعادل 1-1 في جروتر فيورث وسجل هدف التعادل ميتشيل لاسوجا هداف الفريق والمنقذ لهم في الكثير من المباريات في المواسم الماضية.

    هذا الموسم قد تكون الثالثة هي الثابتة كما يقولون، لأن الأوضاع صعبة جداً مع الفريق الشمالي، فهذا الفيلم الهوليوودي المُكرر لن ينجح دائماً إلا بطرقة إصلاح جذرية، لأن التغييرات لا تكون شاملة دائماً، فالفريق يحافظ دائماً على القوام الرئيسي له، وهو بالأساس قوام غير قوي وغير مؤثر بنسبة كبيرة، الفريق لا يتعاقد مع النجم الكبير الذي بيده تغيير المعايير والأوضاع في الفريق، ففي القوام الرئيسي لأي فريق يبدأ من حراسة المرمى ثم الدفاع ومن ثم خط الوسط الدفاعي فالهجومي ثم قلب الهجوم وهذا أمر طبيعي، ولكن الفريق يعاني في أغلب المراكز.

     

    مشكلة الفريق الكبرى، هي الدفاع فهو كارثة كبيرة في حقيقة الأمر، كما أن هجوم الفريق أيضاً أحد أضعف خطوط الهجوم في أوروبا كلها، دفاع الفريق إستقبل هذا الموسم 25 هدفاً فقط فيردير بريمين أسوأ منه حيث إستقبل 29 هدفاً، وسجل فقط 6 أهداف، ففي الدوري الإسباني غرناطة سجل 10 أهداف وإستقبل 26 هدفاً، نفس الأمر كورتوني في الدوري الإيطالي، أما هال سيتي في الدوري الإنجليزي إستقبل 27 هدفاً وسجل 10 أهدافاً، لوريان في فرنسا سجل 9 أهداف، بينما إستقبل فريق مونبيليه 27 هدفاً.

     

    خطة اللعب:

    برونو لاباديا

    برونو لاباديا

    يعتمد نادي هامبورج هذا الموسم على خطة لعب هي 4-2-3-1، بدأ الموسم مع المدرب برونو لباديا، الذي أنقذ الفريق في الموسم الماضي من الهبوط في جولة الحسم كما ذكرنا، ولكنه أُقيل في الإسبوع السادس من الدوري بعد الخسارة من بايرن ميونيخ بنتيجة 1-0 في سبتمبر الماضي، حتى جاء منذ الجولة السابعة، المدرب ماركوس جيزدول الذي خسر في الجولة الثامنة من هيرتا برلين بنتيجة 2-0، وتعادل في الجولة التاسعة مع بوروسيا مونشنجلادباخ سلبياً، ثم خسر على ارضه من فريق أينتراخت فرانكفورت بنتيجة 3-0، ثم تلاها بخسارة آخرى بنفس النتيجة من فريق كولن، وبعدها خسارة آخرى مُذلة على أرضه من بوروسيا دورتموند بنتيجة 5-2، ولكن إستفاق مؤخراً بتعادل مثير مع هوفنهايم بنتيجة 2-2.

     

    الفريق تطور قليلاً هجومياً مع المدرب جيزدول، حيث سجل الفريق 4 أهداف من أصل ال6 التي سجلها الفريق تحت قيادته، ولكن دفاعياً أصبح الأمر أصعب بكثير، حيث إستقبل من أصل ال25 هدف، 13 هدفاً في عدد مباريات أقل، ولكن ما هو الحل؟

     

    ماركوس جيزدول

    ماركوس جيزدول

    مبدئياً الفريق لعب هذا الموسم حتى الآن، 11 مباراة، خسر في 8 مباريات، وتعادل في 3 لقاءات، ولم يفز على الإطلاق حتى الآن يحتل المركز الأخير برصيد 3 نقاط فقط، وسنحاول الآن معرفة أسباب ذلك.

     

    في حقيقة الآمر، فمشكلة فريق هامبورج الأولى هي عدم ثبات التشكيل، وبالرغم من الإعتماد على نفس طريقة اللعب وهي كما ذكرنا من قبل ال4-2-3-1، إلا أن اللاعبين الذين يطبقونها لا تلعب سوياً في 3 مباريات متتالية على الإطلاق، وذلك للكثير من الأسباب، كطرد أحد اللاعبين أو الإصابات أو الإختيارات الفنية التي يتعجب المحللون كثيراً منها.

     

    بداية من المدرب برونو لاباديا، الذي اعتمد على النجم الكرواتي الشاب ألين هاليلوفيتش لاعب نادي برشلونة والملقب بميسي كرواتيا، والذي إنتقل إلى هامبورج في صفقة قُدرت بمبلغ 5.5 مليون يورو لمدة 4 مواسم، وشارك في اللقاءات التحضيرية للفريق ولعب وتألق في أغلب المباريات، ولكن العجيب أنه لم يشارك في الدوري سوى في دقائق معدودة ولم يتم الإعتماد عليه، فقط 138 دقيقة من أصل 990 ممكنة، في 6 مباريات دخل في 5 منها كبديل ومباراة واحدة كأساسي.

    csm_Halilovic_Kabine_901x585_07a09a25db 

    أما في مركز قلب الهجوم الصريح، فيتناوب كل من بوبي وود المهاجم الأمريكي المميز الذي لا يشارك في كل المباريات بدون أسباب مُقنعة رغم أمكانياته الكبيرة التي وضحت في بطولة كأس ألمانيا حيث سجل هاتريك في أول مباراة له حيث شارك في 591 دقيقة، ميتشيل لاسوجا الذي كان دائماً هو المنقذ للفريق ولكنه لا يقدم أداء جيد هذا الموسم وشارك في 436 دقيقة، أما المهاجم الثالث الذي يلعب أيضاً بنظام التجريب وليس التناوب، هو متوسط الميدان في الأساس، ميتشيل جريجوريتش، والذي شارك في 411 دقيقة، بينما شارك المهاجم الألماني الشاب فالدشميدت في 148 دقيقة، في 5 مباريات من ضمنها 4 كبديل ومرة كأساسي.

     

    أما عن باقي التشكيل نستطيع التركيز على اللاعبين الذين لا يمكن الإستغناء عنهم، فهم القوام الرئيسي للفريق، وهم الحارس ريني أدلير اللاعب الوفي دائماً لهامبورج، الذي شارك في 990 دقيقة كاملة، في الدفاع، يشارك لاعب الفريق الجديد هذا الموسم، الظهير البرازيل الأيسر حيث شارك في 9 مباريات كاملة، 810 دقيقة، في مركز قلبي الدفاع يتغير الكثير من الثنائيات، تارة سيباييتش ودجورو، أو دجورو وكليبير، أو سيباييتش وإيكدال “وهو خط وسط من الأساس”، وفي مباراة واحدة شارك ماتينيا الألماني لمدة 90 دقيقة ولم تتكرر، وفي الظهير الأيمن اللاعب الياباني ساكاي الذي شارك في 855 دقيقة، شارك في ال11 مباراة، منها 9 كأساسي و2 كبديل، ولكن مؤخراً بتغيير تكتيك جيزدول الذي يحول التشكيل في بعض الأوقات إلى 3-4-3 ليلعب هو في الوسط، ويلعب في الدفاع ديكمايير الذي شارك في 330 دقيقة، 9 لقاءات منها 5 مباريات أساسياً و4 كبديل.

     

    أدلير لم يغب أي دقيقة عن هامبورج هذا الموسم

    أدلير لم يغب أي دقيقة عن هامبورج هذا الموسم

    في خط الوسط سنجد قوام قوي للفريق، وهم النجوم الأفضل في الفريق، نيكولاي مولر الذي لعب كل المباريات، حيث شارك في 877 دقيقة، وفيليب كوستيتش الذي شارك في 683 دقيقة، في 9 مباريات، 8 كأساسي ومباراة واحدة كبديل، جيديون يونج، متوسط الميدان الدفاعي الشاب المميز، صاحب ال22 عاماً، حيث شارك في 706 دقيقة، في 9 مباريات، مباراة كبديل، و8 كأساسي، والنجم الآخر المخضرم لويس هولتبي، الذي شارك في 696 دقيقة، في 8 مباريات جميعها كأساسي، ومؤخراً يشارك أوسترزوليك الذي شارك في ال4 مباريات الماضية.

     

    ماذا نسنتنج مما سبق؟ من الرغم من أن الفريق يلعب في بطولتين وهما الدوري والكأس، إلا أن كلا المدربين قام بالإعتماد على 22 لاعب، وهو عدد كبير وغير منطقي لأي فريق أن يلعب بهذا الكم من اللاعبين، لأن نجاح أي فريق يكون بتشكيل مكون من 11 لاعب أساسي وثلاث أو أربع لاعبين بشكل إحتياطي، فثبات التشكيل يؤدي دائماً إلى زيادة التفاهم بين أفراد الفريق ولكن هذا لم يحدث على الإطلاق في هامبورج.

     

    غياب التفاهم الهجومي، من غير الواقعي أبدأً أن يسجل فريق فقط 6 أهداف هذا الموسم، والأكثر من ذلك أن الأهداف جاءت عن طريق 3 لاعبين فقط، فيليب كوستيتش هدف، نيكولاي مولر 3 أهداف، بوبي وود هدفين.

    CxuXHgIXEAU7dhP 

    الحل:

    أرى أن الحل في هامبورج هو بسيط ولا يحتاج إلى تغيير المدربين واللاعبين، فالفريق كأفراد مميز، فيليب كوسيتيتش كان نجماً في فريق شتوتجارت، كذلك نيكولاي مولر لاعب مميز وذا نزعة هجومية مميزة، بوبي وود ممتاز جداً وفي الموسم الماضي كان نجماً لفريق يونيون برلين في الدرجة الثاني، لويس هولتبي صانع ألعاب جيد لفريق مثل هامبورج، الظهير الأيسر دوجلاس سانتوس حصل على الميدالية الذهبية مع منتخب البرازيل في أوليمبياد ريو 2016، ساكاي هو قائد الفريق الجديد الآن، وبالنسبة لقلبي الدفاع فلا يجب اللعب بدجورو وسيبايتش لأن اللاعبين متقدمان في العمر، أحدهما 36 عاماً والآخر 30، لذلك يُنصح بالإعتماد على مدافع زي خبرة، والآخر شاب يستطيع تقديم الحلول، مثل كليبير ودجورو، أو كليبير و سيباييتش أو جيديون يونج وأحد الكبيرين.

     

    لذلك وبنفس طريقة اللعب يكون التشكيل المثالي في رأيي هو التالي مع العلم أن الفريق عليه الإعتماد على سرعة الأطراف والتسجيل عن طريق العرضيات من الطرفين، لكن اللاعبين مصممون على التسجيل عن طريق الإختراق من العمق، وهو ما يُخالف جودة اللاعبين.

     sasasasa